طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَمَنْ يَصُومُ رَمَضَانَ وَلَا يُؤَدِّي الصَّلَاةَ يُنْظَرُ في حَالِ هَذَا الإِنْسَانِ، هَلْ لَا يُؤَدِّي الصَّلَاةَ إِنْكَارَاً لِوُجُوبِهَا وَجُحُودَاً؟ أَمْ تَهَاوُنَاً وَكَسَلَاً؟
فَإِنْ كَانَ تَارِكَاً للصَّلَاةِ إِنْكَارَاً أَو جُحُودَاً فَهُوَ كَافِرٌ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى، وَلَا يُقْبَلُ مِنْهُ عَمَلٌ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورَاً﴾. وَأَظُنُّ أَنَّهُ لَا يُوجَدُ مُسْلِمٌ يُنْكِرُ الصَّلَاةَ جُحُودَاً وَاسْتِخْفَافَاً بِهَا.
وَأَمَّا إِنْ كَانَ تَارِكَاً لَهَا كَسَلَاً مَعَ الإِقْرَارِ بِفَرْضِيَّتِهَا وَوُجُوبِهَا عَلَيْهِ، فَهَذَا إِنْ أَصَرَّ عَلَى تَرْكِهَا فَهُوَ فَاسِقٌ وَلَيْسَ بِكَافِرٍ، وَالوَاجِبُ نَصِيحَةُ الاثْنَيْنِ ـ تَارِكُهَا عَمْدَاً وَجُحُودَاً، وَتَارِكُهَا كَسَلَاً ـ لِأَنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ.
أَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِصِيَامِ المُقِرِّ بِفَرْضِيَّةِ الصَّلَاةِ، وَهُوَ تَارِكٌ لَهَا كَسَلَاً، فَصِيَامُهُ صَحِيحٌ وَيَسْقُطُ عَنْهُ فَرْضُ الصَّوْمِ، إِلَّا أَنَّهُ آثِمٌ بِتَرْكِ الصَّلَاةِ التي هِيَ عِمَادُ الدِّينِ، فَلَا تَلَازُمَ بَيْنَ الفَرِيضَتَيْنِ، يَصِحُّ مِنْهُ مَا أَدَّى، وَيَأْثَمُ بِمَا تَرَكَ وَفَرَّطَ، نَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَهُ الاسْتِقَامَةَ عَلَى شَرِيعَةِ اللهِ، حَتَّى نَلْقَاهُ وَهُوَ رَاضٍ عَنَّا. آمين آمين آمين. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |