أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1483 - زواج النبي    من السيدة خديجة

25-10-2008 17378 مشاهدة
 السؤال :
كيف تمَّ عقد زواج النبي صلى الله عليه وسلم على السيدة خديجة رضي الله عنها؟ وهل كان قبل البعثة أم بعدها؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1483
 2008-10-25

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فلقد كان عقد زواج سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمِّنا الطاهرة السيدة الجليلة خديجة الكبرى رضي الله عنها قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عقده صلى الله عليه وسلم كما هو المتعارف عليه بين المؤمنين اليوم.

وإليك صيغة العقد:

حضر النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أعمامه، فيهم أبو طالب، والعباس، وحمزة، وخطبوها من عمها ـ على أصح الأقوال ـ لأن أباها قتل في حرب الفجار قبل ذلك.

وقام أبو طالب خطيباً فقال: الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وضئضيء (أي معدنه) معد وعنصر مضر (أي أصله)، وجعلنا حضنة بيته (أي المتكلفين بشأنه)، وسُوَّاس حرمه (أي القائمين بخدمته)، وجعل لنا بيتاً محجوجاً وحرماً آمناً، وجعلنا الحُكَّام على الناس.

ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن برجل إلا رجح به شرفاً ونبلاً وفضلاً وعقلاً، وإن كان في المال قل، فإن المال ظل زائل وأمر حائل ووديعة مسترجعة، وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم، وخطر جليل، وقد خطب إليكم رغبة في كريمتكم خديجة، وقد بذل لها من الصداق ما عاجله وآجله اثنا عشر أوقية ونَشَّاً (والنش عشرون درهماً، والأوقية أربعون درهماً).

وقام ورقة بن نوفل يجيب أبا طالب فقال:

الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت، وفضلنا على ما عددت، فنحن سادة العرب وقادتها، وأنتم أهل ذلك كله، لا ينكر العرب فضلكم، ولا يرد أحد من الناس فخركم وشرفكم، ورغبتنا في الاتصال بحبلكم وشرفكم، فاشهدوا عليَّ معاشر قريش إني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله، وذكر المهر.

فقال أبو طالب: أحببت أن يشركك عمها.

فقام عمُّ خديجة عمرو بن أسد فقال: اشهدوا عليَّ معاشر قريش أني قد أنكحت محمد بن عبد الله خديجة بنت خويلد.

وأولم عليها النبي صلى الله عليه وسلم، ونحر جزوراً، وقيل جزورين، وأطعم الناس، وأقيم العرس السعيد.

وأمرت خديجة جواريها أن يرقصن، ويضربن الدفوف.

وفرح أبو طالب فرحاً شديداً، وقال: الحمد لله الذي أذهب عنا الكرب، ودفع عنا الغموم.

وفرح أهل مكة بهذا الزواج الميمون، حتى إنهم قاموا يتغنون بذلك سروراً وغبطة يقولون منشدين:

لا تزهدي خديج في محمد *** نجم يضيء كضياء الفرقد

هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
17378 مشاهدة