أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7162 - عالم البرزخ

25-01-2016 2226 مشاهدة
 السؤال :
يقول الله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحَاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾. فما هو عالم البرزخ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7162
 2016-01-25

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾. يَعْنِي:أَمَامَهُم، وهذا كَقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبَاً﴾. يَعْنِي:أَمَامَهُم.

والبَرْزَخُ هُوَ الحَاجِزُ مَا بَيْنَ الدُّنْيَا والآخِرَةِ، فَمَنْ كَانَ فِيهِ فَهُوَ لَيْسَ مَعَ أَهْلِ الدُّنْيَا في دَارِ العَمَلِ، ولا مَعَ أَهْلِ الآخِرَةِ في دَارِ الجَزَاءِ، وَهُوَ عَالَمٌ غَيْبِيٌّ لا يَعْرِفُ حَقِيقَتَهُ إلا اللهُ تعالى، ثمَّ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الذي أَطْلَعَهُ اللهُ تعالى عَلَيْهِ.

وبناء على ذلك:

فَعَالَمُ البَرْزَخِ هُوَ عَالَمٌ حَاجِزٌ بَيْنَ عَالَمِ الدُّنْيَا وعَالَمِ الآخِرَةِ، وَلَهُ زَمَانٌ وَمَكَانٌ، فَزَمَانُهُ من حِينِ مَوْتِ الإِنْسَانِ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَكَانُهُ من القَبْرِ إلى عِلِّيِّينَ لِأَرْوَاحِ أَهْلِ السَّعَادَةِ من المُؤْمِنِينَ، أَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فلا تُفْتَحُ لِأَرْوَاحِهِم أَبْوَابُ السَّمَاءِ، بَلْ هِيَ في سِجِّينٍ مَسْجُونَةٌ، وَبِلَعْنَةِ اللهِ مَصْفُودَةٌ.

وَذَهَبَ جُمْهُورُ عُلَمَاءِ أَهْلِ السُّنَّةِ، إلى أَنَّ الرُّوحَ تُعَادُ إلى الجَسَدِ بِكَيْفِيَةٍ لا يَعْلَمُهَا إلا اللهُ تعالى، وَيَقَعُ السُّؤَالُ من المَلَكَيْنِ لهذا المَيْتِ في عَالَمِ البَرْزَخِ، وَيَعِيشُ العَبْدُ في عَالَمِ البَرْزَخِ حَيَاةً تَخْتَلِفُ عَن حَيَاتِهِ في عَالَمِ الدُّنْيَا، فَهُوَ إِمَّا مُنَعَّمٌ، وَإِمَّا مُعَذَّبٌ والعِيَاذُ باللهِ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2226 مشاهدة