طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد رَغَّبَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في صِيَامِ يَومِ الاثنَينِ والخَمِيسِ في أَحَادِيثَ مُتَعَدِّدَةٍ، مِنهَا:
ما رواه الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ».
وما رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ باللهِ شَيْئاً، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا».
وما رواه الطَّبَرَانِيُّ في الأَوسَطِ عَن جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أنَّ رَسُولَ اللِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تُعرَضُ الأَعمَالُ يَومَ الاثنَينِ والخَمِيسِ، فَمَن مُستَغفِرٌ فَيُغفَرُ لَهُ، وَمَن تَائِبٌ فَيُتَابُ عَلَيهِ، وَيُرَدُّ أَهلُ الضَّغَائِنِ لِضَغَائِنِهِم حَتَّى يَتُوبُوا».
أمَّا في صِيَامِ أَيَّامِ البَيضِ، فقد وَرَدَ فِيهَا أَحَادِيثُ مُتَعَدِّدَةٌ، مِنهَا:
ما رواه الإمام البخاري عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عنهُما قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكَ لَتَصُومُ الدَّهْرَ، وَتَقُومُ اللَّيْلَ».
فَقُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: «إِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتْ لَهُ الْعَيْنُ ـ يَعنِي غَارَت ودَخَلَت ـ، وَنَفِهَتْ لَهُ النَّفْسُ ـ يَعنِي كَلَّت وأعيَت ـ، لَا صَامَ مَنْ صَامَ الدَّهْرَ، صَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ».
وما رواه الإمام أحمد عَنِ الْأَعْرَابِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يُذْهِبْنَ وَحَرَ الصَّدْرِ». يَعنِي: يُذْهِبْنَ غِشَّهُ وحِقْدَهُ وَوَسَاوِسَهُ.
وما رواه الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنْ مَيْمُونَةَ بنتِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عنها أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفْتِنَا عَنِ الصَّوْمِ.
فَقَالَ: «مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَصُومَهُنَّ، فَإِنَّ كُلَّ يَوْمٍ يُكَفِّرُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَإِنَّهُ يُنَقِّي مِنَ الإِثْمِ، كَمَا يُنَقِّي الْمَاءُ الثَّوْبَ».
وما رواه الإمام أحمد والترمذي عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عنهُ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا صُمْتَ مِنْ شَهْرٍ ثَلَاثاً، فَصُمْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ».
وبناء على ذلك:
فَصِيَامُ الاثنَينِ والخَمِيسِ سَبَبٌ لِمَغفِرَةِ الذُّنُوبِ بإذنِ اللهِ تعالى، كَمَا أنَّ صِيَامَ أَيَّامِ البِيضِ سَبَبٌ لِذَهَابِ وَحَرِ الصَّدْرِ، وأن يَكتُبَ اللهُ تعالى للصَّائِمِ أَجْرَ صِيَامِ الدَّهْرِ، لذلكَ حَرَّضَنَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ على صِيَامِ هذهِ الأَيَّامِ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |