أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5892 - خذ من القرآن ما شئت لما شئت

12-06-2013 67393 مشاهدة
 السؤال :
ما صحة حديث: خذ من القرآن ما شئت لما شئت؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5892
 2013-06-12

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد ذَكَرَ عُلَماءُ الحديثِ الشَّريفِ بأنَّ حديثَ: (خُذوا من القرآنِ ما شِئتُم لما شِئتُم) لا أصلَ له.

ولكن لا حَرَجَ من أخْذِ بعضِ السُّوَرِ من القرآنِ الكريمِ لِقِراءَتِها على المَريضِ، لأنَّ اللهَ تعالى جَعَلَ في القُرآنِ شِفاءً، لقولِهِ تعالى: ﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاء﴾. ولقولِهِ تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾.

وبعضُ العُلَماءِ قال: آياتُ الشِّفاءِ في القُرآنِ سِتَّةٌ:

أولاً: ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِين﴾.

ثانياً: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِين﴾.

ثالثاً: ﴿ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون﴾.

رابعاً: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إلا خَسَاراً﴾.

خامساً: ﴿وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِين * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِين﴾.

سادساً: ﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاء﴾.

وبناء على ذلك:

فهذا الحديثُ لا أصلَ له، ولكنَّ الرُّقيَةَ الشَّرعِيَّةَ من القُرآنِ العَظيمِ جائِزَةٌ شرعاً، وأخْذُ هذهِ الآياتِ ـ آياتِ الشِّفاءِ ـ لا حَرَجَ فيها، معَ الاعتِقادِ بِعَدَمِ سُنِّيَّتِها، لأنَّها ما وَرَدَتَ عن سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بأنَّها آياتُ شِفاءٍ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
67393 مشاهدة