طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد أجمَعَ الفُقَهاءُ والعُلَماءُ على وُجوبِ تَعظيمِ القُرآنِ العَظيمِ، واحتِرامِهِ وتَوقيرِهِ وصِيانَتِهِ من كُلِّ دَنَسٍ وقَذِرٍ، قال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ الله فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾.
ونَصَّ الفُقَهاءُ على أنَّ من ألقى القُرآنَ العَظيمَ في أماكِنِ القاذوراتِ عامِداً فإنَّهُ يُكفَرُ بذلكَ الفِعلِ.
وكما نَصُّوا على أنَّهُ يَحرُمُ وَضْعُ القُرآنِ العَظيمِ في الأماكِنِ المَهينَةِ، بل حَرَّموا على الرَّجُلِ الجُنُبِ والمَرأةِ الجُنُبِ والحَائِضِ والنُّفَساءِ مَسَّ القُرآنِ العَظيمِ، لِقَولِهِ تعالى: ﴿لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُون﴾. ولِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: « لا تَمَسَّ القُرآنَ إلا وأنتَ طَاهِرٌ» رواه الحاكم عن حَكيمِ بنِ حزامٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ.
وجاءَ في حاشِيَةِ الدُّرِّ: لا يَجوزُ أن يُكتَبَ على الكَفَنِ: ﭬ، والكهف، ونَحوُهُما، خَوفاً من صَديدِ المَيْتِ. اهـ.
ولا يَجوزُ تَعريضُ الأسماءِ المُعَظَّمَةِ للنَّجاسَةِ. اهـ.
وبناء على ذلك:
فَيَحرُمُ وَضْعُ المُصحَفِ الشَّريفِ معَ المَيْتِ في كَفَنِهِ، لأنَّ المَيْتَ يَتَحَلَّلُ بَعدَ الدَّفنِ ويَسيلُ قَيْحاً وصَديداً، فإذا وُضِعَ المُصحَفُ الشَّريفُ معَهُ فإنَّهُ لا مَحالَةَ هذهِ النَّجاساتُ تُصيبُ المُصحَفَ الشَّريفَ، وذلكَ مُحَرَّمٌ شَرعاً. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |