115-نحو أسرة مسلمة: اسمع يا مريد الزواج (3)

115-نحو أسرة مسلمة: اسمع يا مريد الزواج (3)

.

نحو أسرة مسلمة

115ـ اسمع يا مريد الزواج (3)

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أيُّها الإخوة الكرام: من الأَخْلاقِ الحَمِيدَةِ الحَيَاءُ، بَلْ هُوَ مَلِكُ الأَخْلاقِ وَسُلْطَانُهَا وَسَيِّدُهَا، خُلُقُ الحَيَاءِ مِفْتَاحُ كُلِّ خَيْرٍ وَسَعَادَةٍ، وَمِغْلاقُ كُلِّ شَرٍّ وَتَعَاسَةٍ، خُلُقُ الحَيَاءِ مِفْتَاحٌ لِكُلِّ الطَّاعَاتِ والقُرُبَاتِ، وَمِغْلاقٌ لِكُلِّ المَعَاصِي والمُوبِقَاتِ، وَهُوَ مِفْتَاحٌ من مَفَاتِيحِ الجَنَّةِ، وَمِغْلاقٌ لِأَبوَْابِ النَّارِ.

أيُّها الإِخوِةُ الكِرَامُ: خُلُقُ الحَيَاءِ يَبْعَثُ على اجْتِنَابِ كُلِّ قَبِيحٍ، وَيَمْنَعُ من التَّقْصِيرِ في أَيِّ حَقٍّ من حُقُوقِ اللهِ تعالى، ومن حُقُوقِ العِبَادِ، والحَيَاءُ مُشْتَقٌّ من الحَيَاةِ، فَمَنْ لا حَيَاءَ فِيهِ فَهُوَ مَيِّتٌ في الدُّنْيَا، وَشَقِيٌّ في الآخِرَةِ، وَمَنْ أَكْرَمَهُ اللهُ تعالى بِخُلُقِ الحَيَاءِ فَهُوَ حَيٌّ في دُنْياهُ وَآخِرَتِهِ.

﴿فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ﴾:

أيُّها الإِخوِةُ الكِرَامُ: أَقُولُ لِكُلِّ أَخٍ كَرِيمٍ يُرِيدُ الزَّوَاجَ: اسْمَعْ يَا مُرِيدَ الزَّوَاجِ، عَلَيْكَ أَنْ تَنْتَقِيَ المَرْأَةَ المُسْلِمَةَ الصَّالِحَةَ صَاحِبَةَ خُلُقِ الحَيَاءِ، لِأَنَّ صَاحِبَةَ خُلُقِ الحَيَاءِ هِيَ التي تَعْرِفُ حَقَّ رَبِّهَا عزَّ وجلَّ، وَحَقَّ زَوْجِهَا، وَهِيَ التي تَحفَظُ زَوْجَهَا في مَالِهِ وفي نَفْسِهَا.

اسْمَعْ يَا مُرِيدَ الزَّوَاجِ إلى الحَدِيثِ الذي جَاءَ في مُصَنَّفِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لَـمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً من النَّاسِ يَسْقُونَ، فَلَمَّا فَرَغُوا أَعَادُوا الصَّخْرَةَ على البِئْرِ ولا يُطِيقُ رَفْعَهَا إلا عَشَرَةُ رِجَالٍ، فَإِذَا هُوَ بِامْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ، قَالَ: مَا خَطْبُكُمَا؟

فَأَخْبَرَتَاهُ، فَأَتَى الحَجَرَ فَرَفَعَهُ ثمَّ لَمْ يَسْتَقِ إلا ذَنُوبَاً وَاحِدَاً حَتَّى رُوِيَتِ الغَنَمُ وَرَجَعَتِ المَرْأَتَانِ إلى أَبِيهِمَا فَحَدَّثَتَاهُ، وَتَوَلَّى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ إلى الظِّلِّ فَقَالَ: ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾.

قَالَ: ﴿فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ﴾ وَاضِعَةً ثَوْبَهَا على وَجْهِهَا ﴿قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا﴾.

قَالَ لَهَا: امْشِي خَلْفِي وَصِفِي لِي الطَّرِيقَ، فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ تُصِيبَ الرِّيحُ ثَوْبَكِ فَيَصِفَ لِي جَسَدَكِ، فَلَمَّا انْتَهَى إلى أَبِيهَا قَصَّ عَلَيْهِ.

﴿قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾.

قَالَ: يَا بُنَيَّةُ! مَا عِلْمُكِ بِأَمَانَتِهِ وَقُوَّتِهِ؟

قَالَتْ: أَمَّا قُوَّتُهُ فَرَفْعُهُ الحَجَرَ ولا يُطِيقُهُ إلا عَـشَرَةٌ، وَأَمَّا أَمَانَتُهُ فَقَالَ لِي: امْـشِي خَلْفِي وَصِفِي لِي الطَّرِيقَ، فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ تُصِيبَ الرِّيحُ ثَوْبَكِ فَيَصِفَ لِي جَسَدَكِ.

فَقَالَ عُمَرُ: فَأَقْبَلَتْ إِلَيْهِ لَيْسَتْ بِسَلْفَعٍ من النِّسَاءِ (السَّلْفَعُ: الصَّخَابَةُ البَذِيئَةُ السَّيِّئَةُ الخُلُقِ) لا خَرَّاجَةٌ ولا وَلَّاجَةٌ، وَمَعَهَا ثَوْبُهَا على وَجْهِهَا.

اسْمَعْ يَا مُرِيدَ الزَّوَاجِ، ابحَثْ عَن زَوْجَةٍ كَهَذِهِ السَّيِّدَةِ الجَلِيلَةِ، التي تَرَبَّتْ في بَيْتِ سَيِّدِنَا شُعَيْبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ على خُلُقِ الحَيَاءِ، عِنْدَمَا جَاءَتْ إلى سَيِّدِنَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ لَمْ تَأْتِ مَاشِيَةً مِشْيَةَ تَبَخْتُرٍ، أَلْقَتْ عَن نَفْسِهَا جِلْبَابَ الحَيَاءِ، لَمْ تَأْتِ نَازِعَةً عَنْهَا سِتْرَ اللهِ تعالى وَحِجَابَ التَّقْوَى، بَلْ جَاءَتْ مُحْتَشِمَةً.

ابحَثْ عَن زَوْجَةٍ مَا مَزَّقَتْ حَيَاءَهَا القَنَوَاتُ الفَضَائِيَّةُ، ولا المَجَلَّاتُ ولا الصُّحُفُ الفَاضِحَةُ، مَا مَزَّقَ حَيَاءَهَا شَرْقٌ ولا غَرْبٌ، ولا عَادَاتٌ ولا تَقَالِيدُ مَا أَنْزَلَ اللهُ تعالى بِهَا من سُلْطَانٍ.

«وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْـحَيَاءُ»:

أيُّها الإِخوِةُ الكِرَامُ: الحَيَاءُ من أَعْظَمِ الأَخْلاقِ التي يَتَحَلَّى بِهَا المُسْلِمُ، بَلْ هُوَ قَرِينُ جَمِيعِ الأَعْمَالِ، وَهُوَ خُلُقُ دِينِ الإِسْلامِ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه ابن ماجه عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقَاً، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ».

وَحَقِيقَةُ الحَيَاءِ أَنْ يَحْفَظَ الإِنْسَانُ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، والبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَأَنْ يَذْكُرَ المَوْتَ والبِلَى، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام أحمد والترمذي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اسْتَحْيُوا مِن اللهِ حَقَّ الْحَيَاءِ».

قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ للهِ.

قَالَ: «لَيْسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الاسْتِحْيَاءَ مِن اللهِ حَقَّ الْحَيَاءِ، أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَلْتَذْكُرِ الْـمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَد اسْتَحْيَا مِن اللهِ حَقَّ الْحَيَاءِ».

والحَيَاءُ شُعْبَةٌ من شُعَبِ الإِيمَانِ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِن الْإِيمَانِ».

فَيَا مُرِيدَ الزَّوَاجِ، ابْحَثْ عَن صَاحِبَةِ خُلُقِ الحَيَاءِ، التي تَحْفَظُ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، والبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَتَذْكُرُ المَوْتَ والبِلَى.

«عَلَيْهَا الغُسْلُ إِذَا وَجَدَتِ المَاءَ»:

يَا مُرِيدَ الزَّوَاجِ، ابْحَثْ عَن صَاحِبَةِ خُلُقِ الحَيَاءِ، لِأَنَّ الحَيَاءَ لا يَأْتِي إلا بِخَيرٍ، لِأَنَّ الحَيَاءَ خَيْرٌ كُلُّهُ، روى الإمام مسلم عَن عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ».

يَا مُرِيدَ الزَّوَاجِ، ابْحَثْ عَن صَاحِبَةِ خُلُقِ الحَيَاءِ، التي تَعَلَّمَتْ أُمُورَ دِينِهَا كَامِلَةً، حَتَّى لا تُضَيِّعَ حَقَّاً من حُقُوقِ اللهِ تعالى، ولا حَقَّاً من حُقُوقِ زَوْجِهَا.

روى الإمام أحمد عَن أُمِّ سُلَيْمٍ أَنَّهَا كَانَتْ مُجَاوِرَةَ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَتْ تَدْخُلُ عَلَيْهَا، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِذَا رَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ زَوْجَهَا يُجَامِعُهَا فِي الْـمَنَامِ، أَتَغْتَسِلُ؟

فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: تَرِبَتْ يَدَاكِ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؛ فَضَحْتِ النِّسَاءَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحِي مِن الْحَقِّ، وَإِنَّا إِنْ نَسْأَلِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَمَّا أَشْكَلَ عَلَيْنَا خَيْرٌ مِنْ أَنْ نَكُونَ مِنْهُ عَلَى عَمْيَاءَ.

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِأُمِّ سَلَمَةَ: «بَلْ أَنْتِ تَرِبَتْ يَدَاكِ، نَعَمْ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، عَلَيْهَا الْغُسْلُ إِذَا وَجَدَتِ الْـمَاءَ».

فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَهَلْ لِلْمَرْأَةِ مَاءٌ؟

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فَأَنَّى يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا، هُنَّ شَقَائِقُ الرِّجَالِ».

فَلَنْ أُرْزَأَ حَيَائِي:

يَا مُرِيدَ الزَّوَاجِ، ابْحَثْ عَن صَاحِبَةِ خُلُقِ الحَيَاءِ المُتَنَقِبَّةِ في سَائِرِ أَحْوَالِهَا، روى البيهقي عَن قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ خَلاَّدٍ، وَهِيَ مُتَنَقِّبَةٌ، تَسْأَلُ عَنِ ابْنِهَا وَهُوَ مَقْتُولٌ.

فَقَالَ لَهَا بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: جِئْتِ تَسْأَلِينَ عَنِ ابْنِكِ وَأَنْتِ مُتَنَقِّبَةٌ؟

فَقَالَتْ: إِنْ أُرْزَأَ ابْنِي فَلَنْ أُرْزَأَ حَيَائِي-أَي إِن أُصِبْتُ بِهِ وَفَقَدْتُهُ فَلَمْ أُصَبْ بِحَيَائِي-.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «ابْنُكِ لَهُ أَجْرُ شَهِيدَيْنِ».

قَالَتْ: وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟

قَالَ: «لأَنَّهُ قَتَلَهُ أَهْلُ الْكِتَابِ».

خاتِمَةٌ ـ نَسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

يَا مُرِيدَ الزَّوَاجِ، ابْحَثْ عَن صَاحِبَةِ خُلُقِ الحَيَاءِ التي إِذَا تَكَلَّمَتْ تَكَلَّمَتْ بِاسْتِحْيَاءٍ، وَإِذَا مَشَتْ مَشَتْ على اسْتِحْيَاءٍ، فَصَاحِبَةُ خُلُقِ الحَيَاءِ هِيَ صَاحِبَةُ الحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ.

فَالحَيَاءُ مَادَّةٌ مُهِمَّةٌ في المَرْأَةِ، وَإِذَا كَانَ الحَيَاءُ في الرِّجَالِ جَمِيلاً فَهُوَ في النِّسَاءِ أَجْمَلُ، وَإِذَا كَانَ الحَيَاءُ في الرِّجَالِ زَيْنَاً فَهُوَ في النِّسَاءِ أَزْيَنُ، وَجَمَالُ المَرْأَةِ في حَيَائِهَا، والمَرْأَةُ الحَيِيَّةُ امْرَأَةٌ كَرِيمَةٌ جِدَّاً، أَمَّا المَرْأَةُ الرَّجُلَةُ التي تَضْحَكُ كَالرِّجَالِ، وَتَمْشِي مِشْيَتَهُم، وَتَلِجُ وَتَخْرُجُ وُلُوجَهُم وَخُرُوجَهُم، فَقَد لَعَنَهَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

روى أَبو داود عَن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قِيلَ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: إِنَّ امْرَأَةً تَلْبَسُ النَّعْلَ.

فَقَالَتْ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلَةَ مِن النِّسَاءِ.

فَالمَرْأَةُ التي تَلْبَسُ لِبَاسَ الرِّجَالِ المُتَشَبِّهَةُ بِهِم مَلْعُونَةٌ والعِيَاذُ باللهِ تعالى.

اللَّهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدَّاً جَمِيلاً. آمين.

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الـْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

**      **      **

تاريخ الكلمة:

الأحد: 21/ ربيع الثاني /1437هـ، الموافق: 31/ كانون الثاني/ 2016م

 2016-01-31
 1022
الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  نحو أسرة مسلمة

28-01-2018 4183 مشاهدة
200ـ نحو أسرة مسلمة: اللَّهُمَّ فهمنيها

لِتَحْقِيقِ السَّعَادَةِ في حَيَاتِنَا الأُسَرِيَّةِ لَا بُدَّ مِنَ التَّعَامُلِ مَعَ القُرْآنِ العَظِيمِ تَعَامُلَاً صَحِيحَاً، وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا بِالتِّلَاوَةِ مَعَ التَّدَبُّرِ، قَالَ تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ... المزيد

 28-01-2018
 
 4183
21-01-2018 5057 مشاهدة
199ـ نحو أسرة مسلمة :مفتاح سعادتنا بأيدينا

كُلَّمَا تَذَكَّرْنَا يَوْمَ الحِسَابِ، يَوْمَ العَرْضِ عَلَى اللهِ تعالى، يَوْمَ نَقِفُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ تعالى حُفَاةً عُرَاةً غُرْلَاً، وَكُلَّمَا تَذَكَّرْنَا الجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَنَعِيمَ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَعَذَابَ أَهْلِ النَّارِ، ... المزيد

 21-01-2018
 
 5057
14-01-2018 3647 مشاهدة
198ـنحو أسرة مسلمة : بعد كل امتحان ستعلن النتائج

صَلَاحُ أُسَرِنَا لَا يَكُونُ إِلَّا إِذَا عَرَفَ كُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ الغَايَةَ مِنْ وُجُودِهِ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا؛ الكَثِيرُ مِنَ الأَزْوَاجِ مِمَّنْ دَخَلَ الدُّنْيَا ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا وَهُوَ لَا يَدْرِي وَلَا يَعْلَمُ لِمَاذَا ... المزيد

 14-01-2018
 
 3647
08-01-2018 4236 مشاهدة
197ـنحو أسرة مسلمة: وصية الصحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ لنا

القُرْآنُ العَظِيمُ الذي أَكْرَمَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ، وَاصْطَفَانَا لِوِرَاثَتِهِ هُوَ مَصْدَرُ سَعَادَتِنَا في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَمَنْ أَرَادَ السَّعَادَةَ في حَيَاتِهِ الزَّوْجِيَّةِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فَعَلَيْهِ ... المزيد

 08-01-2018
 
 4236
31-12-2017 4259 مشاهدة
196ـ نحو أسرة مسلمة :دمار الأسر بسبب الفسق والفجور

إِنَّ مِنْ أَسْبَابِ شَقَاءِ البُيُوتِ، وَكَثْرَةِ الخِلَافَاتِ بَيْنَ الأَزْوَاجِ، المَعَاصِيَ وَالمُنْكَرَاتِ، التي تُنَكِّسُ الرُّؤُوسَ في الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ، وَالتي تُسْلِمُ إلى مُقَاسَاةِ العَذَابِ الأَلِيمِ في الدُّنْيَا قَبْلَ ... المزيد

 31-12-2017
 
 4259
24-12-2017 4054 مشاهدة
195ـنحو أسرة مسلمة : أين بيوتنا من تلاوة القرآن؟

سِرُّ سَعَادَتِنَا في حَيَاتِنَا الزَّوْجِيَّةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ تَحَوُّلِنَا مِنَ الشَّقَاءِ إلى السَّعَادَةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ هِدَايَتِنَا مِنَ الضَّلَالِ إلى الهُدَى القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ تَمَاسُكِ أُسَرِنَا ... المزيد

 24-12-2017
 
 4054

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 413002476
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :