أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1408 - صلاة التراويح عشرين ركعة

23-09-2008 86914 مشاهدة
 السؤال :
ما هي نصيحتكم لمن يصلي التراويح /8/ ركعات ويرى أن الزيادة بدعة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1408
 2008-09-23

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فصلاة التراويح اتفق الفقهاء على سنيتها، وهي سنة مؤكدة للرجال والنساء، وهي من أعلام الدين الظاهرة، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَرَضَ صِيَامَ رَمَضَانَ عَلَيْكُمْ، وَسَنَنْتُ لَكُمْ قِيَامَهُ، فَمَنْ صَامَهُ وَقَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ) رواه النسائي، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) رواه البخاري ومسلم.

وقد ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة وبعض المالكية إلى أن التراويح عشرون ركعة، وقد واظب الخلفاء الرّاشدون والمسلمون من زمن عمر رضي الله تعالى عنه على صلاة التّراويح جماعةً ، وكان عمر رضي الله تعالى عنه هو الّذي جمع النّاس فيها على إمام واحد.

عن عبد الرّحمن بن عبد القاريّ، قال: خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَيْلَةً فِي رَمَضَانَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِذَا النَّاسُ أَوْزَاعٌ مُتَفَرِّقُونَ يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ وَيُصَلِّي الرَّجُلُ فَيُصَلِّي بِصَلاتِهِ الرَّهْطُ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي أَرَى لَوْ جَمَعْتُ هَؤُلاءِ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ لَكَانَ أَمْثَلَ، ثُمَّ عَزَمَ فَجَمَعَهُمْ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُ لَيْلَةً أُخْرَى وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاةِ قَارِئِهِمْ، قَالَ عُمَرُ: (نِعْمَ الْبِدْعَةُ هَذِهِ، وَالَّتِي يَنَامُونَ عَنْهَا أَفْضَلُ مِنْ الَّتِي يَقُومُونَ) يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ، وَكَانَ النَّاسُ يَقُومُونَ أَوَّلَهُ. رواه البخاري.

وروى أسد بن عمرو عن أبي يوسف قال: سألت أبا حنيفة عن التّراويح وما فعله عمر، فقال: التّراويح سنّة مؤكّدة، ولم يتخرّص عمر من تلقاء نفسه، ولم يكن فيه مبتدعاً، ولم يأمر به إلاّ عن أصل لديه وعهد من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، ولقد سنّ عمر هذا وجمع النّاس على أبيّ بن كعب فصلاها جماعةً، والصّحابة متوافرون من المهاجرين والأنصار، وما ردّ عليه واحد منهم، بل ساعدوه ووافقوه وأمروا بذلك. انظر فتح القدير، والاختيار، والمغني.

وقد مالك عن يزيد بن رومان والبيهقيّ عن السّائب بن يزيد قيام النّاس في زمان عمر رضي الله تعالى عنه بعشرين ركعةً، وجمع عمر النّاس على هذا العدد من الرّكعات جمعاً مستمرّاً، قال الكاسانيّ: جمع عمر أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان على أبيّ بن كعب رضي الله تعالى عنه فصلّى بهم عشرين ركعةً، ولم ينكر عليه أحد فيكون إجماعاً منهم على ذلك. كما جاء في بدائع الصنائع.

وبناء على ذلك:

فقول الرجل: الزيادة بدعة نعم قول صحيح، ولكن كما قال سيدنا عمر رضي الله عنه في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري: (نِعْمَ الْبِدْعَةُ هَذِهِ)، فسيدنا عمر رضي الله عنه يقول: (نِعْمَ الْبِدْعَةُ هَذِهِ)، والصحابة لا ينكرون، وهذا يقول بدعة، ولكنه ينظر إليها على أنها كل بدعة ضلالة، فلمن نصدق؟ لا شك نصدق سيدنا عمر رضي الله عنه الذي قال لنا فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ) رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

وأخيراً أنصحكم بترك الجدل. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
86914 مشاهدة