طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فالله تعالى يقول: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} [الإسراء: 23]. ويقول: {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً} [لقمان: 15]. ويقول صلى الله عليه وسلم: «الزم رجلها فثمَّ الجنة» رواه ابن ماجه والطبراني. وعن أبِي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أحقُّ الناس بحُسْنِ صحابتي؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «ثم أمك»، قال: ثم من؟ قال: «ثم أمك»، قال: ثم من؟ قال: «ثم أبوك» رواه البخاري ومسلم.
فحاول برَّها بداية مهما استطعت إلى ذلك سبيلاً، وتذكر قول الله تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: 15]. صاحبها بالمعروف، ومن استغنى بالله أغناه الله تعالى، وحاول يا أخي بعد ذلك أن توسِّط أحداً من أقاربك أن يتدخَّل من أجل توزيع التركة، بعد أن تحسِّن العلاقة بينك وبين أمك، وأن يكون الوسيط بينكم من أهل العلم والصلاح والعقل الراجح، وفي الغالب إن شاء الله يصلح الله بينكم ويأخذ كل واحد منكم حصته من التركة.
فإذا لم يفلح المصلحون في الإصلاح، وأنت مضطر ومحتاج إلى المال، وضاقت عليك الأسباب فلا حرج إن شاء الله تعالى أن تأخذ حصتك الإرثية عن طريق القضاء، ولكن أؤكد عليك أن تراجع الحسابات فيما بينك وبين نفسك لماذا تعاملك أمك بهذه الطريقة؟ ومن المعلوم أن شفقة الأم كبيرة وعظيمة. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |