طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد اتَّفَقَ الفُقَهَاءُ على أنَّ الجَنَّةَ لَيسَت دَارَ تَكلِيفٍ، إنَّما هِيَ دَارُ جَزَاءٍ، ولكنَّهُ ثَبَتَ في الحَدِيثِ الصَّحِيحِ الذي رواه الإمام مسلم رَحِمَهُ اللهُ تعالى عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ فِيهَا وَيَشْرَبُونَ، وَلَا يَتْفُلُونَ، وَلَا يَبُولُونَ، وَلَا يَتَغَوَّطُونَ، وَلَا يَمْتَخِطُونَ».
قَالُوا: فَمَا بَالُ الطَّعَامِ؟
قَالَ: «جُشَاءٌ وَرَشْحٌ كَرَشْحِ الْمِسْكِ، يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالتَّحْمِيدَ كَمَا تُلْهَمُونَ النَّفَسَ».
وفي رِوَايَةٍ: «وَيُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالتَّكْبِيرَ كَمَا تُلْهَمُونَ النَّفَسَ».
وبناء على ذلك:
فالعِبَادَاتُ في الجَنَّةِ تُرفَعُ تَكلِيفَاً، وما ثَبَتَ أنَّ في الجَنَّةِ صَلاةً، وكذلكَ ما ثَبَتَ أنَّهُ إذا أَرَادَ العَبدُ الصَّلاةَ في الجَنَّةِ لا يُعطَاهَا، فهذا أَمرٌ غَيبِيٌّ، والوَاجِبُ على العَبدِ في هذهِ الحَيَاةِ الدُّنيَا أن يَسعَى إلى مَرضَاةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، لَعَلَّ اللهَ تعالى بِسَبَبِ الأَعمَالِ الصَّالِحَةِ بَعدَ الإيمَانِ أن يُدخِلَهُ الجَنَّةَ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |