نسب ابن الزنا من أمه

9131 - نسب ابن الزنا من أمه

30-08-2018 10415 مشاهدة
 السؤال :
هل يثبت ابن الزنا من أمه وأبيه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9131
 2018-08-30

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: بِاتِّفَاقِ الفُقَهَاءِ يَثْبُتُ نَسَبُ ابْنِ الزِّنَا مِنْ أُمِّهِ التي وَلَدَتْهُ.

ثانياً: وَأَمَّا نَسَبُهُ مِنْ أَبِيهِ، فَلَا يَثْبُتُ عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ مِنَ الحَنَفِيَّةِ وَالمَالِكِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَالحَنَابِلَةِ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الحَجَرُ» رواه الشيخان عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا.

وَمَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الوَلَدُ لِلْفِرَاشِ» يَعْنِي: كُلُّ مَوْلُودٍ تَلِدُهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ زَوْجٍ في فَتْرَةِ الإِمْكَانِ وَهِيَ سِتَّةُ أَشْهُرٍ مِنْ حِينِ اجْتِمَاعِهِمَا، فَهُوَ للفِرَاشِ، يَعْنِي لِصَاحِبِ الفِرَاشِ وَهُوَ الزَّوْجُ، وَلَا يُسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ إِلَّا في حَالَةٍ وَاحِدَةٍ وَهِيَ نَفْيُ الزَّوْجِ للوَلَدِ باللِّعَانِ، أَو أَنْ يُولَدَ لِأَقَلَّ مِنْ سِتَّةِ أَشْهُرٍ مِنْ يَوْمِ العَقْدِ.

وَأَمَّا قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَلِلْعَاهِرِ الحَجَرُ» يَعْنِي: للزَّانِي المُحْصَنِ الرَّجْمُ، وَلَا يَثْبُتُ لَهُ نَسَبُ الوَلَدِ، وَلَا حَقَّ لَهُ فِيهِ.

ثالثاً: وَاتَّفَقَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ عَلَى أَنَّهُ يَحْرُمُ عَلَى وَلَدِ الزِّنَا أُصُولُ الزَّانِي وَفُرُوعُهُ.

رابعاً: إِذَا وَلَدَتِ المَرْأَةُ مِنَ الزِّنَا، فَنَزَلَ لَهَا لَبَنٌ فَأَرْضَعَتْ بِهِ صَبِيَّاً، صَارَ الرَّضِيعُ ابْنَاً لَهَا بِاتِّفَاقِ الفُقَهَاءِ، وَابْنُهَا مِنَ الزِّنَا أَخٌ لَهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ.

وَأَمَّا مَسْأَلَةُ ثُبُوتِ نَسَبِ الوَلَدِ الرَّضِيعِ مِنَ الرَّجُلِ الزَّانِي الذي زَنَا بِتِلْكَ المَرْأَةِ، فَفِيهِ خِلَافٌ بَيْنَ الفُقَهَاءِ، مِنْهُمْ مَنْ قَالَ: صَارَ أَبَاً لَهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: لَا يُعْتَبَرُ الزَّانِي أَبَاً لَهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ.

وبناء على ذلك:

فَإِنَّ ابْنَ الزِّنَا يَثْبُتُ نَسَبُهُ مِنْ أُمِّهِ الزَّانِيَةِ، وَلَا يَثْبُتُ نَسَبُهُ مِنَ الرَّجُلِ الزَّانِي عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ، وَوَلَدُ الزِّنَا يَرِثُ مِنْ أُمِّهِ وَتَرِثُ مِنْهُ، وَلَا يَرِثُ مِنَ الزَّانِي، وَلَا الزَّانِي يَرِثُ مِنْهُ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
10415 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  أحكام النسب

 السؤال :
 2021-03-04
 872
هَلْ يَجُوزُ أَنْ تُنْسَبَ المَرْأَةُ لِنِسْبَةِ زَوْجِهَا؟
رقم الفتوى : 11008
 السؤال :
 2020-11-05
 1125
إِذَا تَمَّ عَقْدُ زَوَاجٍ عَلَى امْرَأَةٍ، وَعِنْدَهَا بِنْتٌ، وَخَلَا الزَّوْجُ بِالمَرْأَةِ، ثُمَّ طَلَّقَهَا قَبْلَ الدُّخُولِ، فَهَلْ تَحِلُّ لَهُ ابْنَتُهَا؟
رقم الفتوى : 10751
 السؤال :
 2019-11-13
 11
تَزَوَّجَتْ فَتَاةٌ مِنْ رَجُلٍ، وَلَمْ يَتِمَّ الدُّخُولُ بِهَا، ثُمَّ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا، فَهَلْ يَبْقَى أَبُو الزَّوْجِ مُحَرَّمَاً عَلَيْهَا؟
رقم الفتوى : 10030
 السؤال :
 2019-07-16
 2746
أَعْمَامِي مُتَزَوِّجُونَ مِنْ عَمَاتِ أُمِّي، فَهَلْ يَجُوزُ أَنْ أَكْتَفِيَ بِالسَّلَامِ عَلَيْهِنَّ دُونَ المُصَافَحَةِ؟
رقم الفتوى : 9822
 السؤال :
 2019-06-23
 1973
رَجُلٌ مُتَزَوِّجٌ، فَأَنْجَبَتْ زَوْجَتُهُ وَلَدَاً، فَشَكَّ في الوَلَدِ وَنَفَاهُ، فَمَاذَا يَتَرَتَّبُ عَلَى ذَلِكَ، مَعَ العِلْمِ بِأَنَّهُ تَمَّ تَحْلِيلُ الجِينَاتِ، فَتَبَيَّنَ أَنَّ الوَلَدَ لَيْسَ لَهُ، فَهَلْ يُلْحَقُ الوَلَدُ بِهِ أَمْ لَا؟ وَهَلْ يُقَامُ حَدُّ الزِّنَا عَلَى زَوْجَتِهِ؟
رقم الفتوى : 9772
 السؤال :
 2017-03-17
 19980
امرأة متزوجة، طلقها زوجها طلقة واحدة رجعية، وهي في عدتها اقترفت فاحشة الزنا مع رجل أجنبي وحملت منه، وقبل انقضاء عدتها تمت المصالحة بينها وبين زوجها وأرجعها إلى عصمته، ولم تعلمه بالحمل، ثم وضعت حملها، وفرح الزوج بالمولود الجديد، وشكر الله تعالى على نعمة المولود. والزوجة تعلم بأن هذا الولد ليس من زوجها، وهي في حيرة من أمرها، هل تصرح بالحقيقة، أم أنها تبقى ساكتة عن هذه الجريمة؟ وهل هذا الولد الذي ألحقه الزوج بنفسه يأخذ حكم أولاده الشرعيين؟
رقم الفتوى : 7900

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3162
المكتبة الصوتية 4798
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414596000
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :