تسمية المولودة باسم راما

8503 - تسمية المولودة باسم راما

28-11-2017 4332 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز أن يسمي الإنسان مولودة له باسم راما؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8503
 2017-11-28

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: مِنْ حَقِّ الوَلَدِ عَلَى وَالِدَيْهِ أَنْ يَخْتَارَا لَهُ الاسْمَ الحَسَنَ، وَهَذَا مَا أَمَرَ بِهِ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الـشَّرِيفِ الذي رواه أبو داود عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَسْمَائِكُمْ، وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ، فَأَحْسِنُوا أَسْمَاءَكُمْ».

ثانياً: ذَكَرَ الفُقَهَاءُ بِأَنَّ تَغْيِيرَ الاسْمِ القَبِيحِ إلى الحَسَنِ مِنَ السُّنَّةِ، روى الإمام مسلم عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ ابْنَةً لِعُمَرَ كَانَتْ يُقَالُ لَهَا: عَاصِيَةُ؛ فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ جَمِيلَةَ.

وروى الإمام مسلم عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ، أَنَّ جَدَّهُ حَزْنَاً قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا اسْمُكَ؟».

قَالَ: اسْمِي حَزْنٌ.

قَالَ: «بَلْ أَنْتَ سَهْلٌ».

قَالَ: مَا أَنَا بِمُغَيِّرٍ اسْمَاً سَمَّانِيهِ أَبِي.

قَالَ ابْنُ المُسَيِّبِ: فَمَا زَالَتْ فِينَا الحُزُونَةُ بَعْدُ.

ثالثاً: اسْمُ رَامَا يُقَالُ بِأَنَّهُ اسْمٌ لِبَعْضِ آلِهَةِ الهِنْدُوسِ، وَهُوَ اسْمٌ غَيْرُ عَرَبِيٍّ، بَلْ هُوَ اسْمٌ أَعْجَمِيٌّ، وَيُقَالُ بِأَنَّ هَذَا الاسْمَ اسْمُ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الهِنْدُوسِ، هَذَا إِذَا كَانَ بِالأَلِفِ، أَمَّا إِذَا كَانَ بِالتَّاءِ المَرْبُوطَةِ (رامة) يُقَالُ بِأَنَّهُ اسْمُ قَرْيَةٍ بِهَا مَقَامُ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

وَيُقَالُ هُوَ مَوْضِعٌ بِالعَقِيقِ، وَقِيلَ قَرْيَةٌ في طَرِيقِ البَصْرَةِ إلى مَكَّةَ، وَكَانَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ يَتَغَنَّى بِاسْمِ رَامَةَ في طَرِيقِهِ إلى الحَجِّ.

وبناء على ذلك:

فَلَا حَرَجَ مِنْ تَسْمِيَةِ البِنْتِ بِاسْمِ رَامَةَ، وَخَاصَّةً إِذَا كَانَ المَقْصُودُ مِنْ ذَلِكَ اسْمَ المَكَانِ الذي هُوَ عَلَى طَرِيقِ مَكَّةَ، أَمَّا إِذَا كَانَ القَصْدُ مِنَ التَّسْمِيَةِ التَّشَبُّهَ بِاسْمِ رَامَا الذي هُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ آلِهَةِ الهِنْدُوسِ، فَهَذَا لَا يَجُوزُ وَحَرَامٌ شَرْعَاً.

وَسُؤَالِي للآبَاءِ وَالأُمَّهَاتِ: لِمَاذَا العُزُوفُ عَنْ أَسْمَاءِ أُمَّهَاتِنَا أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ، وَأَسْمَاءِ الصَّحَابِيَّاتِ الجَلِيلَاتِ؟

اللَّائِقُ بِالمُسْلِمِ وَالمُسْلِمَةِ أَنْ يَخْتَارَا لِأَبْنَائِهِمْ أَحْسَنَ الأَسْمَاءِ، لِأَنَّ هَذَا مِنْ حَقِّ الوَلَدِ عَلَى أَبَوَيْهِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
4332 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل متفرقة في الحظر والإباحة

 السؤال :
 2023-12-29
 190
زَوْجَتِي صَاحِبَةُ دِينٍ وَخُلُقٍ، إِلَّا أَنَّهَا عِنْدَمَا تَتَحَدَّثُ مَعَ زُمَلَائِهَا في العَمَلِ تُمَازِحُهُمْ، وَتَضْحَكُ إِلَيْهِمْ، وَقَدْ قَدَّمْتُ لَهَا النُّصْحَ، وَلَكِنْ بِدُونِ جَدْوَى، فَمَاذَا أَفْعَلُ؟
 السؤال :
 2023-12-29
 803
بِسَبَبِ الظُّرُوفِ القَاهِرَةِ في بَلَدِنَا، اضْطُرِرْنَا للسَّفَرِ خَارِجَ القُطْرِ مَعَ زَوْجِي وَأَخِيهِ وَزَوْجَتِهِ، فَمَا الحُكْمُ الشَّرْعِيُّ في السَّكَنِ سَوِيَّةً في مَنْزِلٍ وَاحِدٍ؟
 السؤال :
 2023-12-29
 392
أَنَا أَهْوَى الرَّسْمَ، وَأَعْلَمُ أَنَّ رَسْمَ ذِي رُوحٍ لَا يَجُوزُ، وَلَكِنْ هَلْ يَجُوزُ أَنْ أَرْسُمَ صُورَةَ إِنْسَانٍ مِنْ خَلْفِهِ؟
 السؤال :
 2023-12-29
 259
مَا حُكْمُ الشَّرْعِ في إِقَامَةِ المَرْأَةِ المُسْلِمَةِ في البِلَادِ الغَرْبِيَّةِ؟
 السؤال :
 2023-03-25
 709
مَا الحُكْمُ الشَّرْعِيُّ في تَعْلِيقِ الخَرَزَةِ الزَّرْقَاءِ، المَرْسُومِ عَلَيْهَا عَيْنٌ، مِنْ أَجْلِ الوِقَايَةِ مِنْ عَيْنِ الحَاسِدِ؟
 السؤال :
 2023-03-10
 905
مَا الحُكْمُ الشَّرْعِيُّ بِتَبَرُّعِ الأَعْضَاءِ بِدُونِ مُقَابِلٍ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4802
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414938386
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :