أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6767 - تغسيل المنتحر والصلاة عليه

22-02-2015 5197 مشاهدة
 السؤال :
رجل غرق بالديون، وضاقت عليه سبل الوفاء، فأقدم على الانتحار تخلصاً من الديون، فهل يغسل هذا المنتحر ويصلى عليه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6767
 2015-02-22

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالانتِحَارُ كَبِيرَةٌ من الكَبَائِرِ، ومَن اسْتَحَلَّهَا كَانَ من الخَالِدِينَ في النَّارِ يَومَ القِيَامَةِ، لِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِداً مُخَلَّداً فِيهَا أَبَداً، وَمَنْ تَحَسَّى سُمَّاً فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِداً مُخَلَّداً فِيهَا أَبَداً، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِداً مُخَلَّداً فِيهَا أَبَداً» رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وأمَّا مَن قَتَلَ نَفْسَهُ من غَيرِ اسْتِحْلالٍ فَهُوَ لَيسَ بِكَافِرٍ، وهذا أَمْرُهُ إلى اللهِ تعالى، إنْ شَاءَ عَفَا عَنهُ، وإنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾.

وبناء على ذلك:

فهذا الذي قَتَلَ نَفْسَهُ للتَّخَلُّصِ من الدُّيُونِ عَاصٍ للهِ عزَّ وجلَّ، ومُرتَكِبٌ كَبِيرَةً من الكَبَائِرِ، وهوَ لَيسَ بِكَافِرٍ، وأَمْرُهُ إلى اللهِ تعالى، ومُرتَكِبُ الكَبِيرَةِ من غَيرِ اسْتِحْلالٍ يُغَسَّلُ، ويُكَفَّنُ، ويُصَلَّى عَلَيهِ، ويُدْفَنُ في مَقَابِرِ المُسلِمِينَ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
5197 مشاهدة