مقدمة الخطبة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيا عباد الله: مما لا شكَّ فيه بأنَّ كل مؤمن ومؤمنة حريص على أن يكون من المفلحين يوم القيامة، ولولا ذاك لما كان كل واحد منهما مؤمناً بالاختيار.
والعبد إذا أراد أن يصل إلى الغاية التي ينشدها فإنه يجب عليه شرعاً أن يسلك الطريق الموصل إلى غايته التي يريد من فلاح ونجاح في الدنيا والآخرة، والذي يرشدنا إلى هذا السبيل ويضمن لنا الوصول إلى تلك الغاية هو القرآن العظيم، قال تعالى: {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل من سبل الفلاح:
أيها الإخوة الكرام: تعالوا لننظر في كتاب الله عز وجل لنتعرف من خلاله على السبل التي توصلنا إلى الفلاح في الدنيا والآخرة، من هذه السبل سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى في كتابه العظيم: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون}.
ربنا عز وجل يبين لنا في هذه الآية الكريمة بأن سبيل الفلاح يكون في دعوة الناس إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فمن صدق في طلب الفلاح فعليه بهذه الآية الكريمة.
وصف المؤمن أنه آمر بالمعروف وناهٍ عن المنكر:
أيها الإخوة المؤمنون: بل بيَّن لنا ربنا عز وجل بنص القرآن الكريم بأنَّ المؤمن الحق آمرٌ بالمعروف وناهٍ عن المنكر، فقال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}.
ربنا عز وجل أخَّر وصف الإيمان عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لنعلم بأنَّ هناك من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ولكن ليس من منطلق الإيمان، بل لغاية في نفسه، فإذا كان هناك من يفعل ذلك لغاية في نفسه فالمؤمن من باب أولى وأولى أن يكون هو السبَّاق لذلك، فإذا كان أصحاب الغاية الدنيوية قد يفعلون ذلك فكيف لا يفعل ذلك المؤمن الذي يريد الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة؟
أيها الإخوة الأحبة: ربنا عز وجل قدَّم ذكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان لأنهما أَدَلُّ وصفٍ وأصدق دليل على صحة إيمان العبد، وبذلك تكون الخيرية، فأصدق دليل على إيمان العبد هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الإنسان في خسر إلَّا:
يا عباد الله، المؤمن الحق هو على يقين بأنَّ الإنسان جنس الإنسان في خسارة إلا من استثناهم ربنا عز وجل في القرآن العظيم في قوله: {وَالْعَصْر * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْر * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر}.
ربنا عز وجل أقسم بأنَّ الإنسان جنس الإنسان في خسارة لآخرته ودنياه إلا من تحقق بصفات أربع، الإيمان أولاً ثم العمل الصالح، ثم التواصي بالحق والتواصي بالصبر، وما التواصي بالحق وبالصبر إلا صورة من صور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ورِّث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لورثتك:
أيها الإخوة الكرام: الإسلام لم يرضَ منا أن نكون آمرين بالمعروف وناهين عن المنكر فقط، بل حرَّضنا على أن نورِّث ذلك لورثتنا من بعدنا، وورثتنا لمن بعدهم حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وحتى يتحقق قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ) رواه مسلم عن ثوبان رضي الله عنه.
الإسلام حرَّضنا على توريث ذلك لذريتنا حتى يكون ذلك امتداداً لنا لعد موتنا، كما أنَّ وُرَّاثَ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم امتداداً لحضرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (إنَّ الْعُلَماءَ وَرَثَةُ الأنْبِياءِ) رواه الترمذي عن قيس بن كثير رضي الله عنه.
لا تفرح يا أخي أن تكون آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر فقط، بل ليكن فرحك بأن تورث ذلك لورثتك من بعدك، وهذا خير ميراثٍ لهم منك، وبذلك يكون امتداداً لك، لا يكن أحدنا أبتراً لا عقب له، فهذا سيدنا زكريا عليه السلام يخبرنا عنه مولانا عز وجل بقوله: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا}. أراد العقب له ليحمل رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من بعده.
احرص على أن تورث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لورثتك، وتعلم ذلك من قصة سيدنا لقمان الحكيم رضي الله عنه الذي ورَّث ذلك لولده، قال تعالى مخبراً عنه: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور}.
فإذا ورَّثنا ذلك لأبنائنا كانوا بإذن الله تعالى من الصالحين وتحقق لنا الامتداد لأعمالنا كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ) رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه.
ليكن فهمنا صحيحاً للقرآن العظيم:
أيها الإخوة المؤمنون: يجب علينا أن نفهم القرآن العظيم فهماً صحيحاً، وأن نحذر الفهم الخاطئ، وذلك بالسؤال لأهل العلم، وذلك لقوله تعالى: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُون}.
كم من مهتدي عندما تذكره بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقول لك: مالي ومال الناس، كل واحد مسؤول عن نفسه، لا أريد أن أجعل عداوة بيني وبين أحد من الناس، كل واحد ينزل في قبره لوحده، كل واحد مسؤول عن نفسه لا عن غيره، من هذه الكلامات الكثير الكثير، وإن سألته على أي أساس تتكلم هذا، يقول لك من خلال قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}.
هذا فهم خاطئ لهذه الآية، تعالوا لنسمع ما أخرجه الإمام الترمذي عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ تَصْنَعُ بِهَذِهِ الْآيَةِ، قَالَ: أَيَّةُ آيَةٍ؟ قُلْتُ: قَوْلُهُ تَعَالَى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ }.
أيها الإخوة الكرام: كأنَّ أبا أمية وقع في إشكال بين هذه الآية الكريمة وقوله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون}. وقوله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}.
آية تأمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وآية تقول: {عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ}. ماذا فعل أبو أمية؟
لقد سأل عنها أهل العلم، لذلك قال له أبو ثعلبة: (أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (بَلْ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا وَهَوًى مُتَّبَعًا وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ وَدَعْ الْعَوَامَّ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: وَزَادَنِي غَيْرُ عُتْبَةَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ قَالَ بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ).
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب علينا، هذه وظيفة العبد المؤمن، ليس عليه خلق الهداية، لأن خلق الهداية على الله تعالى، قال تعالى: {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين}. هذا من حيث خلق الهداية، أما من حيث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقول تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم}. فإذا أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر بعد ذلك عليك بقوله تعالى: {عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}.ودع عنك أمر العامة، كما قال الحبيب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على الأمة:
أيها الإخوة المؤمنون: إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على الأمة، بقضِّها وقضيضها، واجب على الحاكم والمحكوم، على الرجال والنساء، وليس مقصورا على طلبة العلم الشرعي، وذلك لقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ) رواه مسلم عن طارق بن شهاب رضي الله عنه.
هذا الحديث الشريف يشمل الأمة كلها إذا رأى فرداً من أفرادها المنكر، ولا يعفي أحد نفسه من هذا الأمر، وذلك لقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم(كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) رواه مسلم عن نافع بن عمر رضي الله عنه.
إياكم والتقصير في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
أيها الإخوة الكرام: إذا لم تأمر الأمة بالمعروف وتنهى عن المنكر ربما أن تعرِّض نفسها لسخط الله عز وجل، ولقد ذكر لنا مولانا عز وجل بني إسرائيل حيث استوجبوا اللعنة بسبب تركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُون}.
وفي هذا إشارة واضحة لأصحاب العقول النيِّرة ولأولي الألباب أن يصلوا إلى ما وصل إليه هؤلاء.
أيها الإخوة: المعاصي في مجتمعنا كثيرة، ومن أعظمها انتشاراً الربا والرشوة والسفور والاختلاط، فأين الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر؟
لا أقلَّ أيها الإخوة أن يكون الإنسان مذكراً وآمراً وناهياً في دائرة بيته وأسرته وعائلته.
خاتمة نسأل الله تعالى حسنها:
يا عباد الله، لنترجم عن صحة إيماننا وذلك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالأسلوب الذي علمنا إياه مولانا عز وجل في كتابه العظيم، من خلال قوله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين}.
وطوبى لعبد تشرَّف فقام مقام الأنبياء والمرسلين، ومقام الأولياء والصالحين، والعلماء المرشدين من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يشرِّفنا في ذلك، وأن نورِّث فروعنا وأحبابنا هذا الأمر والشرف العظيم.
أقول هذا القول وكل منا يستغفر الله فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
** ** **
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |
أَتَوَجَّهُ إلى السَّادَةِ حُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ، لِأَقُولَ لَهُمْ: هَنيئًا لَكُمْ يَا مَنْ لَبَّيْتُمْ أَمْرَ اللهِ تعالى القَائِلِ: ﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ ... المزيد
إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ المَصَائِبِ مُصِيبَةَ الدِّينِ، لِأَنَّهُ مَهْمَا عَظُمَتْ مَصَائِبُ الدُّنْيَا فَسَوْفَ تَنْقَضِي، وَرُبَّمَا يُجْبَرُ صَاحِبُهَا وَيُعَوِّضُ مَا فَاتَهُ، أَمَّا مُصِيبَةُ الدِّينِ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ بِسَعَادَةِ العَبْدِ ... المزيد
هَا نَحْنُ في عِيدِ الفَطْرِ الذي جَاءَنَا بَعْدَ صِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرِ القُرْآنِ شَهْرِ الصِّيَامِ وَالقُرْآنِ، لَقَدْ كَانَ شَهْرُ رَمَضَانَ مُذَكِّرًا لَنَا بِالنِّعْمَةِ العُظْمَى التي أَنْقَذَتِ البَشَرِيَّةَ مِنَ الضَّلَالِ ... المزيد
هَا هُوَ الضَّيْفُ الكَرِيمُ يُلَوِّحُ بِالرَّحِيلِ، تَمْضِي أَيَّامُهُ مُسْرِعَةً كَأَنَّهَا حُلُمٌ جَمِيلٌ، مَا أَحْلَى أَيَّامَكَ يَا أَيُّهَا الضَّيْفُ الكَرِيمُ، وَمَا أَمْتَعَ صِيَامَكَ، لَقَدْ ذُقْنَا فِيكَ لَذَّةَ الإِيمَانِ، وَحَلَاوَةَ ... المزيد
شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ هُوَ شَهْرُ القُرْآنِ، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ هُوَ وَاللهِ بِمَثَابَةِ الرُّوحِ للجَسَدِ، وَالنُّورِ للهِدَايَةِ، فَمَنْ لَمْ يَقْرَأِ القُرْآنَ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ، فَهُوَ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ. وَإِنَّهُ لَمِنَ ... المزيد
لَقَدْ فَرَضَ اللهُ تعالى عَلَيْنَا صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى نَصِلَ إلى مَقَامِ التَّقْوَى، وَالتَّقْوَى هِيَ الْتِزَامُ أَوَامِرِ اللهِ تَعَالَى وَاجْتِنَابُ نَوَاهِيهِ، هِيَ فِعْلُ الْمَأْمُورَاتِ وَتَرْكُ الْمَنْهِيَّاتِ، التَّقْوَى ... المزيد
