أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5991 - إمام محدث

02-11-2013 16445 مشاهدة
 السؤال :
إذا صلى الإمام ناسياً أنه محدث، فما حكم صلاته وصلاة المأمومين؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5991
 2013-11-02

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد وَرَدَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الدارقطني وأبو نعيم عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَيُّمَا إِمَامٍ سَهَا فَصَلَّى بِالْقَوْمِ وَهُوَ جُنُبٌ فَقَدْ مَضَتْ صَلاتُهُمْ، ثُمَّ لْيَغْتَسِلْ هُوَ، ثُمَّ لْيُعِدْ صَلاَتَهُ، وَإِنْ صَلَّى بِغَيْرِ وُضُوءٍ فَمِثْلُ ذَلِكَ».

وجاءَ في مُصَنَّفِ ابن أبي شَيبَةَ عن سالمٍ، عن ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما أنَّهُ صَلَّى بِهِمُ الغَداةَ ثمَّ ذَكَرَ أنَّهُ صَلَّى بِغَيرِ وُضوءٍ، فأعادَ ولم يُعيدُوا.

وروى البيهقي عن الحارِثِ، عن عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنهُ في إمامٍ صَلَّى بِغَيرِ وُضوءٍ قال: يُعيدُ، ولا يُعيدونَ.

وجاءَ في تَنقيحِ التَّحقِيقِ: مَسأَلَةُ: إذا صَلَّى بِقَومٍ وهو مُحدِثٌ؛ فإن كانَ عالِماً بِحَدَثِ نَفسِهِ، أعادَ وأعادوا بِكُلِّ حالٍ، وإن كانَ ناسِياً فَذَكَرَ أثناءَ الصَّلاةِ فَعَلَيهِ الإعادَةُ، وفي المأمومِ رِوايَتانِ، وإن ذَكَرَ بَعدَ الفَراغِ أعادَ وَحدَهُ.

وقالَ مالِكٌ: إن تَعَمَّدَ أعادَ وأعادوا، وإن كانَ ناسِياً أعادَ وَحدَهُ.

وقالَ الشَّافِعِيُّ: يُعيدُ، ولا يُعيدونَ بِكُلِّ حالٍ.

وقالَ أبو حَنيفَةَ: يُعيدُ، ويُعيدونَ بِكُلِّ حالٍ.

وبناء على ذلك:

فما دامَ الإمامُ صَلَّى ناسِياً أنَّهُ مُحدِثٌ، فَصَلاتُهُ باطِلَةٌ بالاتِّفاقِ لأنَّهُ فَقَدَ شَرطَ الطَّهارَةِ، وأمَّا صَلاةُ المُقتَدينَ فَعِندَ جُمهورِ الفُقَهاءِ صَحيحَةٌ إن عَلِموا بَعدَ الانتِهاءِ من الصَّلاةِ.

وعِندَ السَّادَةِ الحَنَفِيَّةِ صَلاتُهُ وصَلاتُهُم باطِلَةٌ يَجِبُ عَلَيهِم جَميعاً إعادَةُ الصَّلاةِ.

وأنا أنصَحُ بإعادَةِ صَلاةِ الجَميعِ خُروجاً من الخِلافِ، ولِكَي تَبرَأَ ذِمَّةُ المُكَلَّفِ بِيَقينٍ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
16445 مشاهدة