45ـ كلمات في مناسبات: غزوة بدر الكبرى (5)

45ـ كلمات في مناسبات: غزوة بدر الكبرى (5)

 

 45ـ كلمات في مناسبات: غزوة بدر الكبرى (5)

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أيُّها الإخوة الكرام: غَزْوَةُ بَدْرٍ الكُبْرَى أَوْقَفَتِ التَّطَاوُلَ على رُسُلِ اللهِ، وعلى مَنْهَجِ اللهِ، وعلى دِينِ اللهِ تعالى، ولذلكَ خَاطَبَ القُرْآنُ الكَرِيمُ أَهْلَ بَدْرٍ، فَقَالَ: ﴿وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ﴾. يَعْنِي: تُرِيدُونَ التِّجَارَةَ، ولَكِنَّ اللهَ تعالى يُرِيدُ أَمْرَاً آخَرَ، أَمْرَاً كَبِيرَاً، أَمْرَاً عَظِيمَاً، أَمْرَاً هوَ بِدَايَةٌ للبَشَرِيَّةِ، للحَيَاةِ الحَقِيقِيَّةِ للبَشَرِيَّةِ، قَالَ تعالى: ﴿وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ﴾.

غَزْوَةُ بَدْرٍ الكُبْرَى فُرِضَتْ على المُسْلِمِينَ فَرْضَاً، فقد فُوجِئَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهُم على غَيْرِ اسْتِعْدَادٍ بِتَحَدِّي صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ وأَبْطَالِهَا لَهُم، ولَمْ يَكُنْ بُدٌّ من قَبُولِ هذا التَّحَدِّي، وَوَاجَهَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ هذا المَوْقِفَ بِمَا يَتَطَلَّبُهُ من إِيمَانٍ وثِقَةٍ.

«قُومُوا إلى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ والأَرْضُ»:

أيُّها الإخوة الكرام: لَمَّا رَأَى سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ ضَعْفَ أَصْحَابِهِ، وقِلَّةَ عَدَدِهِم، وضَعْفَ عَتَادِهِم، اِسْتَغَاثَ بِرَبِّهِ جَلَّ جَلالُهُ، وأَنْزَلَ بِهِ ضُرَّهُ ومَسْكَنَتَهُ، ثمَّ خَرَجَ إلى أَصْحَابِهِ فإذا هُم لَبِسُوا للحَرْبِ لَأْمَتَهَا، واصْطَفُّوا للمَوْتِ كَأَنَّمَا هُم في صَلاةٍ، تَرَكُوا المَدِينَةَ وفِيهَا أَوْلادَهُم، وهَجَرُوا بُيُوتَهُم وأَمْوَالَهُم، فَقَالَ لَهُم صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «وَاَلذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يُقَاتِلُهُمُ الْيَوْمَ رَجُلٌ فَيُقْتَلُ صَابِرَاً مُحْتَسِبَاً، مُقْبِلَاً غَيْرَ مُدْبِرٍ، إلا أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنّةَ».

وفي رِوَايَةِ الإمام مسلم قَالَ لَهُم صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «لَا يُقَدِّمَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَى شَيْءٍ حَتَّى أَكُونَ أَنَا دُونَهُ».

فَدَنَا الْمُشْرِكُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ».

يَقُولُ عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ الْأَنْصَارِيُّ: يَا رَسُولَ اللهِ، جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ؟

قَالَ: «نَعَمْ».

قَالَ: بَخٍ بَخٍ. ـ كَلِمَةٌ تُقَالُ عندَ المَدحِ والرِّضى بِالشَّيءِ، ومَعنَاهَا التَّعظِيمُ والتَّفخِيمُ ـ.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلِكَ بَخٍ بَخٍ؟».

قَالَ: لَا واللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِلَّا رَجَاءَةَ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا.

قَالَ: «فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا».

فَأَخْرَجَ تَمَرَاتٍ مِنْ قَرَنِهِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُنَّ، ثُمَّ قَالَ: لَئِنْ أَنَا حَيِيتُ حَتَّى آكُلَ تَمَرَاتِي هَذِهِ إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ؛ فَرَمَى بِمَا كَانَ مَعَهُ مِن التَّمْرِ، ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ.

أيُّها الإخوة الكرام: وَهُنَا يَسْأَلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ ، وَهُوَ ابْنُ عَفْرَاءَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا يُضْحِكُ الرَّبَّ مِنْ عَبْدِهِ؟

قَالَ: «غَمْسُهُ يَدَهُ فِي الْعَدُوِّ حَاسِرَاً».

فَنَزَعَ دِرْعَاً كَانَتْ عَلَيْهِ فَقَذَفَهَا، ثُمَّ أَخَذَ سَيْفَهُ فَقَاتَلَ الْقَوْمَ حَتَّى قُتِل.

«ذَلِكَ مِنْ مَدَدِ السَّمَاءِ»:

أيُّها الإخوة الكرام: لقد حَرَّضَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ أَصْحَابَهُ الكِرَامَ على الثَّبَاتِ، وبَشَّرَهُم بِنَصْرِ اللهِ، واطْمَأَنَّ أَصْحَابُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ لَمَّا رَأَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ يَثِبُ في الدِّرْعِ، ويَقُولُ في جَزْمٍ وصَرَاحَةٍ: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾. فَقَاتَلَ المُسْلِمُونَ أَشَدَّ القِتَالِ، ونَصَرَتْهُمُ المَلائِكَةُ.

روى ابْنُ سَعْدٍ عَن عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ يَوْمَئِذٍ يُنْدَرُ رَأْسُ الرَّجُلِ لا يُدْرَى مَن ضَرَبَهُ، وَتُنْدَرُ يَدُ الرَّجُلِ لا يُدْرَى مَن ضَرَبَهُ.

وروى الإمام مسلم عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ مِن الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ يَشْتَدُّ فِي أَثَرِ رَجُلٍ مِن الْمُشْرِكِينَ أَمَامَهُ، إِذْ سَمِعَ ضَرْبَةً بِالسَّوْطِ فَوْقَهُ وَصَوْتَ الْفَارِسِ يَقُولُ: أَقْدِمْ حَيْزُومُ.

فَنَظَرَ إِلَى الْمُشْرِكِ أَمَامَهُ فَخَرَّ مُسْتَلْقِيَاً، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ قَدْ خُطِمَ أَنْفُهُ وَشُقَّ وَجْهُهُ كَضَرْبَةِ السَّوْطِ، فَاخْضَرَّ ذَلِكَ أَجْمَعُ.

فَجَاءَ الْأَنْصَارِيُّ فَحَدَّثَ بِذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ فَقَالَ: «صَدَقْتَ، ذَلِكَ مِنْ مَدَدِ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ».

وروى الإمام أحمد عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْمَازِنِيِّ، وَكَانَ شَهِدَ بَدْرَاً قَالَ: إِنِّي لَأَتْبَعُ رَجُلَاً مِن الْمُشْرِكِينَ لِأَضْرِبَهُ، إِذْ وَقَعَ رَأْسُهُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهِ سَيْفِي، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ قَدْ قَتَلَهُ غَيْرِي.

وجَاءَ رَجُلٌ من الأَنْصَارِ بالعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ أَسِيرَاً.

فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا واللهِ مَا أَسَرَنِي، لَقَدْ أَسَرَنِي رَجُلٌ أَجْلَحُ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهَاً، عَلَى فَرَسٍ أَبْلَقَ، مَا أُرَاهُ فِي الْقَوْمِ.

فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: أَنَا أَسَرْتُهُ يَا رَسُولَ اللهِ.

فَقَالَ: «اسْكُتْ، فَقَدْ أَيَّدَكَ اللهُ تَعَالَى بِمَلَكٍ كَرِيمٍ» رواه الإمام أحمد.

إِبْلِيسُ يَنْسَحِبُ من مَيْدَانِ القِتَالِ:

أيُّها الإخوة الكرام: لقد زَيَّنَ إِبْلِيسُ لِقُرَيْشٍ عَمَلَهُم، ولَكِنْ لَمَّا رَأَى مَا يَفْعَلُ المَلائِكَةُ بالمُشْرِكِينَ فَرَّ ونَكَصَ على عَقِبَيْهِ، وتَشَبَّثَ بِهِ الحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ، وهوَ يَظُنُّهُ سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمَ، فَوَكَزَ فِي صَدْرِ الْحَارِثِ، فَأَلْقَاهُ ثُمَّ خَرَجَ هَارِبَاً.

وَقَالَ لَهُ المُشْرِكُونَ: إلى أَيْنَ يَا سُرَاقَةُ؟ أَلَمْ تَكُنْ قُلْتَ: إِنَّكَ جَارٌ لَنَا، لا تُفَارِقُنَا؟

فَقَالَ: ﴿إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللهَ واللهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾. ثمَّ فَرَّ حَتَّى أَلْقَى نَفْسَهُ في البَحْرِ.

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّها الإخوة الكرام: روى الشيخان عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ: بَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ فِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ نَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي وَشِمَالِي، فَإِذَا أَنَا بَيْنَ غُلَامَيْنِ مِن الْأَنْصَارِ حَدِيثَةٍ أَسْنَانُهُمَا، تَمَنَّيْتُ لَوْ كُنْتُ بَيْنَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا ـ أَي رَجُلَينِ أَقوَى مِنَ الرَّجُلَينِ الَّلذَينِ كُنتُ بَينَهُمَا وَأَشَدُّ ـ، فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا فَقَالَ: يَا عَمِّ، هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ؟

قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، وَمَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ يَا ابْنَ أَخِي؟

قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَئِنْ رَأَيْتُهُ لَا يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الْأَعْجَلُ مِنَّا.

قَالَ: فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ، فَغَمَزَنِي الْآخَرُ فَقَالَ مِثْلَهَا.

قَالَ: فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ يَزُولُ فِي النَّاسِ، فَقُلْتُ: أَلَا تَرَيَانِ، هَذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِي تَسْأَلَانِ عَنْهُ.

قَالَ: فَابْتَدَرَاهُ فَضَرَبَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا حَتَّى قَتَلَاهُ.

ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ فَأَخْبَرَاهُ.

فَقَالَ: «أَيُّكُمَا قَتَلَهُ؟».

فَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا قَتَلْتُ.

فَقَالَ: «هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا».

قَالَا: لَا.

فَنَظَرَ فِي السَّيْفَيْنِ، فَقَالَ: «كِلَاكُمَا قَتَلَهُ».

أيُّها الإخوة الكرام: لَمَّا انْتَهَتِ المَعْرَكَةُ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «مَنْ يَنْظُرُ لَنَا مَا صَنَعَ أَبُو جَهْلٍ؟».

فَتَفَرَّقَ النَّاسُ في طَلَبِهِ، فَوَجَدَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وبه آخِرُ رَمَقٍ، فَوَضَعَ رِجْلَهُ على عُنُقِهِ وَأَخَذَ لِحْيَتَهُ لِيَحْتَزَّ رَأْسَهُ، وَقَالَ: هَلْ أَخْزَاكَ اللهُ يَا عَدُوَّ اللهِ؟

قَالَ: وَبِمَاذَا أَخْزَانِي؟ أَأَعْمَدُ من رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ؟ أو هَلْ فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ؟

وَقَالَ: فَلَوْ غَيْرَ أَكَّارَ قَتَلَنَي. الأَكَّارُ: الزَّرَّاعُ أَرَادَ بِهِ احتِقَارَهُ.

ثمَّ قَالَ: أَخْبِرْنِي لِمَنْ الدّائِرَةُ الْيَوْمَ؟

قَالَ: للهِ وَلِرَسُولِهِ.

ثمَّ قَالَ لابْنِ مَسْعُودٍ ـ وَكَانَ قَد وَضَعَ رِجْلَهُ على عُنُقِهِ ـ: لَقَد ارْتَقَيْتَ مُرْتَقَىً صَعْبَاً يَا رُوَيْعِيَّ الْغَنَمِ، وَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ من رُعَاةِ الغَنَمِ في مَكَّةَ.

وَبَعْدَ أَنْ دَارَ بَيْنَهُمَا هذا الكَلامُ اجتَزَّ ابْنُ مَسْعُودٍ رَأْسَهُ، وَجَاءَ بِهِ إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ.

فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هذا رَأْسُ عَدُوِّ اللهِ أَبِي جَهْلٍ.

فَقَالَ: «اللهُ الذِي لَا إلَهَ إلا هُوَ» فَرَدَّدَهَا ثَلَاثَاً.

ثُمَّ قَالَ: «اللهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ للهِ الذِي صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ، انْطَلِقْ أَرِنِيهِ».

فَانْطَلَقْنَا فَأَرَيْته إيَّاهُ.

فَقَالَ «هَذَا فِرْعَوْنُ هَذِهِ الْأُمّةِ».

أَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخِتَامِ. آمين.

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

 

الخميس: 22/رمضان /1436هـ، الموافق: 9/تموز/ 2015م

الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  كلمات في مناسبات

09-04-2024 221 مشاهدة
142ـ كلمات في مناسبات: فجر عيد الفطر 1445 هـ

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: دَخَلْنَا شَهْرَ رَمَضَانَ المُبَارَكَ، دَخَلْنَا هَذَ المَوْسِمَ العَظِيمَ، حَيْثُ مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً، ... المزيد

 09-04-2024
 
 221
28-09-2023 751 مشاهدة
141ـ كلمات في مناسبات: عذرًا يا سيدي يا رسول الله

لقد كُنتَ حَرِيصَاً عَلَينَا أَشَدَّ الحِرْصِ، بِشَهَادَةِ مَولانَا عزَّ وجلَّ القَائِلِ: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾. وبِشَهَادَتِكُم عِندَمَا ... المزيد

 28-09-2023
 
 751
07-03-2023 739 مشاهدة
140ـ كلمات في مناسبات: إجابة الدعاء معلقة بالاستجابة لله تعالى

عِنْدَمَا تَنْزِلُ المِحَنُ، وَتَشْتَدُّ الخُطُوبُ، وَتَتَوَالَى الكُرُوبُ، وَتَعْظُمُ الرَّزَايَا، وَتَتَابَعُ الشَّدَائِدُ، لَنْ يَكُونَ أَمَامَ المُسْلِمِ إِلَّا أَنْ يَلْجَأَ إلى اللهِ تعالى وَيَلُوذَ بِجَانِبِهِ، وَيَضْرَعَ إِلَيْهِ ... المزيد

 07-03-2023
 
 739
28-09-2022 675 مشاهدة
1- المحبة محبتان

مَعَ بِدَايَةِ شَهْر رَبِيعٍ الأَوَّلِ، أُهَنِّئُ نَفْسِي وَإِيَّاكُمْ بِنِعْمَةِ الإِيمَانِ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَبِأَنْ جَعَلَنَا اللهُ تعالى حَظَّهُ مِنْ سَائِرِ الأُمَمِ، ... المزيد

 28-09-2022
 
 675
09-07-2022 567 مشاهدة
138ـ كلمات في مناسبات: درس فجر عيد الأضحى المبارك 1443 هـ شعيرة الأضحية

هَذَا اليَوْمُ هُوَ خِتَامُ الأَيَّامِ العَشْرِ مِنْ ذِي الحِجَّةِ، وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْطٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ... المزيد

 09-07-2022
 
 567
08-07-2022 516 مشاهدة
137ـ كلمات في مناسبات: يوم عرفة يوم الغفران

يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمٌ أَكْمَلَ اللهُ تعالى فِيهِ الدِّينَ، قَالَ تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾. يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمُ الغُفْرَانِ، وَالعِتْقِ مِنَ النِّيرَانِ، ... المزيد

 08-07-2022
 
 516

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4802
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414956301
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :