طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: يَحْرُمُ قَتْلُ المُؤمِنِ وغَيرِ المُؤمِنِ بِغَيرِ حَقٍّ، فالأَصْلُ في الدِّمَاءِ أَنَّهُ مَعْصُومَةٌ، وذلكَ لِقَولِهِ تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾. ولِقَولِهِ تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللهِ وَكَانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً﴾.
وقَتْلُ المُؤمِنِ بِغَيرِ حَقٍّ أَعظَمُ جُرْمَاً مِن قَتْلِ غَيرِهِ، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً﴾.
ثانياً: الأَصْلُ في الشَّرِيعَةِ أنَّ العُقُوبَةَ بِقَدْرِ الجَرِيمَةِ، قال تعالى: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ﴾. وقال تعالى: ﴿فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ﴾.
فلا تَجُوزُ الزِّيَادَةُ والإِسْرَافُ قَطْعَاً، لأنَّ الزِّيَادَةَ تُعتَبَرُ تَعَدِّيَاً مَنْهِيَّاً عَنهُ بِقَولِهِ تعالى: ﴿وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾.
ومن صُوَرِ الإِسْرَافِ في القَتْلِ، أن يُقتَلَ غَيرُ القَاتِلِ، أو أن يُمَثَّلَ بِهِ كَعَادَةِ الجَاهِلِيَّةِ، لأنَّهُم كَانُوا إذا قُتِلَ مِنهُم وَاحِدٌ قَتَلُوا بِهِ جَمَاعَةً، وإذا قُتِلَ مَن لَيسَ شَرِيفَاً لَم يَقتُلُوهُ، وقَتَلُوا بِهِ شَرِيفَاً من قَومِهِ.
ثالثاً: لا يُقِيمُ الحُدُودَ إلا الإِمَامُ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |