20ـ أشراط الساعة: كثرة الشرط الذين يعذبون الناس

 

 أشراط الساعة

20ـ كثرة الشرط الذين يعذبون الناس

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أيُّها الإخوة الكرام: من عَلامَاتِ قِيَامِ السَّاعَةِ التي أَخبَرَ عَنهَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وظَهَرَتْ، ومَا زَالَتْ في استِمْرَارٍ وازدِيَادٍ، كَثْرَةُ الشُّرَطِ، الذينَ هُم أَعوَانُ الظَّلَمَةِ، وسُمُّوا بهذا الاسْمِ لأنَّهُم أَعلَمُوا أَنفُسَهُم بِعَلامَاتٍ يُعرَفُونَ بِهَا، يَحْمِلُونَ بِأَيدِيهِمُ الهَرَاوَاتِ يَضْرِبُونَ بِهَا أَبشَارَ النَّاسِ.

روى الإمام أحمد عن أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رِجَالٌ ـ أَوْ قَالَ: يَخْرُجُ رِجَالٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ ـ مَعَهُمْ أَسْيَاطٌ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ الْبَقَرِ، يَغْدُونَ فِي سَخَطِ اللهِ، وَيَرُوحُونَ فِي غَضَبِهِ».

 وروى الإمام مسلم عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يُوشِكُ إِنْ طَالَتْ بِكَ مُدَّةٌ أَنْ تَرَى قَوْماً فِي أَيْدِيهِمْ مِثْلُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ، يَغْدُونَ فِي غَضَبِ اللهِ، وَيَرُوحُونَ فِي سَخَطِ اللهِ».

وروى كذلكَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: مَرَّ هِشَامُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ عَلَى أُنَاسٍ مِن الْأَنْبَاطِ بِالشَّامِ، قَدْ أُقِيمُوا فِي الشَّمْسِ.

فَقَالَ: مَا شَأْنُهُمْ؟

قَالُوا: حُبِسُوا فِي الْجِزْيَةِ.

فَقَالَ هِشَامٌ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا».

ذَمُّ الظُّلْمِ وبَيَانُ خَطَرِهِ:

أيُّها الإخوة الكرام: لقد أَخبَرَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عن كَثْرَةِ الظُّلْمِ الذي سَيَكُونُ قَبلَ قِيَامِ السَّاعَةِ، وقد بَيَّنَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أنَّ الاعتِدَاءَ على النَّاسِ ظُلْمٌ، وأنَّ إِعَانَةَ الظَّلَمَةِ ظُلْمٌ، والظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَرضَى اللهُ سُبحَانَهُ وتعالى على فَاعِلِهِ، بَل بَيَّنَ لَنَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أنَّ هذا الظَّالِمَ يَغْدُو في سَخَطِ اللهِ تعالى، ويَرُوحُ في غَضَبِهِ ولَعنَتِهِ، وفي الآخِرَةِ هوَ من أَصْحَابِ النَّارِ إذا مَاتَ وهوَ مُصِرٌّ على الظُّلْمِ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَغْدُونَ فِي سَخَطِ اللهِ، وَيَرُوحُونَ فِي لَعْنَتِهِ» رواه الإمام مسلم عَن أَبِي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

أيُّها الإخوة الكرام: الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ، وبَلَغَ من شَأنِهِ وَضَرَرِهِ أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْتَعِيذُ باللهِ تعالى مِنهُ، ومَا كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِيَظْلِمَ، روى أبو داود عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها قَالَتْ: مَا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْتِي قَطُّ إِلَّا رَفَعَ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ».

الظَّالِمُ مَلعُونٌ:

أيُّها الإخوة الكرام: الظَّالِمُ مَلعُونٌ بِنَصِّ القُرآنِ العَظِيمِ، قال تعالى: ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾.

الظَّالِمُ لا يُحِبُّهُ اللهُ، ولا يَهْدِيهِ، ولا يَغْفِرُ لَهُ:

أيُّها الإخوة الكرام: الظَّالِمُ لا يُحِبُّهُ اللهُ، ولا يَهْدِيهِ، ولا يَغْفِرُ لَهُ، قال تعالى: ﴿واللهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾. و قال تعالى: ﴿واللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾. و قال تعالى: ﴿وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ﴾. وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً﴾.

الظَّالِمُ شُؤْمٌ على العِبَادِ والبِلادِ:

أيُّها الإخوة الكرام: الظَّالِمُ شُؤْمٌ وبَلاءٌ وشَقَاءٌ على العِبَادِ والبِلادِ، وسَبَبٌ للحَربِ والدَّمَارِ، وسَبَبٌ لِوُقُوعِ الزَّلازِلِ والعَذَابِ، قال تعالى: ﴿وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً﴾. وقال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾. وقال تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾.

«بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ»:

أيُّها الإخوة الكرام: من هذا المُنطَلَقِ حَثَّنَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ على المُبَادَرَةِ بالأَعمَالِ الصَّالِحَةِ قَبلَ أن يَكْثُرَ أَعوَانُ الظَّلَمَةِ، الذينَ يَظْلِمُونَ العِبَادَ، وقَبلَ أن يَكْثُرَ مَثِيلُهَا من الأَعمَالِ المَكْرُوهَةِ.

روى الإمام أحمد عَنْ عُلَيْمٍ قَالَ: كُنَّا جُلُوساً عَلَى سَطْحٍ مَعَنَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ يَزِيدُ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَبْساً الْغِفَارِيَّ ـ وَالنَّاسُ يَخُوضُونَ فِي الطَّاعُونِ.

فَقَالَ عَبَسٌ: يَا طَاعُونُ، خُذْنِي ـ ثَلَاثاً يَقُولُهَا ـ

فَقَالَ لَهُ عُلَيْمٌ: لِمَ تَقُولُ هَذَا؟ أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَتَمَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ، فَإِنَّهُ عِنْدَ انْقِطَاعِ عَمَلِهِ لَا يُرَدُّ فَيُسْتَعْتَبَ»؟

فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «بَادِرُوا بِالْمَوْتِ سِتَّاً، إِمْرَةَ السُّفَهَاءِ، وَكَثْرَةَ الشُّرَطِ ـ خَاصَّةُ السُّلطَانِ ـ وَبَيْعَ الْحُكْمِ، وَاسْتِخْفَافاً بِالدَّمِ، وَقَطِيعَةَ الرَّحِمِ، وَنَشْئَاً ـ يُقَالُ: نَشِيَ الرَّجُلُ من الشَّرَابِ، أي: سَكِرَ فَهُوَ نَشْوَانٌ ـ يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ يُقَدِّمُونَهُ يُغَنِّيهِمْ، وَإِنْ كَانَ أَقَلَّ مِنْهُمْ فِقْهاً».

أيُّها الإخوة الكرام: يَحُضُّنَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ على الاسْتِفَادَةِ من الزَّمَنِ الحَاضِرِ، وذلكَ بِكَثْرَةِ الأَعمَالِ الصَّالِحَةِ، لأنَّ الزَّمَنَ المَاضِيَ لا يُمكِنُ رَدُّهُ، والمُستَقبَلُ لا تَدْرِي هَل تُدْرِكُهُ أَم لا، وإذا أَدْرَكَتَهُ هَل تَستَطِيعُ فِيهِ العَمَلَ الصَّالِحَ أم سَتَعجَزُ عَنهُ بِعَارِضٍ من العَوَارِضِ التي أَشَارَ إِلَيهَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِقَولِهِ: «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعاً، هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْراً مُنْسِياً، أَوْ غِنىً مُطْغِياً، أَوْ مَرَضاً مُفْسِداً، أَوْ هَرَماً مُفَنِّداً، أَوْ مَوْتاً مُجْهِزاً، أَوْ الدَّجَّالَ، فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَو السَّاعَةَ، فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ» رواه الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

أيُّها الإخوة الكرام: لِنَسْتَدْرِكْ مَا فَاتَنَا بالتَّوبَةِ الصَّادِقَةِ النَّصُوحِ مِمَّا فَرَّطنَا فِيهِ، ولنَغْتَنِمِ الزَّمَنَ الحَاضِرَ بالإِكثَارِ من الأَعمَالِ الصَّالِحَةِ، لأنَّ اللهَ تعالى أَمَرَنَا بالمُسَابَقَةِ إلى الخَيرَاتِ والمُسَارَعَةِ إِلَيهَا، فَقَالَ سُبحَانَهُ وتعالى: ﴿سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا باللهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ واللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾. وقال تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ واللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾.

خاتِمَةٌ ـ نَسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّها الإخوة الكرام: لِيُفَكِّرْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا قَبلَ أن يَظْلِمَ أَحَدَاً فِي المَوقِفِ يَومَ القِيَامَةِ، حَيثُ يَرَى الجَزَاءُ على ظُلْمِهِ مُحْضَرَاً مُعَجَّلاً بِدَعْوَةِ مَظْلُومٍ جَلجَلَتْ في الآفَاقِ، واختَرَقَتِ السَّبْعَ الطِّبَاقَ، ورُفِعَتْ إلى رَبِّ الأَربَابِ، فَأَقسَمَ رَبُّ العِزَّةِ، بِعِزَّتِهِ وجَبَرُوتِهِ وجَلالِهِ لَيَنصُرَنَّ صَاحِبَهَا ولَو بَعدَ حِينٍ، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ، الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَالْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، يَرْفَعُهَا اللهُ فَوْقَ الْغَمَامِ، وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي، لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ».

لَا تَظْلِمَنَّ إذَا مَا كُنْت مُقْتَدِراً   ***   فَـالـظُّلْمُ آخِرُهُ يَأْتِيكَ بِالنَّدَمِ

نَامَتْ جُفُونُكَ وَالْمَظْلُومُ مُنْتَبِهٌ   ***   يَدْعُو عَلَيْكَ وَعَيْنُ اللهِ لَمْ تَنَمِ

دَعْوَةُ المَظْلُومِ تُصِيبُ الظَّالِمَ في نَفْسِهِ ومَالِهِ وعِيَالِهِ وأَهلِهِ، وصِحَّتِهِ وعَافِيَتِهِ، يُذْكَرُ أنَّ جَعفَرَ بنَ خَالِدَ بنَ يَحيَى البَرمَكِيِّ حُبِسَ يَومَاً هوَ وَوَلَدُهُ، فَقَالَ لَهُ وَلَدُهُ: يَا أَبَتِ، بَعْدَ الْعِزِّ صِرْنَا فِي الْقَيْدِ وَالْحَبْسِ؟

فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، دَعْوَةُ مَظْلُومٍ سَرَتْ بِلَيْلٍ، غَفَلْنَا عَنْهَا، وَلَمْ يَغْفُلِ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهَا.

رُبَّ قَوْمٍ قَد غَدَوْا في نِعْمَةٍ   ***   زَمَنَاً والدَّهْرُ رَيَّانٌ غَدَقْ

سَكَتَ الدَّهْرُ زَمَانَاً عَـنْهُمُ   ***   ثُمَّ أَبْكَاهُمْ دَمَاً حِينَ نَطَقْ

اللَّهُمَّ لا تَجْعَلنَا من الظَّالِمِينَ، واكْفِنَا شَرَّهُم يَا رَبَّ العَالَمِينَ. آمين.

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الـْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

 

الأربعاء: 13/جمادى الأولى/1436هـ، الموافق: 4/آذار/ 2015م