237ـمع الحبيب المصطفى:إطلاعه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ على بعض المغيبات

237ـمع الحبيب المصطفى:إطلاعه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ على بعض المغيبات

.

مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

237ـ إطلاعه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ على بعض المغيبات

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أيُّها الإخوة الكرام: رَبُّنَا جَلَّ جَلالُهُ هُوَ العَالِمُ بالغَيْبِ وَحْدَهُ، وَقَد أَمَرَ سَيِّدَنَا مُحَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُعَلِّمَ الأُمَّةَ هذهِ الحَقِيقَةَ، بِأَنَّهُ لا يَعْلَمُ أَحَدٌ من أَهْلِ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ الغَيْبَ إلا اللهُ تعالى وَحْدَهُ، فَهُوَ المُتَفَرِّدُ بِذَلِكَ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، قَالَ تعالى: ﴿قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ﴾.

وقَالَ تعالى: ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾.

وقَالَ تعالى: ﴿وللهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾.

وقَالَ تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾.

أيُّها الإِخوِةُ الكِرَامُ: لَقَد نَفَى اللهُ تعالى عَن كُلِّ أَحَدٍ مَهْمَا عَلا قَدْرُهُ، وَعَظُمَتْ مَنْزِلَتُهُ، مَعْرِفَتَهُ بالغَيْبِ إلا بِمَا أَطْلَعَهُ اللهُ تعالى عَلَيْهِ، قَالَ تعالى: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدَاً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدَاً﴾. فَاللهُ تعالى يُطْلِعُهُم على مَا شَاءَ هُوَ، لا مَا شَاؤُوا هُم، يُطْلِعُ رَبُّنَا عزَّ وجلَّ مَن شَاءَ على مَا يَشَاءُ.

إِظْهَارُ اللهِ تعالى لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ على بَعْضِ المُغَيَّبَاتِ:

أيُّها الإِخوِةُ الكِرَامُ: لَقَد أَظْهَرَ اللهُ تعالى لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ المُغَيَّبَاتِ، وَذَلِكَ لِمَا فِيهَا من مَصَالِحِ الأُمَّةِ في حَيَاتِهِمُ الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ.

«هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى؟»:

أيُّها الإِخوِةُ الكِرَامُ: روى الشيخان عَنْ أُسَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَشْرَفَ عَلَى أُطُمٍ مِنْ آطَامِ الْـمَدِينَةِ ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى؟ إِنِّي لَأَرَى مَوَاقِعَ الْفِتَنِ خِلَالَ بُيُوتِكُمْ كَمَوَاقِعِ الْقَطْرِ».

أيُّها الإِخوِةُ الكِرَامُ: لَقَد أَطْلَعَ اللهُ تعالى سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ على بَعْضِ الفِتَنِ التي سَتَقَعُ على الأُمَّةِ، وَذَلِكَ من أَجْلِ أَنْ نَحْذَرَهَا، لِهَذَا فَقَد حَذَّرَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الأُمَّةَ من كُلِّ شَرٍّ يَعْتَرِضُ طَرِيقَهَا من جَمِيعِ الفِتَنِ صَغِيرِهَا وَكَبِيرِهَا، وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ نَاصِحَاً لِأُمَّتِهِ مُشْفِقَاً عَلَيْهَا: «إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقَّاً عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا، وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضَاً، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْـمُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكَتِي؛ ثُمَّ تَنْكَشِفُ، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْـمُؤْمِنُ: هَذِهِ هَذِهِ؛ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَن النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ باللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ» رواه الإمام مسلم عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُما.

أيُّها الإِخوِةُ الكِرَامُ: وَهَا نَحْنُ بِأَمَسِّ الحَاجَةِ اليَوْمَ لِلأَخْذِ بِحَدِيثِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَخَاصَّةً بهذا الحَدِيثِ الشَّرِيفِ، أَنْ يَأْتِيَ أَحَدُنَا للنَّاسِ مَا يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى لَهُ، إِذَا أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَن النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ، وَأَنْ يَثْبُتَ على ذَلِكَ مَهْمَا اشْتَدَّتِ الأَزْمَةُ وَقَسَتْ، هذا خَيْرٌ لَهُ من أَنْ يَغْمِسَ يَدَهُ أَو لِسَانَهُ في سَفْكِ دِمَاءِ المُسْلِمِينَ.

«يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْـجَنَّةِ»:

أيُّها الإِخوِةُ الكِرَامُ: روى الإمام أحمد عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: كُنَّا جُلُوسَاً مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ».

فَطَلَعَ رَجُلٌ مِن الْأَنْصَارِ، تَنْطِفُ لِحْيَتُهُ مِنْ وُضُوئِهِ، قَدْ تَعَلَّقَ نَعْلَيْهِ فِي يَدِهِ الشِّمَالِ.

فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ؛ فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مِثْلَ الْـمَرَّةِ الْأُولَى.

فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ أَيْضَاً، فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ الْأُولَى.

فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَبِعَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ: إِنِّي لَاحَيْتُ  أَبِي (خَاصَمْتُ) فَأَقْسَمْتُ أَنْ لَا أَدْخُلَ عَلَيْهِ ثَلَاثَاً، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُؤْوِيَنِي إِلَيْكَ حَتَّى تَمْضِيَ فَعَلْتَ.

قَالَ: نَعَمْ.

قَالَ أَنَسٌ: وَكَانَ عَبْدُ اللهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَاتَ مَعَهُ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثَ، فَلَمْ يَرَهُ يَقُومُ مِن اللَّيْلِ شَيْئَاً، غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا تَعَارَّ وَتَقَلَّبَ عَلَى فِرَاشِهِ ذَكَرَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَبَّرَ، حَتَّى يَقُومَ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ.

قَالَ عَبْدُ اللهِ: غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ إِلَّا خَيْرَاً؛ فَلَمَّا مَضَتِ الثَّلَاثُ لَيَالٍ وَكِدْتُ أَنْ أَحْتَقِرَ عَمَلَهُ قُلْتُ: يَا عَبْدَ اللهِ، إِنِّي لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي غَضَبٌ وَلَا هَجْرٌ، ثَمَّ وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَكَ ثَلَاثَ مِرَارٍ: «يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» فَطَلَعْتَ أَنْتَ الثَّلَاثَ مِرَارٍ، فَأَرَدْتُ أَنْ آوِيَ إِلَيْكَ لِأَنْظُرَ مَا عَمَلُكَ فَأَقْتَدِيَ بِهِ، فَلَمْ أَرَكَ تَعْمَلُ كَثِيرَ عَمَلٍ، فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

فَقَالَ: مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ.

قَالَ: فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي، فَقَالَ: مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ، غَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي لِأَحَدٍ مِن الْـمُسْلِمِينَ غِشَّاً وَلَا، أَحْسُدُ أَحَدَاً عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ.

فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ، وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ.

أيُّها الإِخوِةُ الكِرَامُ: الإِنْسَانُ المُؤْمِنُ الحَقُّ هُوَ إِنْسَانٌ تَمْتَدُّ مَشَاعِرُ حُبِّهِ، فَتَغْمُرُ مَا حَوْلَهُ، وَتَفِيضُ على الآخَرِينَ سَلامَاً وَأَمْنَاً، والجَمَاعَةُ المُؤْمِنَةُ هِيَ التي تَقُومُ على عَوَاطِفِ الحُبِّ المُشْتَرَكِ، والوُدِّ النَّافِعِ، والتَّعَاوُنِ المُتَبَادَلِ، المُؤْمِنُونَ حَقَّاً هُم مَن انْطَبَقَ عَلَيْهِم قَوْلُ اللهِ تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلَّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾.

أيُّها الإِخوِةُ الكِرَامُ: المُسْلِمُ الذي يَعِيشُ مَعَ الآخَرِينَ وَقَد امْتَلَأَ قَلْبُهُ غِلَّاً وَحِقْدَاً وَحَسَدَاً عَلَيْهِم، وَيُوَسِّعُ صَدْرَهُ بالأَحْقَادِ عَلَيْهمِ، فَإِنَّهُ يَشُلُّ إِيمَانَهُ، وَيُسْقِطُ مُرُوءَتَهُ، وَيَسْتَوْجِبُ اللَّعْنَةَ والطَّرْدَ من رَحْمَةِ اللهِ تعالى.

أيُّها الإِخوِةُ الكِرَامُ: لَقَد عَجِزَ الشَّيْطَانُ أَنْ يَجْعَلَ من الرَّجُلِ العَاقِلِ عَابِدَ صَنَمٍ، وَلَكِنْ مَا عَجِزَ عَن إِغْوَائِهِ وَإِيرَادِهِ المَهَالِكَ، مَا عَجِزَ عَن المُبَاعَدَةِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ، وَمَا عَجِزَ عَن إِيقَاعِهِ في الذُّنُوبِ والخَطَايَا والكَبَائِرِ، وَمَا عَجِزَ عَن إِيقَادِ نَارِ العَدَاوَةِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ إِخْوَانِهِ، حَتَّى إِذَا مَا اشْتَعَلَتْ نَارُ العَدَاوَةِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ إِخْوَانِهِ اسْتَمْتَعَ الشَّيْطَانُ بِرُؤْيَتِهَا وَهيَ تَحْرِقُ الأَخْضَرَ واليَابِسَ، وَتَحْرِقُ حَاضِرَ المُسْلِمِينَ وَمُسْتَقْبَلَهُم.

خاتِمَةٌ ـ نَسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّها الإخوة الكرام: مَنْ أَكْرَمَهُ اللهُ تعالى بِسَلامَةِ قَلْبِهِ نَحْوَ العِبَادِ، طَابَ حَدِيثُهُ وَطَابَ الحَدِيثُ مَعَهُ، وَأَنِسَ بِهِ جَلِيسُهُ، وَأَحَبَّتْهُ النُّفُوسُ الطَّيِّبَةُ، وَاشْتَاقَتْ إِلَيْهِ الأَرْوَاحُ والقُلُوبُ، وَسُعِدَ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ.

وَكَيْفَ لا يَكُونُ هذا حَالُهُ وَهُوَ كَالنَّحْلَةِ تَلْتَقِطُ خَيْرَاً وَتُلْقِي شَهْدَاً؟

كَيْفَ لا يَحْظَى بِهَذِهِ المَنْزِلَةِ، ولا يَفُوزُ بِهَذِهِ البِشَارَةِ، وَرَبُّنَا عزَّ وجلَّ يَقُولُ: ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾؟

أَسْأَلُ اللهَ تعالى سَلامَةَ القُلُوبِ، وَحُبَّ الخَيْرِ للآخَرِينَ. آمين.

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الـْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

**      **      **

تاريخ الكلمة:

الاثنين: 22/ ربيع الثاني /1437هـ، الموافق: 1/ شباط/ 2016م

الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مع الحبيب المصطفى   

26-06-2019 2339 مشاهدة
316ـ العناية الربانية بالحبيب صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ

مِنْ مَظَاهِرِ العِنَايَةِ الرَّبَّانِيَّةِ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ سَخَّرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ المَوْجُودَاتِ، وَمِنْ مَظَاهِرِ العِنَايَةِ الرَّبَّانِيَّةِ بِهِ صَلَّى ... المزيد

 26-06-2019
 
 2339
20-06-2019 1387 مشاهدة
315ـ سَيَبْلُغُ مَا بَلَغَ مُلْكُ كِسْرَى

الدُّنْيَا كُلُّهَا شَاهِدَةٌ بِأَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وتعالى حَافِظٌ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَنَاصِرٌ لَهُ، وَمُنْتَقِمٌ مِمَّنْ ظَلَمَهُ عَاجِلَاً وَآجِلَاً، آخِذٌ لَهُ بِحَقِّهِ ... المزيد

 20-06-2019
 
 1387
28-04-2019 1170 مشاهدة
315ـ«لَوْ دَنَا مِنِّي لَاخْتَطَفَتْهُ المَلَائِكَةُ»

الدُّنْيَا كُلُّهَا شَاهِدَةٌ بِأَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وتعالى حَافِظٌ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَنَاصِرٌ لَهُ، وَمُنْتَقِمٌ مِمَّنْ ظَلَمَهُ عَاجِلَاً وَآجِلَاً، آخِذٌ لَهُ بِحَقِّهِ ... المزيد

 28-04-2019
 
 1170
28-04-2019 1182 مشاهدة
314ـ في محط العناية

لَقَدِ رَحِمَ اللهُ تعالى هَذِهِ الأُمَّةَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُبَشِّرَاً وَنَذِيرَاً، وَجَعَلَهُ خَاتَمَ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، وَجَعَلَ شَرِيعَتَهُ ... المزيد

 28-04-2019
 
 1182
21-03-2019 1767 مشاهدة
313- مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : ﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ﴾

فَعَلَى قَدْرِ التَّحَمُّلِ يَكُونُ الأَدَاءُ، وَبِحَسْبِ الشَّهَادَةِ تَكُونُ المُهِمَّةُ، لِذَلِكَ عَلَّمَ اللهُ تعالى سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِفَضْلِهِ العَظِيمِ مَا لَمْ يَكُنْ ... المزيد

 21-03-2019
 
 1767
13-03-2019 1635 مشاهدة
312- مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:«فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ»

وَجَاءَتْ تَارَةً بِمَدْحِ أَهْلِهِ، فَقَالَ تعالى: ﴿وَالمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ﴾. وَقَالَ: ﴿وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾. وَقَالَ: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا ... المزيد

 13-03-2019
 
 1635

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412767004
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :