217ـ خطبة الجمعة: جبناء أم عقلاء؟

217ـ خطبة الجمعة: جبناء أم عقلاء؟

 

مقدمة الخطبة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا عباد الله، إنَّ العلماء العاملين وُرَّاث النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما كانوا في يوم من الأيام يبيعون دينهم بعَرَضٍ من الدنيا قليل، وما كانوا في يومٍ من الأيام يخشون أحداً إلا الله تعالى، وما كانوا في لحظةٍ من لحظات عمرهم يحرِّفون الكَلِمَ عن مواضعه، وأسأل الله تعالى أن يحفظ لنا العلماء العاملين الذي يرشدون الناس إلى سلامة دينهم ودنياهم وآخرتهم.

العلماء العاملون في هذا البلد يدعون الأمة للمطالبة بحقها، وهذا من حقها، ويدعون الحكومة لإعطاء كلِّ ذي حقٍّ حقَّه، ويدعون إلى حقنِ الدماء، وصيانةِ الأعراض، والحفاظِ على الأموال العامة والخاصة.

وهناك من الناس من يدعو إلى التظاهر ولو أدَّى الأمر إلى إراقة الدماء، وقتل الأبرياء، ولو أدَّى الأمر إلى التدخُّل الأجنبي في شؤون المسلمين، فهل اعتبر هؤلاء مما فعل الغرب والصليبية الحاقدة في بلاد المسلمين من فلسطين إلى العراق، إلى مصر، إلى تونس، إلى ليبيا إلى غيرها من الدول العربية والإسلامية؟

اعتبروا يا عباد الله:

يا عباد الله، والله إنَّ العلماء الربَّانيين في هذا البلد يريدون أن يطالب الناس بحقوقهم بدون تردُّد، ويريدون من الحكام أن يقدِّموا للأمة حقوقها بدون تباطؤ، ويريدون من الناس أن لا يتهوَّروا عند مطالبتهم بحقوقهم، لأنَّ هناك من يستغلُّ الفرص ويصطادُ في الماء العَكِر، علماءُ بلدنا في سوريا يريدون الاعتبار مما يجري حولنا، ولا يريدون لهذه الأمة أن تستغيث بالخلق حيث لا مغيث، الآن يستغيث الشعب في اليمن وفي ليبيا ولا مغيث، ووالله عارٌ على الأمة العربية المسلمة أن تستغيث بالصليبية الحاقدة، لأنَّ تلك الشعوب وتلك القوى لا تعرف الإنسانية ولا تعرف القيم، لا تعرف إلا مصالحها، ومن مصالحها أن يتهوَّد المسلمون أو يتنصَّروا لا قدَّر الله تعالى.

الانضباط بالأحكام الشرعية:

أيها الإخوة الكرام: إنَّ الذي يدعو الأمة للانضباط بالأحكام الشرعية يكون جباناً أم عاقلاً؟

أنا أناشد شباب هذه الأمة من على منبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وأناشد الحكومة وكلَّ مسؤول في هذا البلد، فأقول:

أولاً: أناشدكم الله جميعاً لا تكونوا سبباً في إراقة قطرة دم واحدة، فمن كان سبباً في إراقتها فهو آثم مع القاتل، واسمعوا يا عباد الله إلى قوله تعالى: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}. وإلى قوله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}.

تدبَّروا جيداً هذه الآية الكريمة: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ}. هل يقتل الإنسان نفسه؟ قطعاً الإنسان لا يقتل نفسه، ولكن من قتل أخاه المسلم فكأنَّما قتل نفسه، ولهذا يقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (الْمُسْلِمُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ، إِنْ اشْتَكَى عَيْنُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ، وَإِنْ اشْتَكَى رَأْسُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ) رواه مسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنه.

وليَسْمَع القاتلُ أخاه المسلم قول الله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}. لِيَسْمَع القاتلُ أخاه المسلم إلى حديث ابن عباس رضي الله عنهما عندما سأله سائل: (يَا أَبَا الْعَبَّاسٍ، هَلْ لِلْقَاتِلِ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ كَالْمُتَعَجِّبِ مِنْ شَأْنِهِ: مَاذَا تَقُولُ؟ فَأَعَادَ عَلَيْهِ الْمَسْأَلَةَ، فَقَالَ لَهُ: مَاذَا تَقُولُ؟ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّى لَهُ التَّوْبَةُ؟ سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَأْتِي الْمَقْتُولُ مُتَعَلِّقًا رَأْسَهُ بِإِحْدَى يَدَيْهِ، مُتَلَبِّبًا قَاتِلَهُ بِيَدِهِ الأُخْرَى، يَشْخُبُ أَوْدَاجُهُ دَمًا، حَتَّى يَأْتِيَ بِهِ الْعَرْشَ، فَيَقُولُ الْمَقْتُولُ لِلَّهِ: رَبِّ هَذَا قَتَلَنِي، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْقَاتِلِ: تَعِسْتَ، وُيَذْهَبُ بِهِ إِلَى النَّارِ) رواه الطبراني.

أيها الإخوة الكرام: أناشدكم الله عز وجل لا تكونوا سبباً في قتل مؤمن، وأنا أخاطب بهذا الجميع حُكَّاماً ومحكومين.

ثانياً: أناشدكم الله جميعاً حُكَّاماً ومحكومين، لا تكونوا سبباً في ترويع المسلمين، وخاصة للأطفال والنساء والضعفاء، تذكَّروا جميعاً قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لا تروِّعوا المسلم، فإنَّ رَوعة المسلم ظلمٌ عظيم) رواه البزار والطبراني عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه.

وهل تعلمون يا عباد الله كم من أناس تركوا صلاة الجمعة بسبب الخوف الذي أخذ ينتابهم يوم الجمعة في وقت صلاة الجمعة؟

ثالثاً: أناشدكم الله يا أيها الإخوة المسؤولون، تعجَّلوا في قضاءِ حوائج الناس، وتلبية مطالبهم المشروعة التي أقررتم بها، ولا تتأخَّروا في إنجازها، وأنتم قادرون على إنجازها مباشرة.

تذَّكروا أيها الإخوة المسؤولون حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ) رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه. لا تماطلوا في إعطاء الحقِّ لأصحابه، فإن ماطلتم بذلك وأنتم قادرون على إنفاذ الحقوق لأصحابها تكونون ظَلَمَة .

اسمعوا يا عباد الله ماذا يقول الله تعالى في حق كلِّ ظالم: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَار}. واسمعوا إلى قوله تعالى: {يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيه}. أناشدكم الله في الإسراع لقضاء حوائج الأمة، واقطعوا الطريق على من يحاول إشعال نار الفتن في بلدنا هذا.

يا من يدعو الأمة إلى التظاهر:

أيها الإخوة الكرام: إني أتوجَّه إلى الإخوة الذين يدعون الناس إلى التظاهر، أسأل كلَّ واحد فيهم: هل أنت داعٍ للتظاهر، أم أنت مدعوٌّ؟

إن كنت داعياً للتظاهر أقول لك:

أولاً: لا تستغلَّ يوم الجمعة ووقت صلاة الجمعة خاصَّة لدعوة الناس إلى التظاهر، حتى لا تكون سبباً في ترك صلاة الجمعة، وهذا الأمر أصبح ظاهراً وملموساً، فكم وكم مِمَّنْ ترك صلاة الجمعة لهذا السبب؟ فمن هو المسؤول عن ذلك؟ أناشدك الله يا أخي: لا تكن سبباً في ترك بعض المسلمين لصلاة الجمعة، لأنَّ هناك من لا يصلي إلا صلاة الجمعة.

ثانياً: إذا كنت داعياً إلى التظاهر أنت، فأقنع أصولك وفروعك وإخوتك وعشيرتك بذلك، وتظاهر أنت وعشيرتك فالعدد يكون كافياً للتظاهر إن أقنعتهم، أما إذا لم تستطع إقناع أحد من أصولك وفروعك وعشيرتك، فأقول لك: يا أخي احترم يوم الجمعة الذي هو يوم عيدٍ للمسلمين، والذي هو يوم سعيٍ لصلاة الجمعة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}. ولا تكن يا أخي سبباً في ترك صلاة الجمعة، ولا تشوِّش على الآخرين يوم الجمعة، ولا تجعل أعصابهم متوتِّرة في يوم راحتهم.

ثالثاً: يا من يريد التظاهر طلباً للحرية وهو طلب حق، ويجب على الطرف الآخر أن لا يَكُمَّ الأفواه، ولكن سَلْ نفسك هل أنت ملتزم بهذا المطلب؟ كيف حالك مع زوجتك وأولادك؟ هل حالك: {مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى}؟ أم أنك تفسح المجال أمام زوجتك وأولادك ومن استرعاك الله تعالى عليهم؟

رابعاً: يا من يريد التظاهر من أجل محاربة الفساد، والله هذا من صلب ديننا، وما صارت هذه الأمة خير الأمم إلا من خلال هذا، قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}.

وهذا الأمر واجب على الأمة كلِّها، وعلى كلِّ مسؤول في هذه الأمة، وكلُّ واحد فينا مسؤول، قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) رواه البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.

يا من يتظاهر من أجل محاربة الفساد، سل نفسك هذه الأسئلة:

هل أنت تحارب الفساد إذا كان في بيتك، وفي بيت من استرعاك الله عليه، وفي بيوت من تلوذ بهم ويلوذون بك؟ هل زوجتك وأولادك وبناتك ملتزمون بالصلاح والإصلاح؟ ولا أريد أن أذكر صور فساد الأسرة والعوائل.

هل أنت تدعو إلى محاربة الفساد إذا كان بعض أصولك أو فروعك أو إخوتك أو عشيرتك في مقام المسؤولية، وكان فاسداً ومفسداً، بل ربما كان محارباً لدين الله عز وجل ـ لا قدَّر الله تعالى ـ أم يكون ظلاً لك وللعائلة والعشيرة تستظلُّون بظلِّه؟

يا من يدعو إلى محاربة الفساد، لو أنَّ أحداً من أصولك أو فروعك أو إخوتك أو عشيرتك أُخِذَ من قبل القضاء لمحاسبته من أجل فسادٍ ارتكبه ـ لا قدَّر الله تعالى ـ هل تُسرع إلى القضاء من أجل إقامة الحدِّ عليه، أم تسرع لتخليصه من الحكم عليه؟

انظروا أيها الإخوة في المحاكم، لا شكَّ ولا ريب هناك ظالمٌ ومظلوم، هناك المفسد والمسيء، ولكن الكلَّ له محامٍ ومدافعٌ، أين نحن من قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا، فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا؟ قَالَ: تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ) رواه البخاري عن أنس رضي الله عنه.

أيها الإخوة الكرام: لا تنسوا قول الله عز وجل: {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِين * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُون * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُون * أَلاَ يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُون * لِيَوْمٍ عَظِيم * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِين}. يجب علينا أن ندعو إلى محاربة الفساد، وأن نكون أول الملتزمين بالصلاح والإصلاح، ولنذكر قول الله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُون}.

يا من يدعو إلى محاربة الفساد، لا شكَّ ولا ريب أنَّ أكل أموال الناس بالباطل كبيرةٌ من الكبائر، ولكن سَلْ نفسك وكن صادقاً معها: هل أنت وزَّعت ميراث مورِّثك توزيعاً شرعياً؟ هل أدَّيت زوجتك حقَّها في الأمور المالية؟ هل تأخذ مرتَّبها ومالها وميراثها أم هي حرَّة التصرف فيه؟ أليس التعدِّي على حقوق الأخوات والأمهات والنساء من الفساد؟

يا من يدعو إلى محاربة الفساد، لا شكَّ ولا ريب بأنَّ عقوقَ الوالدين وقطيعةَ الرحم من الفساد العظيم، ولكن سَلْ نفسك هل أنت عاقٌّ لوالديك أم بارٌّ بهما؟ هل أنت واصل للرحم أم قاطع لها؟

يا من يدعو إلى محاربة الفساد، أليست الرشوة من الفساد؟ أليس الربا من الفساد؟ أليس النفاق من الفساد؟ أسئلة كثيرة وكثيرة جداً، فهل أنت واقع في ذلك ـ لا قدَّر الله تعالى ـ أم لا؟

خامساً: إذا كنت داعياً للتظاهر من أجل المطالبة بحقوقك وهذا حقٌّ مشروع لك، لماذا أنت حريصٌ على تصوير تلك التظاهرة وإرسالها إلى القنوات الفضائية؟ والله الذي لا إله غيره سوف تُسأل عن ذلك يوم القيامة ماذا أردت من ذلك؟ وأنت الذي تعلم علماً يقينياً بأنَّ تلك القنوات الفضائية تريد إشعال نار الفتن لأنَّها مُسَيَّسَةٌ، وإن إرسال صور التظاهرات إلى الفضائيات يستدعي الغرب والدول الصليبية للتدخُّل تحت عنوان (رعاية حقوق الإنسان)، وهي التي وضعت حقوق الإنسان تحت أقدامها، وهذا الأمر لا يغيب عن عاقل.

وأخيراً أقول لك يا أخي الكريم:

أما إذا كنت مدعوّاً للتظاهر، سَلْ نفسك من هذا الذي يدعوك إلى التظاهر؟ الذي يدعوك إلى التظاهر ذاك الرجل الذي يعيش في ربوع الغرب، أو في أيِّ بقعة من العالم في ظلالٍ وارفة، ويجمع الدينار والدرهم، فبالله عليك كن عاقلاً ولا تكن متهوِّراً.

أيها الإخوة الكرام: نحن نطالب بحقِّنا، ونطالب الحكومة بالإسراع في إنجاز ما وعدت، ولنقطع الطريق على من أراد الخراب لبلادنا، ونؤكِّد على حقن دماء المسلمين، والحفاظ على ممتلكاتهم، والدفاع عن أعراضهم، ولا نكون سبباً في التدخُّل الأجنبي في بلادنا، فهل إذا دعونا إلى ذلك نكون جبناء أم عقلاء؟ أسأل الله أن يحفظ العباد والبلاد من شرِّ الأشرار وكيد الفجار، وأن ينصر من نصر هذا الدين، وأن يخذل من خذل المسلمين. آمين. أقول هذا القول، وكلٌّ منا يستغفر الله العظيم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

**     **     **

 

 2011-04-22
 13116
الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  خطب الجمعة

12-04-2024 569 مشاهدة
909ـ خطبة الجمعة: تعزية لمن أصيب بدينه

إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ المَصَائِبِ مُصِيبَةَ الدِّينِ، لِأَنَّهُ مَهْمَا عَظُمَتْ مَصَائِبُ الدُّنْيَا فَسَوْفَ تَنْقَضِي، وَرُبَّمَا يُجْبَرُ صَاحِبُهَا وَيُعَوِّضُ مَا فَاتَهُ، أَمَّا مُصِيبَةُ الدِّينِ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ بِسَعَادَةِ العَبْدِ ... المزيد

 12-04-2024
 
 569
09-04-2024 542 مشاهدة
908ـ خطبة عيد الفطر 1445 هـ:هنيئا لك يوم الجائزة إن كنت من المقبولين

هَا نَحْنُ في عِيدِ الفَطْرِ الذي جَاءَنَا بَعْدَ صِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرِ القُرْآنِ شَهْرِ الصِّيَامِ وَالقُرْآنِ، لَقَدْ كَانَ شَهْرُ رَمَضَانَ مُذَكِّرًا لَنَا بِالنِّعْمَةِ العُظْمَى التي أَنْقَذَتِ البَشَرِيَّةَ مِنَ الضَّلَالِ ... المزيد

 09-04-2024
 
 542
04-04-2024 676 مشاهدة
907ـ خطبة الجمعة: شمروا عن ساعد الجد

هَا هُوَ الضَّيْفُ الكَرِيمُ يُلَوِّحُ بِالرَّحِيلِ، تَمْضِي أَيَّامُهُ مُسْرِعَةً كَأَنَّهَا حُلُمٌ جَمِيلٌ، مَا أَحْلَى أَيَّامَكَ يَا أَيُّهَا الضَّيْفُ الكَرِيمُ، وَمَا أَمْتَعَ صِيَامَكَ، لَقَدْ ذُقْنَا فِيكَ لَذَّةَ الإِيمَانِ، وَحَلَاوَةَ ... المزيد

 04-04-2024
 
 676
28-03-2024 566 مشاهدة
906ـ خطبة الجمعة: القرآن خير دستور

شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ هُوَ شَهْرُ القُرْآنِ، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ هُوَ وَاللهِ بِمَثَابَةِ الرُّوحِ للجَسَدِ، وَالنُّورِ للهِدَايَةِ، فَمَنْ لَمْ يَقْرَأِ القُرْآنَ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ، فَهُوَ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ. وَإِنَّهُ لَمِنَ ... المزيد

 28-03-2024
 
 566
21-03-2024 996 مشاهدة
905ـ خطبة الجمعة: التقوى ميدان التفاضل بين العباد

لَقَدْ فَرَضَ اللهُ تعالى عَلَيْنَا صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى نَصِلَ إلى مَقَامِ التَّقْوَى، وَالتَّقْوَى هِيَ الْتِزَامُ أَوَامِرِ اللهِ تَعَالَى وَاجْتِنَابُ نَوَاهِيهِ، هِيَ فِعْلُ الْمَأْمُورَاتِ وَتَرْكُ الْمَنْهِيَّاتِ، التَّقْوَى ... المزيد

 21-03-2024
 
 996
14-03-2024 1799 مشاهدة
904ـ خطبة الجمعة: حافظوا على الطاعات والعبادات

فَيَا عِبَادَ اللهِ: كُلُّ عَامِلٍ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا لَهُ هَدَفٌ يُرِيدُ الوُصُولَ إِلَيْهِ، وَكُلُّ مُجْتَهِدٍ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا الفَانِيَةِ لَهُ غَايَةٌ يُرِيدُ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهَا. وَقِيمَةُ كُلِّ إِنْسَانٍ تَأْتِي ... المزيد

 14-03-2024
 
 1799

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3159
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412683924
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :