الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَإِذَا كَانَ الخُفُّ مَلْبُوسَاً عَلَى طَهَارَةٍ كَامِلَةٍ، وَكَانَ الخُفُّ سَاتِرَاً للمَحَلِّ المَفْرُوضِ غَسْلُهُ في الوُضُوءِ، وَيُمْكِنُ مُتَابَعَةُ المَشْيِ فِيهِ فَرْسَخَاً فَأَكْثَرَ ـ يَعْنِي بِمِقْدَارِ /5544/م ـ وَكَانَ سَلِيمَاً مِنَ الخُرُوقِ، فَإِنَّ إِصَابَةَ المَاءِ للرِّجْلَيْنِ تُعْتَبَرُ نَاقِضَةً للمَسْحِ عَلَى الخُفَّيْنِ إِذَا أَصَابَتْ الرِّجْلَيْنِ مَعَاً، أَو لِأَكْثَرِ إِحْدَاهُمَا في الخُفِّ، وَهَذَا عِنْدَ الحَنَفِيَّةِ، أَمَّا عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ فَلَا يُعْتَبَرُ وُصُولُ المَاءِ إلى القَدَمِ أَو إلى كِلَيْهِمَا نَاقِضَاً للمَسْحِ إِذَا كَانَ المَاءُ طَاهِرَاً.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَوُصُولُ المَاءِ إلى الجَوْرَبِ لِمَنْ كَانَ لَابِسَاً الخُفَّ السَّلِيمَ، لَيْسَ نَاقِضَاً للوُضُوءِ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ، وَهُوَ نَاقِضٌ للوُضُوءِ عِنْدَ الحَنَفِيَّةِ إِذَا أَصَابَ الرِّجلَيْنِ مَعَاً، أَو لِأَكْثَرِ إِحْدَاهُمَا. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |