الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد ورد في الحديث الشريف الذي رواه مسلم عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ رضي الله عنه قَالَ: (كُنَّا قُعُودًا فِي المَسْجِدِ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، فَأَذَّنَ المُؤَذِّنُ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ المَسْجِدِ يَمْشِي، فَأَتْبَعَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ بَصَرَهُ حَتَّى خَرَجَ مِنْ المَسْجِدِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَمَّا هَذَا فَقَدْ عَصَى أَبَا القَاسِمِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم).
وفي رواية الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ المَسْجِدِ بَعْدَمَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، فَقَالَ: أَمَّا هَذَا فَقَدْ عَصَى أَبَا القَاسِمِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. قَالَ: وَفِي حَدِيثِ شَرِيكٍ ثُمَّ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إِذَا كُنْتُمْ فِي المَسْجِدِ فَنُودِيَ بِالصَّلاةِ، فَلا يَخْرُجْ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُصَلِّيَ).
وجاء في حديث آخر رواه البيهقي والإمام مالك عن سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قَالَ: (لا يَخْرُجُ أَحَدٌ مِنْ المَسْجِدِ بَعْدَ النِّدَاءِ إِلا أَحَدٌ يُرِيدُ الرُّجُوعَ إِلَيْهِ، إِلا مُنَافِقٌ).
وروى ابن ماجه عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (مَنْ أَدْرَكَهُ الأَذَانُ فِي المَسْجِدِ، ثُمَّ خَرَجَ لَمْ يَخْرُجْ لِحَاجَةٍ، وَهُوَ لا يُرِيدُ الرَّجْعَةَ، فَهُوَ مُنَافِقٌ).
وذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية إلى كراهية الخروج من المسجد بعد الأذان إلا بعذر.
وبناء على ذلك:
فيكره تحريماً الخروج من المسجد بعد الأذان وقبل الصلاة إلا لعذر، أو بنية الرجوع للصلاة فيه عند جمهور الفقهاء، وعند الحنابلة يحرم الخروج إلا بعذر أو نية الرجوع. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
