﴿أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾

8170 - ﴿أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾

15-06-2017 2522 مشاهدة
 السؤال :
ما تفسير قول الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آيَاتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8170
 2017-06-15

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آيَاتِهِ﴾. يُفِيدُ بِأَنَّ اللهَ تعالى لَمْ يَتْرُكْ وَحْيَهُ لِعَبَثِ الشَّيْطَانِ، فَاللهُ تعالى يُحْكِمُ آيَاتِهِ، وَيَعْصِمُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنَ الخَطَأِ في تَبْلِيغِ رِسَالَتِهِ، فَكُلُّ مَا وَصَلَنَا عَنْ طَرِيقِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هُوَ مُحْكَمٌ بِنَصِّ القُرْآنِ العَظِيمِ: ﴿ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آيَاتِهِ﴾.

فَالمُؤْمِنُ مُطْمَئِنٌّ أَنَّهُ لَيْسَ هُنَاكَ شَيْءٌ يُمْكِنُ أَنْ يُلْقِيَهُ الشَّيْطَانُ في تَمَنِّي الرَّسُولِ ثُمَّ يَصِلُنَا دُونَ أَنْ يُنْسَخَ، لِأَنَّ اللهَ تعالى قَالَ: ﴿فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ﴾.

فَاللهُ تعالى يَنسَخُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ في أُمْنِيَّةِ الرَّسُولِ، وَسَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَم يُبَلِّغْ وَلَمْ يَقُلْ إِلَّا المُحْكَمَ.

وَلَوْ دَقَّقْنَا عَلَى قَوْلِهِ تعالى: ﴿فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾. مَا هِيَ أُمْنِيَّةُ النَّبِيِّ وَالرَّسُولِ؟ أُمْنِيَّةُ كُلٍّ مِنَ النَّبِيِّ وَالرَّسُولِ النَّجَاحُ في دَعْوَتِهِ إلى اللهِ تعالى، أُمْنِيَّةُ كُلِّ وَاحِدْ مِنْهُمَا أَن يُبَلِّغَ رِسَالَةَ اللهِ تعالى، وَالشَّيْطَانُ يُحَاوِلُ أَنْ يُزَعْزِعَ النَّاسَ في دِينِهِمْ.

وبناء على ذلك:

فَالحَقُّ سُبْحَانَهُ وتعالى لَم يَجْعَلِ الوَحْيَ لِعَبَثِ الشَّيْطَانِ، فَالحَقُّ يَنْسَخُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ، وَسَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُبَلِّغُ المُحكَمَ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

وَأُمْنِيَّةُ الرَّسُولِ أَن يَنْجَحَ في دَعْوَتِهِ، وَالشَّيْطَانُ يُحَاوِلُ أَنْ يُزَعْزِعَ المَدْعُوِّينَ إلى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَحِينَ يُحْكِمُ اللهُ تعالى آيَاتِهِ، وَيَنْسَخُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ في نُفُوسِ المَدْعُوِّينَ يَنْتَصِرُ الحَقُّ، وَيَزْهَقُ البَاطِلُ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2522 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 307
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1468
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 664
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1731
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1456
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 984
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4802
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414947290
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :