دروس رمضانية 1438هـ
9ـ الحياة الحقيقية
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: الحَيَاةُ الحَقِيقِيَّةُ هِيَ الحَيَاةُ الدَّائِمَةُ التي لَا تَنْتَهِي بِالمَوْتِ، وَهَذِهِ لَا تَكُونُ إِلَّا في الآخِرَةِ، قَالَ تعالى: ﴿وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾.
لَوْ كَانَتِ الحَيَاةُ الدُّنْيَا هِيَ الحَيَاةُ الحَقِيقِيَّةُ لَمَا خَاطَبَ اللهُ تعالى سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾.
وَلَوْ كَانَتِ الحَيَاةُ الدُّنْيَا هِيَ الحَيَاةُ الحَقِيقِيَّةُ لَمَا أَخْرَجَ اللهُ تعالى مِنْهَا الأَنْبِيَاءَ وَالمُرْسَلِينَ وَلَا الأَوْلِيَاءَ وَلَا الصَّالِحِينَ.
فَالحَيَاةُ الدُّنْيَا لَا تُسَاوِي عِنْدَ اللهِ تعالى جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، وَالحَيَاةُ الحَقِيقِيَّةُ هِيَ في الدَّارِ الآخِرَةِ، حَيْثُ إِذَا أَقْبَلَ العَبْدُ الذي كَانَ غَافِلَاً عَنْ هَذِهِ الحَقِيقَةِ، وَعَايَنَ أُمُورَ الآخِرَةِ وَعَوَالِمَهَا، قَالَ: ﴿يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾.
﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الجَنَّةِ زُمَرَاً﴾:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: يَجِبُ على الإِنْسَانِ المُؤْمِنِ أَنْ يَهْتَمَّ بِسَلَامَتِهِ في الدَّارِ الآخِرَةِ، لِأَنَّهَا هِيَ الحَيَاةُ الحَقِيقِيَّةُ، وَأَنْ لَا يَغِيبَ عَنْهُ قَوْلُهُ تعالى: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرَاً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ * وَقَالُوا الْحَمْدُ للهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ * وَتَرَى المَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
مَا أَعْظَمَ هَذَا المَشْهَدَ، وَمَا أَجْمَلَ هَذَا السَّوْقَ، سَوْقَ التَّكْرِيمِ لِهَؤُلَاءِ المُتَّقِينَ الذينَ قَالَ تعالى عَنْهُمْ: ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ المُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدَاً﴾. حَيْثُ تَكُونُ كُلُّ زُمْرَةٍ على حِدَةٍ، الأَنْبِيَاءُ وَالمُرْسَلُونَ مَعَ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، وَالعُلَمَاءُ مَعَ العُلَمَاءِ، وَالأَوْلِيَاءُ مَعَ الأَوْلِيَاءِ، وَالصِّدِّيقُونَ مَعَ الصِّدِّيقِينَ، وَالبَرَرَةُ مَعَ البَرَرَةِ، وَالمُقَرَّبُونَ مَعَ المُقَرَّبِينَ، وَهَكَذَا سَائِرُ أَصْنَافِ المُتَّقِينَ.
مَا أَعْظَمَ هَذَا المَشْهَدَ عِنْدَمَا يُسَاقُ المُتَّقُون إلى الجَنَّةِ، وَسَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُتَقَدِّمٌ عَلَيْهِمْ، روى الترمذي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يُحَرِّكُ حِلَقَ الجَنَّةِ فَيَفْتَحُ اللهُ لِي».
وروى الإمام مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «آتِي بَابَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَسْتفْتِحُ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ، فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ لَا أَفْتَحُ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ».
مَا أَعْظَمَ هَذَا المَشْهَدَ عِنْدَمَا يُكَرِّمُ اللهُ تعالى أُمَّةَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، بِحَيْثُ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ مَعَ المُتَّقِينَ قَبْلَ سَائِرِ الأُمَمِ، روى الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ».
سَلْ نَفْسَكَ يَا أَخِي، هَلْ أَنْتَ مِنْ هَؤُلَاءِ المُتَّقِينَ؟ وَمِنْ أَيِّ زُمْرَةٍ مِنْ زُمَرِهِمْ؟
مَحَبَّةُ الخَيْرِ للنَّاسِ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مِنْ عَلَامَاتِ المُتَّقِينَ الذينَ يُسَاقُونَ إلى الجَنَّةِ سَوْقَ تَكْرِيمٍ، أَنَّهُمْ يَتَمَنَّوْنَ للآخَرِينَ مَا يَتَمَنَّوْنَهُ لِأَنْفُسِهِمْ، لِأَنَّ هَذَا مِنْ تَمَامِ الإِيمَانِ، روى الشيخان عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ».
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ اليَوْمَ لَمْ تَتَطَهَّرْ قُلُوبُهُمْ مِنْ صِفَةِ الحِقْدِ وَالحَسَدِ وَأَنْوَاعِ المَعَاصِي حَتَّى حَرَمُوا أَنْفُسَهُمْ مِنْ مَحَبَّةِ الخَيْرِ للنَّاسِ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِضَعْفِ إِيمَانِهِمْ، وَبِسَبَبِ إِعْرَاضِهِمْ عَنْ تَوْجِيهِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ القَائِلِ: «لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانَاً، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مَحَبَّةُ الخَيْرِ للنَّاسِ مِنْ سِمَاتِ المُتَّقِينَ، وَلَو أَسَاءَ النَّاسُ إِلَيْهِمْ، هَذَا سَيِّدُنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَسبُّهُ رَجُلٌ في الحَرَمِ، فَيَبْتَسِمُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في وَجْهِهِ، وَيَقُولُ لَهُ: إِنَّكَ لَتَشْتُمُنِي وَفِيَّ ثَلَاثُ خِصَالٍ، إِنِّي لَآتِي عَلَى الآيَةِ مِنْ كِتَابِ اللهِ فَأَوَدُّ أَنَّ النَّاسَ عَلِمُوا مِنْهَا مِثْلَ الَّذِي أَعْلَمُ، وَإِنِّي لَأَسْمَعُ بِالْحَاكِمِ مِنْ حُكَّامِ المُسْلِمِينَ يَقْضِي بِالعَدْلِ وَيَحْكُمُ بِالقِسْطِ فَأَفْرَحُ بِهِ وَأَدْعُو إِلَيْهِ، وَلَعَلِّي لَا أُقَاضِي إِلَيْهِ وَلَا أُحَاكِمُ أَبَدَاً، وَإِنِّي لَأَسْمَعُ بِالْغَيْثِ يُصِيبُ الْأَرْضَ مِنْ أَرْضِ المُسْلِمِينَ فَأَفْرَحُ بِهِ وَمَا لِي بِهَا مِنْ سَائِمَةٍ أَبَدَاً./كذا في البداية والنهاية.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لِيُصَنِّفْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا نَفْسَهُ، هَلْ هُوَ مُتَّصِفٌ بِهَذِهِ الصِّفَاتِ أَمْ لَا؟ مَنْ لَمْ يَتَّصِف بِهَذِهِ الصِّفَاتِ فَكَأَنَّهُ لَا يُفَكِّرُ في الحَيَاةِ الحَقِيقِيَّةِ يَوْمَ القِيَامَةِ، بَلْ يُفَكِّرُ بِالعَاجِلَةِ دُونَ الآجِلَةِ، وَهَذَا لَيْسَ مِنْ شَأْنِ العُقَلَاءِ.
خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةَ ـ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: في الحَيَاةِ الحَقِيقِيَّةِ يَنْقَسِمُ النَّاسُ إلى قِسْمَيْنِ، فَرِيقٌ في الجَنَّةِ، وَفَرِيقٌ في السَّعِيرِ، سَعَادَةٌ لَا شَقَاءَ مَعَهَا وَلَا بَعْدَهَا، وَشَقَاوَةٌ لَا سَعَادَةَ فِيهَا وَلَا بَعْدَهَا، روى الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يُقَالُ لِأَهْلِ الجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ، خُلُودٌ لَا مَوْتَ، وَلِأَهْلِ النَّارِ: يَا أَهْلَ النَّارِ، خُلُودٌ لَا مَوْتَ».
