أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6389 - لماذا قدم المال على البنين؟

10-06-2014 59739 مشاهدة
 السؤال :
يقول الله تبارك وتعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}. فلماذا قدم ذكر المال على البنين؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6389
 2014-06-10

قَولُ الله تعالى: ﴿المَالُ وَالبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ هوَ بَيانٌ لِحَقِيقَةِ المالِ والوَلَدِ بأنَّهُما زِينَةٌ للعَبدِ، والزِّينَةُ هيَ حُسنٌ غَيرُ ذَاتِيٍّ.

والمالُ والبَنونَ هُما العُنصُرَانِ في فِتنَةِ النَّاسِ في الحَياةِ الدُّنيا، فإنْ أحسَنَ الـتَّصَرُّفَ في مَالِهِ، فَجَمَعَهُ من حِلِّهِ، وَوَضَعَهُ في مَحَلِّهِ، فقد انتَفَعَ من هذا المالِ، وإلا كَانَ وَبالاً عَلَيهِ في الدُّنيا والآخِرَةِ.

وكذلكَ إذا أحسَنَ تَربِيَةَ أولادِهِ التَّربِيَةَ الصَّالِحَةَ، فإنَّهُ يَنتَفِعُ مِنهُم دُنيا وأُخرَى، وإلا كَانوا وَبالاً عَلَيهِ. هذا أولاً.

ثانياً: أمَّا تَقدِيمُ ذِكْرِ المالِ على البَنِينِ، مَعَ أنَّ البَنِينَ أعَزُّ عِندَ كَثِيرٍ من النَّاسِ من المالِ، لأنَّهُ زِينَةٌ لِكُلٍّ من الآباءِ والأبناءِ في كُلِّ وَقتٍ وحِينٍ، ولأنَّهُ سِرُّ بَقَاءِ النَّاسِ، كما أنَّ البَنِينَ سِرُّ بَقَاءِ النَّوعِ، ولأنَّ الحَاجَةَ إلى المَالِ أمَسُّ من الحَاجَةِ إلى البَنِينِ، ولأنَّهُ زِينَةٌ بِدُونِهِم ولا عَكسَ، لأنَّ من لَهُ بَنُونَ دُونَ مَالٍ فهوَ في أضيَقِ الأحوالِ. ثم إن العطف تم بالواو وهي لا تقتضي الترتيب في اللغة. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
59739 مشاهدة