طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَقولُ اللهُ تَبَارَكَ تعالى مُخَاطِباً سَيِّدَنا مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِقَولِهِ: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ الله وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾.
ومن المَعلومِ أنَّ جَميعَ الأنبِياءِ والمُرسَلِينَ قَبلَ بِعثَةِ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانوا يُبعَثُونَ لأقوامِهِم خَاصَّةً، ولِعَصرٍ دُونَ عَصرٍ، ولِقَومٍ دُونَ قَومٍ.
وهُنا: الجِنُّ لم يَذكُروا الإنجِيلَ الذي أُنزِلَ على سَيِّدِنا عِيسَى عَلَيهِ السَّلامُ، وذَكَروا التَّوراةَ التي أُنزِلَت على سَيِّدِنا مُوسَى عَلَيهِ السَّلامُ، مَعَ أنَّ الإنجِيلَ نَزَلَ بَعدَها، وهوَ أقرَبُ عَهْداً بالقُرآنِ، لأنَّ هؤلاءِ الجِنَّ ـ كما قالَ بَعضُ المُفَسِّرِينَ ـ كَانوا في أرضٍ لم يُبعَثْ فيها سَيِّدُنا عِيسَى عَلَيهِ السَّلامُ، بل كَانوا في أرضٍ بُعِثَ فيها سَيِّدُنا مُوسَى عَلَيهِ السَّلامُ، فَهُم آمَنوا بِهِ عَلَيهِ السَّلامُ، ولم تَبلُغْهُم دَعْوَةُ سَيِّدِنا عِيسَى عَلَيهِ السَّلامُ، لذلك ذَكَرُوا التَّورَاةَ ولَم يَذكُرُوا الإِنجِيلَ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |