أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1256 - كيف يعرف أنه مسحور؟ وكيف يفك السحر؟

20-07-2008 27614 مشاهدة
 السؤال :
في خطبة الجمعة بأحد المساجد قال الخطيب: إن الإنسان إذا مات وهو مسحور فإنه يعتبر شهيداً، أريد أن أتأكد من صحة هذه المعلومة. من ناحية أخرى ما هي الطريقة لمعرفة ما إذا كان الشخص مسحوراً؟ وما هي طريقة فكِّ السحر؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1256
 2008-07-20

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالسحر الذي يتكلَّم الناس فيه اليوم، لا أراه إلا حِيَلاً وخرافة وتهويلاً وشعوذة وإيهاماً، وليس له حقيقة.

وإن إعراض الناس عن دين الله عز وجل سلوكاً وعملاً أمر طبيعي أن يجعل حياتهم في شقاء وضنك، لقوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} [طه: 124 ـ 126].

ولو التزم المسلمون بدينهم لكانت حياتهم طيبة، لوعد الله الذي لا يخلف، إذ يقول مولانا عز وجل: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97].

ومن الالتزام بدين الله عز وجل قراءة الأذكار المسنونة صباحاً ومساءً، وبعد الصلوات، وفي المناسبات، وعند كلِّ مَدْخل ومَخْرج.

ولكن نرى المسلم مقصراً تقصيراً واضحاً في دين الله عز وجل، وربما كان تاركاً للواجبات إن لم يكن تاركاً للفرائض، ويقع في المكروه تحريماً إن لم يقع في الحرام، ويقع في الغيبة والنميمة والسخرية... وربما أكل الربا والرشوة وأموال الناس بالباطل، وربما كانت المرأة سافرة متبرِّجة مختلطة بالرجال، وربما كانت القنوات الفضائية الإباحية مع مواقع الإنترنت الخبيثة عامرة بها البيوت، فإذا ما انقلبت الحياة إلى شقاء وضنك، قلنا: السحر وقع علينا.

فقبل أن نفكِّر في السحر هل هو واقع أم لا؟ يجب علينا أن نفكِّر أين نحن من حدود الله عز وجل؟ أين نحن من طاعتنا لله عز وجل؟

أين نحن من أذكارنا التي سنَّها لنا النبي صلى الله عليه وسلم؟

ثم بعد ذلك يجب علينا أن نعلم أنَّ هناك من اتخذ هذا الموضوع مصلحة له لكسب المال من الناس، وأكثرهم دجَّالون مُشَعْوِذون، فلنكن على حذر من ذلك. هذا أولاً.

ثانياً: على أيِّ أساس حكمنا بأن هذا الميت مات بالسحر؟ ما هو إلا مجرد تخيُّل وتوهُّم، فربما أنَّ هذا الإنسان كان مصاباً بمرض عضال ما استطاع الأطباء أن يقفوا على حقيقة المرض.

ثالثاً: ما وقفت في كتب الفقه والتفسير أنَّ من مات مسحوراً يكون شهيداً، ولكن نرجو الله عز وجل لمن مات بمرض عضال أن يكون بمنزلة الشهداء يوم القيامة، ولكن يجب أن نعلم بأن من مات بسبب مرض عضال أو حرقاً أو غرقاً أو هدماً وإن كان شهيداً، ولكن لا بد من تغسيله وتكفينه والصلاة عليه.

رابعاً: المحافظة على الأدعية الواردة من الكتاب والسنة لدفع شر شياطين الإنس والجن، والتي من جملتها:

قراءة سورة الفاتحة، وخمس آيات من أول سورة البقرة مع سورة الإخلاص والمعوذتين.

ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «أعوذ بكلمات الله التامَّة، من كل شيطان وهامَّة، ومن كل عين لامَّة» رواه البخاري.

وأنصحكم بالعودة إلى كتاب الأذكار للإمام النووي ففيه الغنى بإذن الله تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
27614 مشاهدة