كَيْفَ هُوَ اسْتِعْدَادُنَا لِيَوْمٍ يَجْمَعُ اللهُ تعالى فِيهِ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ؟ كَيْفَ حَالُ مَنْ قَدَرُوا اللهَ تعالى حَقَّ قَدْرِهِ؟ وَكَيْفَ حَالُ هَؤُلَاءِ الذينَ مَا قَدَرُوا اللهَ تعالى حَقَّ قَدْرِهِ؟
كَيْفَ حَالُ مَنْ أَحَبَّ الخَيْرَ للنَّاسِ؟ وَكَيْفَ حَالُ مَنْ كَانَ حَاقِدَاً على النَّاسِ حَاسِدَاً، لَا يُحِبُّ لَهُمُ الخَيْرَ؟
وَرَحِمَ اللهُ تعالى الحَسَنَ البَصْرِيَّ عِنْدَمَا قَالَ: إِنَّ قَوْمَاً غَرَّتْهُمْ أَمَانِيُّ المَغْفِرَةِ، حَتَّى خَرَجُوا مِنَ الدُّنْيَا وَلَا حَسَنَةَ لَهُمْ، قَالُوا نُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللهِ، وَكَذَبُوا؛ لَوْ أَحْسَنُوا الظَّنَّ لَأَحْسَنُوا العَمَلَ.
اللَّهُمَّ اسْتُرْنَا في هَذِهِ الحَيَاةِ وفي تِلْكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. آمين.
وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.
** ** **
تاريخ الكلمة:
الأربعاء: 5/رمضان /1438هـ ، الموافق: 31/أيار / 2017م
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |
يَا مَنْ أَقْعَدَكُمُ المَرَضُ عَنِ الصِّيَامِ وَالقِيَامِ، وَقُلُوبُكُمْ تَتَلَهَّفُ للصِّيَامِ وَالقِيَامِ، أَبْشِرُوا وَلَا تَحْزَنُوا، فَأَنْتُمْ في نِعْمَةٍ عَظِيمَةٍ وَرَبِّ الكَعْبَةِ، مَا دَامَتْ قُلُوبُكُمْ تَتَطَلَّعُ للصِّيَامِ ... المزيد
فِي خِتَامِ هَذَا الشَّهْرِ العَظِيمِ المُبَارَكِ، وَنَحْنُ نَتَحَدَّثُ عَنْ غَزْوَةِ بَدْرٍ الكُبْرَى العَظِيمَةِ المُبَارَكَةِ، التي جَسَّدَتْ لَنَا بِوُضُوحٍ تَامٍّ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * ... المزيد
غَزْوَةُ بَدْرٍ الكُبْرَى فِيهَا دَرْسٌ عَمَلِيٌّ لِكُلِّ ظَالِمٍ، وَلِكُلِّ مَظْلُومٍ، وَكَأَنَّ لِسَانَ حَالِ الغَزْوَةِ يَقُولُ لِكُلِّ مَظْلُومٍ: اصْبِرْ وَصَابِرْ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَحِيدَ عَنْ جَادَّةِ الصَّوَابِ، فَالعَاقِبَةُ لَكَ، ... المزيد
مِنْ غَزْوَةِ بَدْرٍ الكُبْرَى نَتَعَلَّمُ خُلُقَ التَّوَاضُعِ مِنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَكَيْفَ كَانَ يَتَعَامَلُ مَعَ أَصْحَابِهِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ. ... المزيد
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾. وَيَقُولُ تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ ... المزيد
الزَّمَنُ يَمضِي ولا يَعُودُ، ولَيسَ هُناكَ شَيءٌ أسرَعُ من الزَّمَنِ، فهوَ لا يَتَوَقَّفُ، تَمُرُّ اللَّيالِي والأيَّامُ والشُّهُورُ والسَّنَوَاتُ على الإنسَانِ ويَنتَهِي وُجُودُهُ فِيها كَأَنَّهُ لم يَلبَثْ فِيها إلا سَاعَةً من الزَّمَنِ. ... المزيد