أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1514 - حولها شباب وأختها تلومها على عدم التعرف لأجل الزواج

11-11-2008 10111 مشاهدة
 السؤال :
أعلم أن هناك ثلاثة أشياء من المقدّرات على الإنسان لا تتغير أبداً ولا حتى بالدعاء وهي: العمر، النصيب من الزواج والأولاد، وهل هو شقي أم سعيد. أنا غير متزوجة وأؤمن بأن الله سيجمعني بنصيبي حين يشاء سبحانه وتعالى، وبحكم دراستي وعملي أصادف الكثيرين ممن يحاولون التقرب مني، ولكنني لا أعطي الفرصة لأي كان. ولكن أختي تلومني وتقول بأن لكل مجتهد نصيباً. سؤالي يا شيخنا هو: هل أنتظر نصيبي أم أحاول أن أسعى إليه كما فعلت أمنا خديجة رضي الله عنها وسعت للزواج من سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. وهل الدعاء يعجل هذه الأمور الثلاثة أو يغيّرها؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1514
 2008-11-11

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإنَّه من رحمة الله عز وجل فينا أنَّه ما أطلعنا على الغيب، قال تعالى: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ}. هذا أولاً.

ثانياً: القضاء والقدر على نوعين :

قضاء وقدر مُبرم لا يتغير ولا يتبدل.

قضاء وقدر معلَّق وهذا قد يردّ. قال تعالى: {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ}. في القضاء والقدر المعلَّق {وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَاب}. في القضاء والقدر المُبْرَم. ونسأل الله تعالى أن يكون قضاؤه وقدره فينا خيراً.

ثالثاً: كوني على حذر من أن يتقرَّب إليك أحد من الشباب بجعل علاقة بينكما على أساس أنه سيتزوج منك، أو أنه معجب فيك، أو أنه يقرِّر فيك الأدب والأخلاق، لأنَّ هذه الأمور من حبائل الشيطان التي وقع فيها الكثير من الشباب والشابات، ثم ندموا وما نفعهم الندم.

وتذكري دائماً وأبداً قول الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}. فالرقيب عليك يقول لك: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}. والرقيب عليك يقول: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ}. فكم من كلمة مع رجل أجنبي جرَّت وبالاً على رأس الرجل أو على رأس المرأة، فكوني على حذر من ذلك، واعلمي أنَّ تلك المحاولات للتقرب منك من خطوات الشيطان.

رابعاً: لا مانع من الأخذ في أسباب الزواج، ولكن عن طرق الرجال المحارم، وتذكري قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخاطب أولياء أمور البنات: (إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ) رواه ابن ماجه.فالرجل يأتي إلى ولي الفتاة خاطباً، وهو الذي يقوم بتزويجه ابنته. أو يفعل كما فعل سيدنا عمر رضي الله عنه عندما عرض ابنته حفصة على سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ثم عرضها على سيدنا عثمان رضي الله عنه، فهذا شرف عظيم أن يعرض الرجل ابنته على رجل من أهل التقوى والصلاح.

أما أن تعرض المرأة نفسها على الرجال فهذا لا يليق فيها، وهذا قد يوقعها في خطوات الشيطان، وكم من امرأة سلكت هذا الطريق ثم عضَّت يدها من الندم.

وأكثري من الدعاء أن يرزقك الله الرجل الصالح الذي يتمِّم لك أمر دينك ودنياك، لأنَّ الدعاء يردّ القضاء، ونحن لا نعلم أيُّ أمر فينا معلق أو مبرم، فعلينا بالدعاء ونرجو الله أن يستجيب لنا ما فيه صلاح ديننا ودنيانا. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
10111 مشاهدة