طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: العَبدُ الشَّقِيُّ الكَافِرُ مَصِيرُهُ إلى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِداً فيها، وسَيُعَذَّبُ عَذَاباً مُستَمِرَّاً لا يَنقَطِعُ أبَداً، ولا يُخَفَّفُ عَنهُ ـ والعِياذُ بالله تعالى ـ ومَعَ شِدَّةِ النَّارِ وحَمِيمِها لن يَموتَ فيها، قال تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى * ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى﴾.
وقال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُون * لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُون * وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِين * وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُون﴾.
ثانياً: روى الشيخان عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يُؤْتَى بِالْمَوْتِ كَهَيْئَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ، فَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ.
فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ، فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟
فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا الْمَوْتُ، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ.
ثُمَّ يُنَادِي: يَا أَهْلَ النَّارِ.
فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ، فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟
فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا الْمَوْتُ، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ.
فَيُذْبَحُ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ».
ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ﴾.
وبناء على ذلك:
فالعَبدُ إذا أدخَلَهُ اللهُ تعالى النَّارَ ـ والعِياذُ بالله تعالى ـ وكَانَ من الكَافِرِينَ الأشقِياءِ، فهوَ خَالِدٌ في النَّارِ، ولا يَموتُ فيها، وإذا لم يَمُتْ فهذا يَعني أنَّهُ حَيٌّ، وأمَّا قَولُهُ تعالى: ﴿وَلا يَحْيَى﴾. يَعني: لا يَحيَا حَياةً طَيِّبَةً كَرِيمَةً مُستَقِرَّةً، بل هوَ حَيٌّ مُعَذَّبٌ شَقِيٌّ؛ قالَ الشَّاعِرُ:
ألا ما لِنَفسٍ لا تَموتُ فَيَنقَضِي *** عَناها، ولا تَحيا حَياةً لها طَعمُ
أجارَنا اللهُ تعالى من ذلكَ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |