251ـ خطبة الجمعة: الأثرة ظلم وأي ظلم؟!

251ـ خطبة الجمعة: الأثرة ظلم وأي ظلم؟!

 

مقدمة الخطبة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد فيا عباد الله:

ربُّنا عز وجل أمرنا بالعدل، ورغَّبنا بالفضل، وحذَّرنا من الظلم، فقال تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ}. وقال تعالى:{وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا}. وقال تعالى في الحديث القدسي: (يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلا تَظَالَمُوا) رواه الإمام مسلم عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه.

وجاء سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بهذا المبدأ، فأمرَ بالعدل:

روى الإمام مسلم عن عبد اللهِ بنِ عمرو بن العاص رضي اللَّهُ عنهما قال: قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: (إنَّ المُقسِطينَ عِنْدَ اللهِ عَلى مَنابِرَ مِنْ نورٍ: الَّذِينَ يعْدِلُونَ في حُكْمِهِمْ وأَهليهِمْ وما وُلُّوا).

ورغَّب بالفضل، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: (صِلْ مَنْ قَطَعَكَ، وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ، وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ)  رواه الإمام أحمد عن عقبة بن عامر رضي الله عنه.

وحذَّر من الظلم، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: (اتَّقُوا الظُّلْمَ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَاتَّقُوا الشُّحَّ فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ، وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ) رواه الإمام مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه.

سمةُ الصحابة رضي الله عنهم:

أيها الإخوة الكرام: لقد ربَّى سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أصحابَهُ الكرام على الفضل، وجعلهم من أهل الإيثار، وهذا ما أثبته الله تعالى لهم في القرآن العظيم بقوله: {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُون * وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون}.

الفقراء من الصحابة أهلُ عِفَّةٍ، كما قال تعالى عنهم: {يَحْسَبُهُمُ الجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ}.

وأهل الغنى أهل إيثارِ لا أَثَرَةٍ، كما قال تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}.

أيها الإخوة الكرام: الإيثار والأَثَرَةُ لهما علاقةٌ بالإيمان، فكلَّما عظُمَ الإيمان، كلَّما سما صاحبه إلى مقام الإيثار، وكلَّما نقُصَ الإيمان، كلَّما هبطَ صاحبه إلى درَكَةِ الأَثَرَةِ، وهي تقديم الذات على حساب الآخرين.

فالإيثار فضلٌ، والأَثَرة ظلمٌ وعدوانٌ، فسمةُ المجتمع الإسلامي الإيثار، لا الأَثَرَةُ.

سمةُ المجتمع اليوم:

أيها الإخوة الكرام: لقد كان وصف مجتمع الصحابة الكرام رضي الله عنهم ـ وخاصةً في ساعات الشدَّة ـ الإيثار، أمَّا وصف مجتمعنا في ساعة الشدَّةِ، وخاصةً في هذه الأيام أيامِ الفتنة، فهو الأَثَرَةُ لا الإيثارُ، إلا من رحم الله تعالى.

لقد نَسِيَ الكثير من الناس العدلَ فضلاً عن الفضل، ووقعوا في الظلمِ، وقعوا في الأَثَرَةِ، هَمُّ الواحدِ منهم نفسه وماله ـ إلا من رحم الله تعالى ـ .

وبهذه الأَثَرَةِ انحلَّت عقدة المجتمع وانفصمت عُراه، وتمزَّق المجتمع، فذهبت قوَّته، وفشل الناس في حياتهم، وقد حذَّرَنا الله تعالى من ذلك بقوله: {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}. تنازعنا بسبب الأَثَرَة، بسبب الظلم، بسبب هضم الحقوق.

يا عباد الله: بالأَثَرَةِ تحلُّ النِقَم وتذهب النِعَم، وهي دليلٌ على دناءة النفس وخِسَّتِها، وهي مِعْوَلٌ هدَّامٌ للمجتمع الإنساني، وتُؤدي إلى نفيِ الإيمانِ الكامل عن صاحبها، لأنَّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يقول: (لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ) رواه البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه، بالأَثَرَةِ يضيع العدل، وتذهب الأخلاق، وتنتفي الأسوة الحسنة، وتصير المنفعةُ الشخصيةُ باعثَ الحركة في الحياة.

توجيه الإسلام لمن وقعت عليه الأَثَرَة:

أيها الإخوة الكرام: إنَّ سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الذي ربَّى أصحابه الكرامَ على الإيثار، وجَّه المسلمين الذين تقع عليهم الأَثَرَة، ويقع عليهم الظلم، وتضيع حقوقُهم، إلى أمورٍ ثلاثة:

أولاً: أداءُ ما عليهم، وأن يسألوا الله حقَّهم:

روى الإمام البخاري عَن عَبْدَ اللَّهِ بن مسعودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ، وَسَلُوا اللَّهَ حَقَّكُمْ).

هذا أمرُ سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فيا من وقعت عليه الأَثَرَةُ، أدِّ الذي عليك، وإياك من التقصير في الواجب الذي ألزمك الشرع الشريف إيَّاهُ، ثمَّ طالب بحقِّك من العباد، مع كثرة الدعاء لله تعالى أن يرفعَ الله عنك الظلم، لأنَّ قلوبَ العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه ابن ماجه، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: (إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ يُقَلِّبُهَا).

قلوب العباد جميعاً بِيَدِ الله تعالى، فطالب أيُّها المظلومُ، يا من هُضِمَتْ حقوقُك، طالب بالذي لك، وقُم بالواجب الذي عليك، وادعُ الله تعالى في أن يرفع الله عنك الظلم، قلوب الجميع بيده، كما جاء في الحديث القدسي الذي رواه الطبراني عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: (أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا، مَالِكُ الْمُلُوكِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، قُلُوبُ الْمُلُوكِ فِي يَدِي، وَإِنَّ العِبَادَ إِذَا أَطَاعُونِي حَوَّلْتُ قُلُوبَ مُلُوكِهِمْ عَلَيْهِمْ بِالرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَإِنَّ العِبَادَ إِذَا عَصَوْنِي حَوَّلْتُ قُلُوبَهُمْ عَلَيْهِمْ بِالسَّخْطَةِ وَالنِّقْمَةِ فَسَامُوهُمْ سُوءَ العَذَابِ، فَلا تَشْغَلُوا أَنْفُسَكُمْ بِالدُّعَاءِ عَلَى المُلُوكِ، وَلَكِنِ اشْتَغِلُوا بِالذِّكْرِ وَالتَّضَرُّعِ إِلَيَّ أَكْفِكُمْ مُلُوكَكُمْ).

ثانياً: الصبر حتى يَلْقَوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ على الحوض:

روى الإمام البخاري عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلاً مِنْ الأَنْصَارِ قَالَ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا تَسْتَعْمِلُنِي كَمَا اسْتَعْمَلْتَ فُلاناً؟ قَالَ: سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحَوْضِ).

فيا من وقعت عليه الأَثَرَةُ، ووقعَ عليه الظلم، وضاعَ حقُّهُ، طالب بالَّذي لك، ثمَّ اصبر حتى تلقى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ على الحوض، وما أعظمها من بشارة، عندما يخوضُ الناس في عرقهم ويشتدُّ بهم العطش، ولا يجدون إلا حوضَ سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فمنهم من يشرب بيده الشريفة بسبب صبره عندما وقعت عليه الأَثَرَةُ، ومنهم من يُردُّ عن الحوض ويذادُ عنه لأنَّه وقع في الظلم والعياذ بالله تعالى.

ثالثاً: العمل الصالح في أيامِ الأَثَرَةِ:

روى الإمام الترمذي وأبو داود وابن ماجه عن أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيَّ فَقُلْتُ: يَا أَبَا ثَعْلَبَةَ كَيْفَ تَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ }. قَالَ: سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا، سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (بَل ائْتَمِرُوا بِالمَعْرُوفِ، وَتَنَاهَوْا عَنْ المُنْكَرِ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا، وَهَوًى مُتَّبَعًا، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ، وَرَأَيْتَ أَمْرًا لا يَدَانِ لَكَ بِهِ، فَعَلَيْكَ خُوَيْصَةَ نَفْسِكَ، فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ، الصَّبْرُ فِيهِنَّ عَلَى مِثْلِ قَبْضٍ عَلَى الجَمْرِ، لِلعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلاً يَعْمَلُونَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ).

يا من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر، وأدَّى الذي عليه، وحُرِمَ الذي له، طالب بالذي لك، واصبر وصابر، وأَكْثِر من العمل الصالح إذا وقعت عليك الأَثَرَةُ، وتذكَّر حديث سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: (العِبَادَةُ فِي الهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ) رواه الإمام مسلم عن معقل بن يسار رضي الله عنه.

وفي أيام الهرج تقع الأَثَرَةُ، يقع الظلم، تضيع الحقوق، اصبروا يا عباد الله، وصبركم كالقابض على جمرٍ من نار، ولكن اعلموا بأنَّ أجركم مضاعفٌ عند الله تعالى.

المنافع قد تنقلب إلى مهالك:

يا عباد الله: إسلامنا يأمُرُ بالعدل، ويُرَغِّبُ بالفضل، ويُحذِّرُ من الظلم، ومن الظلمِ الأَثَرَةُ، و الأَثَرَةُ إذا شاعت في مجتمعٍ من المجتمعات ظُلِمَ أصحابُ الحقوقِ، وحقيقةُ الظلم ظلمٌ للنفس، فالأَثَرَةُ ظلمٌ للآخرين، وظلمٌ لذوي الأَثَرَةِ الذين يهضمون حقوق الآخرين.

ظلمٌ لذوي الأَثَرَةِ لأنَّه من المُحالِ دوامُ الحال، وربُّنا عز وجل يقول: {وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}. فيا من سَفَكَ الدماءَ البريئةَ، ويا من هضم حقوق الآخرين، ويا من وقع في الظلمِ والأَثَرَة {لاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ}.

أنت ظالمٌ يا صاحب الأَثَرَة، وربُّنا ليس بغافل، هلَّا اعتبرت من غيرك؟ أما رأيت صاحب أَثَرَةٍ صار ذليلاً بعد عزٍّ، صار سجيناً بعد أن كان سجَّاناً؟

أما رأيت الذي عاشَ على حساب الآخرين وكان صاحب أَثَرَةٍ، وكان ظالماً، كيف انقلبت المنافع  إلى مهالك هَوَت به في قاع السجون، {وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى}.

خاتمة نسأل الله تعالى حسنها:

يا عباد الله، كونوا على حَذَرٍ من الأَثَرَة، لا تُقدِّموا حقَّ أنفسكم على حساب حقوق الآخرين، فإنَّ الأَثَرَةَ ظلمٌ، ولا تزيدوا المظلومين ظلماً برفع الأسعار، ولا تكونوا سبباً في رفع الأسعار، لأنَّ رفع الأسعار، وتحويل العُمُلاتِ المحليَّة إلى عُمُلاتٍ أجنبيَّة من الأَثَرَة، وإنَّ تحويل العُملة المحليَّة إلى ذهبٍ من الأَثَرَة، وإنَّ الاحتكار من الأَثَرَة، و الأَثَرَةُ ظلمٌ، والظلم ظلماتٌ، وربُّنا ليس بغافل عمَّا يعمل الظالمون.

أمَّا أنت يا من وقعت عليه الأَثَرَةُ، وضاعت حقوقُهُ، طالب بها مع الالتزام بما كُلِّفتَ به شرعاً، وأَكْثِرْ من الدعاء لله تعالى، واصبِر وصابر حتى تلقى سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ على الحوض، وأَكْثِرْ من العبادة في هذه الأيام فإنَّ الأجر مضاعفٌ إن شاء الله تعالى، وتذكَّر قوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}.

أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

**      **      **

تاريخ الخطبة:

15 / محرَّم / 1433هـ ، الموافق: 9 / كانون الأول / 2011م

 2011-12-09
 15023
الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  خطب الجمعة

19-04-2024 133 مشاهدة
910ـ خطبة الجمعة: آثار الحج على النفس (1)

أَتَوَجَّهُ إلى السَّادَةِ حُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ، لِأَقُولَ لَهُمْ: هَنيئًا لَكُمْ يَا مَنْ لَبَّيْتُمْ أَمْرَ اللهِ تعالى القَائِلِ: ﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ ... المزيد

 19-04-2024
 
 133
12-04-2024 755 مشاهدة
909ـ خطبة الجمعة: تعزية لمن أصيب بدينه

إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ المَصَائِبِ مُصِيبَةَ الدِّينِ، لِأَنَّهُ مَهْمَا عَظُمَتْ مَصَائِبُ الدُّنْيَا فَسَوْفَ تَنْقَضِي، وَرُبَّمَا يُجْبَرُ صَاحِبُهَا وَيُعَوِّضُ مَا فَاتَهُ، أَمَّا مُصِيبَةُ الدِّينِ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ بِسَعَادَةِ العَبْدِ ... المزيد

 12-04-2024
 
 755
09-04-2024 589 مشاهدة
908ـ خطبة عيد الفطر 1445 هـ:هنيئا لك يوم الجائزة إن كنت من المقبولين

هَا نَحْنُ في عِيدِ الفَطْرِ الذي جَاءَنَا بَعْدَ صِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرِ القُرْآنِ شَهْرِ الصِّيَامِ وَالقُرْآنِ، لَقَدْ كَانَ شَهْرُ رَمَضَانَ مُذَكِّرًا لَنَا بِالنِّعْمَةِ العُظْمَى التي أَنْقَذَتِ البَشَرِيَّةَ مِنَ الضَّلَالِ ... المزيد

 09-04-2024
 
 589
04-04-2024 703 مشاهدة
907ـ خطبة الجمعة: شمروا عن ساعد الجد

هَا هُوَ الضَّيْفُ الكَرِيمُ يُلَوِّحُ بِالرَّحِيلِ، تَمْضِي أَيَّامُهُ مُسْرِعَةً كَأَنَّهَا حُلُمٌ جَمِيلٌ، مَا أَحْلَى أَيَّامَكَ يَا أَيُّهَا الضَّيْفُ الكَرِيمُ، وَمَا أَمْتَعَ صِيَامَكَ، لَقَدْ ذُقْنَا فِيكَ لَذَّةَ الإِيمَانِ، وَحَلَاوَةَ ... المزيد

 04-04-2024
 
 703
28-03-2024 606 مشاهدة
906ـ خطبة الجمعة: القرآن خير دستور

شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ هُوَ شَهْرُ القُرْآنِ، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ هُوَ وَاللهِ بِمَثَابَةِ الرُّوحِ للجَسَدِ، وَالنُّورِ للهِدَايَةِ، فَمَنْ لَمْ يَقْرَأِ القُرْآنَ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ، فَهُوَ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ. وَإِنَّهُ لَمِنَ ... المزيد

 28-03-2024
 
 606
21-03-2024 1061 مشاهدة
905ـ خطبة الجمعة: التقوى ميدان التفاضل بين العباد

لَقَدْ فَرَضَ اللهُ تعالى عَلَيْنَا صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى نَصِلَ إلى مَقَامِ التَّقْوَى، وَالتَّقْوَى هِيَ الْتِزَامُ أَوَامِرِ اللهِ تَعَالَى وَاجْتِنَابُ نَوَاهِيهِ، هِيَ فِعْلُ الْمَأْمُورَاتِ وَتَرْكُ الْمَنْهِيَّاتِ، التَّقْوَى ... المزيد

 21-03-2024
 
 1061

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 413086299
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :