95- خطبة الجمعة: وظائف يوم عرفة والنحر

95- خطبة الجمعة: وظائف يوم عرفة والنحر

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد فيا عباد الله:

خلاصة الخطبة الماضية:

أخرج الإمام البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ) قَالُوا: وَلا الْجِهَادُ؟ قَالَ: (وَلا الْجِهَادُ، إِلا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ).

ولقد ذكرت لكم في الأسبوع الماضي قول الله عز وجل: {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء}، ولقد اختصَّ ربنا من الأزمنة ما شاء، واختص من الأمكنة ما شاء، واختص من الأشخاص ما شاء، وهو فعَّال لما يريد، لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون.

وما اختصَّ إلا لينشر رحمته، ومن جملة ما اختصه من الأزمنة هذه الأيام العشر من ذي الحجة، حيث يحب الله تعالى فيها العمل الصالح من عباده.

وذكرت أن من الأعمال الصالحة التي ينبغي على المؤمن أن يتحلَّى بها: الصيام ـ وصيام يوم واحد منها يعدل صيام سنة ـ والقيام، وصلاة الجماعة، والصدقة، وحسن الأخلاق.

ظاهرة خطيرة:

أيها الإخوة الكرام: لقد سمعت بأن بعض العلماء على بعض القنوات الفضائية يقول بأنه ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث بصيام هذه الأيام، مع أن الحديث رواه الترمذي وابن ماجه والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَا مِنْ أَيَّامٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ أَنْ يُتَعَبَّدَ لَهُ فِيهَا مِنْ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ، يَعْدِلُ صِيَامُ كُلِّ يَوْمٍ مِنْهَا بِصِيَامِ سَنَةٍ، وَقِيَامُ كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْهَا بِقِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ).

نعم الحديث ضعيف، ولكن هذه الظاهرة التي تنتشر بين المسلمين اليوم وهي مساواة الحديث الضعيف بالموضوع هي ظاهرة خطيرة، لوجود الفوارق الكثيرة بين الحديث الضعيف والموضوع، والتي منها:

1ـ الحديث الضعيف في الأصل منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والموضوع مكذوب عليه صلى الله عليه وسلم.

2ـ سبب ضعف الحديث سقوط في السند، أو جهالة في الراوي، أما الموضوع فهو مكذوب.

3ـ الحديث الضعيف تجوز روايته بالإجماع، أما الموضوع فتحرم روايته إلا لبيان وضعه.

4ـ الحديث الضعيف يُعمل به عند العلماء في فضائل الأعمال، والموضوع يحرم العمل به عند العلماء.

5ـ الحديث الضعيف هو بين الراجح والمرجوح، فإن ثبت صدقه فهو الخير، وإلا فلا يضر.

ماذا يضرُّ العمل بالحديث الضعيف؟

أيها الإخوة: وأنا أخاطب هؤلاء وأمثالهم وأقول لهم: ماذا يضرُّ العمل بالحديث الضعيف، إذا كان العمل في فضائل الأعمال، والتي من جملتها صوم هذه الأيام؟

أما رغَّب النبي صلى الله عليه وسلم بصيام النافلة؟ أما رغَّب مولانا عز وجل بكثرة النوافل في الحديث القدسي: (وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ) رواه البخاري. أليس هذا الصوم من النوافل؟ ألا يستحبُّ الصيام في الأشهر الحُرُم؟

يا هؤلاء! اتقوا الله تعالى في الأمة، وعلموها كيفية الاحتيال على الالتزام لا على التفلّت، واحذروا من تسوية الحديث الضعيف بالموضوع، لأن العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال مقبول عند علماء الأمة سلفاً وخَلَفاً.

يوم عرفة من أيام العشر:

أيها الإخوة الكرام، لقد اختصَّ الله عز وجل هذه الأيام العشر، واختص منها يوم عرفة، فهل نغتنم يوم عرفة بالأعمال التالية:

أولاً: صيام يوم عرفة مكفِّر للذنوب:

يقول صلى الله عليه وسلم: (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ) رواه مسلم، صيام هذا اليوم يكفِّر لك الصغائر، فإن لم توجد يخفّف عنك من الكبائر، فإن لم توجد يرفع في درجاتك عند الله عز وجل.

ثانياً: صيام يوم عرفة يعدل صيام سنتين:

روى الطبراني عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: سأل رجل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن صوم يوم عرفة، فقال: كنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نعدله بصوم سنتين. قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني في الأوسط وهو حديث حسن.

ثالثاً: يحب الله تعالى فيه التكبير والتسبيح والذكر:

أخرج الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ).

أيها الإخوة: أكثروا في هذه الأيام وخاصة في يوم عرفة من:

1ـ التكبير، وهو قول: الله أكبر، ومن السنة المؤكدة التكبير من فجر يوم عرفة ويستمر إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق، فزيِّنوا أعيادكم بالتكبير في الشوارع وفي المجالس وفي كل مكان. والتكبير بعد صلاة الفريضة للرجال والنساء، في صلاة الجماعة أو الانفراد.

2ـ التهليل، وهو قول: لا إله إلا الله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) رواه الترمذي.

3ـ التسبيح، وهو قول: سبحان الله.

4ـ الحوقلة، وهي قول: لا حول ولا قوة إلا بالله.

5ـ الحسبلة، وهي قول: حسبنا الله ونعم الوكيل.

فيوم عرفة يوم عظيم مبارك، عرف قدره من عرف، وجهله من جهل، تقول أمنا الطاهرة البتول المبرَّأة من فوق سبع سماوات، قال صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ؟) رواه مسلم، فأكثروا أيها الإخوة من الدعاء فيه، وأن يعتق الله رقابنا من النار.

يوم النحر آخر أيام العشر:

أيها الإخوة الكرام: آخر أيام العشر هو يوم النحر، والنحر فيه أحب الأعمال إلى الله تعالى.

قال تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَر} الكوثر هو الخير الكثير، وإني أيها الإخوة الكرام أقسم بالله العظيم بأن نعم الله عز وجل تترى، وهي في ازدياد بدون نقصان، حتى إن منع الله لنا هو عين العطاء، فعطاؤه عطاء، ومنعه عين العطاء، وكله خير لنا ونعم، ونحن نسأل الله العفو والعافية.

نحن في نِعَم ولو مع الفقر، نحن في نعم ولو في مرض، نحن في نعم ولو في مصائب، لأنه كله عطاء من الله عز وجل، نستقبل كل هذا من خلال قوله تعالى: {وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُون}. ومن خلال قول النبي صلى الله عليه وسلم: (عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ) رواه مسلم.

فالله تعالى أعطانا لنشكر، وبالشكر يرتقى العبد، ومنعنا لنصبر، وبالصبر يرتقي العبد.

التكليف بعد العطاء:

أيها الإخوة الكرام: الله عز وجل ذكَّرنا بالنعم أولاً، فقال: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر}، وبعد التذكير بالنعمة جاء التكليف، والتكليف بحد ذاته نعمة وتشريف، فقال: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر}، هكذا يعاملنا ربنا عز وجل، يعطي النعم، وبعدها يكلِّف، قال تعالى: {لإِيلاَفِ قُرَيْش * إِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْف * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْت * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْف}، ما طلب منك العبادة إلا لكونه منعماً عليك.

{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر}

أيها الإخوة: بعد أن ذكَّرنا الله تعالى بالنعم طلب منا أن نتصل بالمنعم، أن نتصل بالله، والصلاة صلة بين العبد وربه، والمقصود بهذه الصلاة صلاة العيد، وبعد صلاة العيد انحر، وهو أفضل عمل تقوم به بعد صلاة العيد.

يقول صلى الله عليه وسلم: (مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ وَلَمْ يُضَحِّ فَلا يَقْرَبَنَّ مُصَلانَا) رواه ابن ماجه، .

حكم الأضحية:

أيها الإخوة: الأضحية واجبة على من ملك النصاب من الرجال والنساء، فإذا كنت مالكاً للنصاب وجبت عليك الأضحية، وإذا ملكت زوجتك النصاب وجبت عليها الأضحية، وإذا ملك ولدك النصاب وجبت عليه الأضحية، وإذا ملكت ابنتك النصاب وجبت عليها الأضحية.

ولقد ضحَّى النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاء في صحيح البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه قال: (ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا). وعن أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها، (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِكَبْشٍ أَقْرَنَ يَطَأُ فِي سَوَادٍ وَيَبْرُكُ فِي سَوَادٍ وَيَنْظُرُ فِي سَوَادٍ، فَأُتِيَ بِهِ لِيُضَحِّيَ بِهِ، فَقَالَ لَهَا: يَا عَائِشَةُ هَلُمِّي الْمُدْيَةَ، ثُمَّ قَالَ: اشْحَذِيهَا بِحَجَرٍ، فَفَعَلَتْ، ثُمَّ أَخَذَهَا وَأَخَذَ الْكَبْشَ فَأَضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ضَحَّى بِهِ) رواه مسلم.

هل تستطيع أن تتخيَّل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يسارع إلى أمر ربه، {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى}، يدعو بكبش، وتصور مواصفات هذا الكبش (يَطَأُ فِي سَوَادٍ وَيَبْرُكُ فِي سَوَادٍ وَيَنْظُرُ فِي سَوَادٍ)، تخيَّل هذا الكبش وهو بين يدي الحبيب الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كبش عظيم في حجمه، جميل في شكله، قال تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ}.

هل بوسعك أن تتخيَّل هذا الموقف؟ كم هي رحمة الله عز وجل بنا؟ تصوّر لو أن ربنا كلَّفنا بنزع ولد من أولادنا كيف سيكون حالنا؟

ابتلاء الله تعالى لسيدنا إبراهيم عليه السلام:

أيها الإخوة: ابتلى الله تعالى سيدَنا إبراهيمَ عليه السلام بذبح ولده، وأي ولد؟ الولد الذي جاء على كبر، وبعد دعاء: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِين}، فبشَّره الله تعالى بغلام حليم، ما أجمل هذا الغلام، حليم وهو غلام، فكيف إذا بلغ سنَّ الرجال؟ ولما بلغ سيدنا إسماعيل عليه السلام معه السعي كلَّفه الله تعالى بذبح ولده، وقام بتنفيذ أمر ربه، امتثل الخليل أمر الله تعالى، وامتثل الغلام الحليم أمرَ الله تعالى، فلما أسلما لله تعالى فدى الله تعالى الغلام الحليم بذبح عظيم.

قال تعالى: {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِين * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِين * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيم * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِين * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِين * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيم * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاَء الْمُبِين * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيم}.

نحن أيها الإخوة عندنا المقدرة لشراء الكماليات، عندنا المقدرة لشراء التلفاز وشراء السيارات وشراء المزارع، وعند الفقير المقدرة أن يدخِّن ليلاً ونهاراً، وليست عنده المقدرة أن يجمع خلال العام ثمن أضحية. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

تضحية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:

قال: (يَا عَائِشَةُ هَلُمِّي الْمُدْيَةَ، ثُمَّ قَالَ: اشْحَذِيهَا بِحَجَرٍ، فَفَعَلَتْ، ثُمَّ أَخَذَهَا وَأَخَذَ الْكَبْشَ فَأَضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ضَحَّى بِهِ).

تصوَّر هذا الكبش وهو بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم للذبح، والكبش يعرفه أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لا أدري هل كانت فرحة الكبش تقدر عندما سيضع النبي صلى الله عليه وسلم رجله على عنقه ثم يذبحه؟ لأنه ما من شيء في الوجود إلا ويشهد لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرسالة، قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِلا يَعْلَمُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلا عَاصِيَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ) رواه أحمد.

أتريد أن تنال دعوةَ النبي صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ)؟

اللهمَّ وفِّقنا لفعل الخيرات وترك المنكرات، أقول هذا القول وأستغفر الله.

**     **     **

 

 2008-12-05
 5669
الشيخ أحمد شريف النعسان
 
 

التعليقات [ 1 ]

محمد
 2008-12-08

نهنئكم بعيد الأضحى المبارك أعاده الله عليكم بالخير واليمن والبركة تحياتنا لكم ولأخوتكم والوالدة بخاصة أبو يحيى وأم يحيى.

 

مواضيع اخرى ضمن  خطب الجمعة

19-04-2024 196 مشاهدة
910ـ خطبة الجمعة: آثار الحج على النفس (1)

أَتَوَجَّهُ إلى السَّادَةِ حُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ، لِأَقُولَ لَهُمْ: هَنيئًا لَكُمْ يَا مَنْ لَبَّيْتُمْ أَمْرَ اللهِ تعالى القَائِلِ: ﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ ... المزيد

 19-04-2024
 
 196
12-04-2024 886 مشاهدة
909ـ خطبة الجمعة: تعزية لمن أصيب بدينه

إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ المَصَائِبِ مُصِيبَةَ الدِّينِ، لِأَنَّهُ مَهْمَا عَظُمَتْ مَصَائِبُ الدُّنْيَا فَسَوْفَ تَنْقَضِي، وَرُبَّمَا يُجْبَرُ صَاحِبُهَا وَيُعَوِّضُ مَا فَاتَهُ، أَمَّا مُصِيبَةُ الدِّينِ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ بِسَعَادَةِ العَبْدِ ... المزيد

 12-04-2024
 
 886
09-04-2024 603 مشاهدة
908ـ خطبة عيد الفطر 1445 هـ:هنيئا لك يوم الجائزة إن كنت من المقبولين

هَا نَحْنُ في عِيدِ الفَطْرِ الذي جَاءَنَا بَعْدَ صِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرِ القُرْآنِ شَهْرِ الصِّيَامِ وَالقُرْآنِ، لَقَدْ كَانَ شَهْرُ رَمَضَانَ مُذَكِّرًا لَنَا بِالنِّعْمَةِ العُظْمَى التي أَنْقَذَتِ البَشَرِيَّةَ مِنَ الضَّلَالِ ... المزيد

 09-04-2024
 
 603
04-04-2024 708 مشاهدة
907ـ خطبة الجمعة: شمروا عن ساعد الجد

هَا هُوَ الضَّيْفُ الكَرِيمُ يُلَوِّحُ بِالرَّحِيلِ، تَمْضِي أَيَّامُهُ مُسْرِعَةً كَأَنَّهَا حُلُمٌ جَمِيلٌ، مَا أَحْلَى أَيَّامَكَ يَا أَيُّهَا الضَّيْفُ الكَرِيمُ، وَمَا أَمْتَعَ صِيَامَكَ، لَقَدْ ذُقْنَا فِيكَ لَذَّةَ الإِيمَانِ، وَحَلَاوَةَ ... المزيد

 04-04-2024
 
 708
28-03-2024 626 مشاهدة
906ـ خطبة الجمعة: القرآن خير دستور

شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ هُوَ شَهْرُ القُرْآنِ، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ هُوَ وَاللهِ بِمَثَابَةِ الرُّوحِ للجَسَدِ، وَالنُّورِ للهِدَايَةِ، فَمَنْ لَمْ يَقْرَأِ القُرْآنَ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ، فَهُوَ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ. وَإِنَّهُ لَمِنَ ... المزيد

 28-03-2024
 
 626
21-03-2024 1114 مشاهدة
905ـ خطبة الجمعة: التقوى ميدان التفاضل بين العباد

لَقَدْ فَرَضَ اللهُ تعالى عَلَيْنَا صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى نَصِلَ إلى مَقَامِ التَّقْوَى، وَالتَّقْوَى هِيَ الْتِزَامُ أَوَامِرِ اللهِ تَعَالَى وَاجْتِنَابُ نَوَاهِيهِ، هِيَ فِعْلُ الْمَأْمُورَاتِ وَتَرْكُ الْمَنْهِيَّاتِ، التَّقْوَى ... المزيد

 21-03-2024
 
 1114

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 413634262
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :