الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيقول الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}، ويقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ) رواه البخاري ومسلم.
وبناء على ذلك:
فلا يجوز للرجل أن يضع جهاز تسجيل لكي يتجسس على زوجته، لأنه ربما إذا وضع ذلك أن يسمع ما يكرهه، أو أن يسمع ما يكره الآخرون سماعه؛ لأن المرأة قد تتحدث مع أهلها أو صديقاتها أو مع بعض محارمها، فيسمع ما يكره الآخرون سماعه، وهذا ما حذَّر منه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (وَمَنْ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ ـ أَوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ ـ صُبَّ فِي أُذُنِهِ الآنُكُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) رواه البخاري، والآنك: هو الرصاص المذاب.
وإن كان الغالب على ظنه وجود علاقة مع رجل أجنبي عن طريق الهاتف، فعليه أن يلغي جهاز الهاتف من بيته، وعليه أن يراقب بيته جيداً، وأن يقدم النصح لزوجته، وأن يذكِّرها بالله تعالى.
وليحذر الرجل الاتهامات غير المبنية على يقين، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين} [الحجرات: 6]. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
