أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6677 - ما هي فتنة المسيح الدجال؟

11-01-2015 4093 مشاهدة
 السؤال :
ما هي فتنة المسيح الدجال؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6677
 2015-01-11

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد بَيَّنَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِتنَةَ الدَّجَّالِ التي هيَ عَلامَةٌ كُبْرَى من عَلامَاتِ قِيَامِ السَّاعَةِ.

روى الإمام مسلم عَن النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ ـ حَقَّرَه وعَظَّمَهُ وَفَخَّمَهُ  ـ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ ـ أَيْ نَاحِيَتِهِ وَجَانِبِهِ ـ فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيْهِ عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا.

فَقَالَ: «مَا شَأْنُكُمْ؟».

قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ غَدَاةً، فَخَفَّضْتَ فِيهِ وَرَفَّعْتَ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ.

فَقَالَ: «غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ، إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ، واللهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ ـ شَدِيدُ جُعُودَةِ الشَّعْرِ ـ عَيْنُهُ طَافِئَةٌ ـ مُرْتَفِعَةٌ ـ كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ، إِنَّهُ خَارِجٌ خَلَّةً ـ نُزُولُهُ وَحُلُولُهُ ـ بَيْنَ الشَّأْمِ وَالْعِرَاقِ، فَعَاثَ يَمِيناً وَعَاثَ شِمَالاً، يَا عِبَادَ اللهِ فَاثْبُتُوا».

قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا لَبْثُهُ فِي الْأَرْضِ؟

قَالَ: «أَرْبَعُونَ يَوْماً، يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ».

قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ، أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ؟

قَالَ: «لَا، اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ».

قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الْأَرْضِ؟

قَالَ: «كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ، فَيَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ، وَالْأَرْضَ فَتُنْبِتُ، فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ ـ أَيْ السَّارِحَةُ مِن الْإِبِلِ ـ أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذُراً ـ وَهِيَ أَعْلَى السَّنَامِ  ـ وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعاً ـ كِنَايَةً عَنْ كَثْرَةِ اللَّبَنِ ـ وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ ـ كِنَايَةٌ عَن الِامْتِلَاءِ وَكَثْرَةِ الْأَكْلِ ـ ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ، فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ ـ الْأَرْضِ الْخَرِبَةِ وَالْبِقَاعِ الْخَرِبَةِ ـ فَيَقُولُ لَهَا: أَخْرِجِي كُنُوزَكِ، فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ ـ ذُكُورُ النَّحلِ ـ  ثُمَّ يَدْعُو رَجُلاً مُمْتَلِئاً شَبَاباً فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الْغَرَضِ، ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ».

وبناء على ذلك:

فَفِتنَةُ المَسِيحِ الدَّجَّالِ فِتنَةٌ عَظِيمَةٌ، لا يَسْلَمُ مِنهَا إلا مَن سَلَّمَهُ اللهُ تعالى، والكَثِيرُ مِنهُم يُفتَنُ بِهِ، لأَنَّهُ:

1ـ يَمْسَحُ الأَرضَ كُلَّهَا بِسُرعَةٍ فَائِقَةٍ.

2ـ يَأمُرُ السَّمَاءَ أن تُمطِرَ فَتُمطِرُ، والأَرضَ أن تُنبِتَ فَتُنبِتُ.

3ـ يَأمُرُ كُنُوزَ القَريَةِ فَتَخرُجُ تَتْبَعُهُ كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ. هذا، والله تعالى أعلم.

نَسأَلُ اللهَ تعالى أن يَحفَظَنَا من جَمِيعِ الفِتَنِ. آمين.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
4093 مشاهدة