53ـ كلمات في مناسبات: سعة رحمة الله تعالى

 

 53ـ كلمات في مناسبات: سعة رحمة الله تعالى

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أيُّها الإخوة الكرام: اِعْلَمُوا أَنَّ رَحْمَةَ اللهِ تعالى عَمَّتِ الكَائِنَاتِ، وأَنَّ أَعْظَمَ صِفَاتِ المَوْلَى تَبَارَكَ وتعالى هِيَ الرَّحْمَةُ، فَهُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ، والمَلائِكَةُ الكِرَامُ حِينَ يَتَوَسَّلُونَ إلى اللهِ تعالى يُثْنُونَ عَلَيْهِ بالرَّحْمَةِ، فَيَقُولُونَ: ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمَاً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ﴾.

فَرَحْمَتُهُ تَبَارَكَ وتعالى لا تَتَنَاهَى، وقد خَلَقَ الرَّحْمَةَ مِئَةَ جُزْءٍ، وجَعَلَ جُزْءَاً وَاحِدَاً في الدُّنْيَا، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الشيخان عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «جَعَلَ اللهُ الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ، وَأَنْزَلَ فِي الْأَرْضِ جُزْءَاً وَاحِدَاً، فَمِنْ ذَلِكَ الْجُزْءِ تَتَرَاحَمُ الْخَلَائِقُ، حَتَّى تَرْفَعَ الدَّابَّةُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ».

وروى الإمام مسلم عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ خَلَقَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِائَةَ رَحْمَةٍ، كُلُّ رَحْمَةٍ طِبَاقَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَجَعَلَ مِنْهَا فِي الْأَرْضِ رَحْمَةً، فَبِهَا تَعْطِفُ الْوَالِدَةُ عَلَى وَلَدِهَا، وَالْوَحْشُ وَالطَّيْرُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَكْمَلَهَا بِهَذِهِ الرَّحْمَةِ».

أيُّها الإخوة الكرام: اللهُ تعالى رَحِيمٌ بِخَلْقِهِ، وقَد بَيَّنَ ذلكَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بالحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الشيخان عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِن السَّبْيِ قَدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِي إِذَا وَجَدَتْ صَبِيَّاً فِي السَّبْيِ، أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ.

فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَتُرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟».

قُلْنَا: لَا، وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ.

فَقَالَ: «للهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا».

من مَظَاهِرِ رَحْمَةِ اللهِ تعالى، أَنَّهُ يَبْسُطُ يَدَهُ باللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ:

أيُّها الإخوة الكرام: من مَظَاهِرِ رَحْمَةِ اللهِ تعالى بِخَلْقِهِ، أَنَّهُ يَبْسُطُ يَدَهُ باللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وكذلكَ يَبْسُطُ يَدَهُ بالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا».

بَلْ يَفْرَحُ رَبُّنَا عزَّ وجلَّ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ إذا تَابَ، وهذا من مَظَاهِرِ رَحْمَتِهِ، روى الإمام مسلم عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «للهُ أَشَدُّ فَرَحَاً بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ، فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَأَيِسَ مِنْهَا، فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ؛ أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ».

من مَظَاهِرِ رَحْمَةِ اللهِ تعالى، أَنَّهُ يَغْفِرُ لِمَنْ اجْتَمَعَ في بَيْتٍ من بُيُوتِهِ:

أيُّها الإخوة الكرام: من مَظَاهِرِ رَحْمَةِ اللهِ تعالى بِخَلْقِهِ، أَنَّهُ يَرْحَمُ عِبَادَهُ الذينَ يَجْتَمِعُونَ في بَيْتٍ من بُيُوتِهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، ويَتَدَارَسُونَهُ فِيمَا بَيْنَهُم، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ».

من مَظَاهِرِ رَحْمَةِ اللهِ تعالى، أَنَّهُ يُؤَمِّنُ مَن خَافَهُ في الدُّنْيَا:

أيُّها الإخوة الكرام: من مَظَاهِرِ رَحْمَةِ اللهِ تعالى بِخَلْقِهِ، أَنَّهُ يَرْحَمُ العَبْدَ الذي كَانَ يَخَافُهُ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا، ويُؤَمِّنُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ.

روى الإمام البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ رَجُلَاً فِيمَنْ كَانَ سَلَفَ أَوْ قَبْلَكُمْ «آتَاهُ اللهُ مَالَاً وَوَلَدَاً ـ يَعْنِي: أَعْطَاهُ ـ فَلَمَّا حُضِرَ قَالَ لِبَنِيهِ: أَيَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟

قَالُوا: خَيْرَ أَبٍ.

قَالَ: فَإِنَّهُ لَمْ يَبْتَئِرْ عِنْدَ اللهِ خَيْرَاً ـ فَسَّرَهَا قَتَادَةُ: لَمْ يَدَّخِرْ ـ وَإِنْ يَقْدَمْ عَلَى اللهِ يُعَذِّبْهُ، فَانْظُرُوا فَإِذَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي حَتَّى إِذَا صِرْتُ فَحْمَاً فَاسْحَقُونِي ـ  أَوْ قَالَ: فَاسْهَكُونِي ـ ثُمَّ إِذَا كَانَ رِيحٌ عَاصِفٌ فَأَذْرُونِي فِيهَا، فَأَخَذَ مَوَاثِيقَهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَرَبِّي.

فَفَعَلُوا؛ فَقَالَ اللهُ: كُنْ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ؛ ثُمَّ قَالَ: أَيْ عَبْدِي، مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ؟

قَالَ: مَخَافَتُكَ أَوْ فَرَقٌ مِنْكَ، فَمَا تَلَافَاهُ أَنْ رَحِمَهُ اللهُ».

من مَظَاهِرِ رَحْمَةِ اللهِ تعالى، أَنَّهُ يُبَدِّلُ سَيِّئَاتِ التَّائِبِينَ حَسَنَاتٍ:

أيُّها الإخوة الكرام: من مَظَاهِرِ رَحْمَةِ اللهِ تعالى، أَنَّ العَبْدَ المُذْنِبَ إذا تَابَ إلى اللهِ تعالى، وصَدَقَ في تَوْبَتِهِ، وحَقَّقَ شُرُوطَ التَّوْبَةِ كَامِلَةً، بَدَّلَ اللهُ سَيِّئَاتِهِ حَسَنَاتٍ، قَالَ تعالى في صِفَاتِ عِبَادِ الرَّحْمَنِ: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهَاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامَاً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانَاً * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلَاً صَالِحَاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورَاً رَحِيمَاً﴾.

روى الإمام أحمد عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ شَيْخٌ كَبِيرٌ، يَدَّعِمُ عَلَى عَصَاً لَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي غَدَرَاتٍ وَفَجَرَاتٍ، فَهَلْ يُغْفَرُ لِي؟

قَالَ: «أَلَسْتَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؟».

قَالَ: بَلَى، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ.

قَالَ: «قَدْ غُفِرَ لَكَ غَدَرَاتُكَ وَفَجَرَاتُكَ».

وفي رِوَايَةٍ، جَاءَ شَيْخٌ كَبِيرٌ هَرِمٌ قَدْ سَقَطَتْ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، رَجُلٌ غَدَرَ وَفَجَرَ، لَمْ يَدَعْ حَاجَةً وَلا دَاجَةً إِلا اقْتَطَعَهَا بِيَمِينِهِ، لَوْ قُسِّمَتْ خَطِيئَتُهُ بَيْنَ أَهْلِ الأَرْضِ لأَوْبَقَتْهُمْ، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: أَسْلَمْتَ؟

فَقَالَ: أَمَا أَنا، فَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: فَإِنَّ اللهَ غَافِرٌ لَكَ مَا كُنْتَ كَذَلِكَ، وَمُبِدِّلٌ سَيِّئَاتِكَ حَسَنَاتٍ.

قَالَ يَا رَسُولَ اللهِ: وَغُدْرَاتِي وَفَجْرَاتِي؟

قَالَ: «وَغُدَرَاتَكَ وَفَجْرَاتَكَ».

قَالَ: فَوَلَّى الرَّجُلُ يُكَبِّرُ وَيُهَلِّلُ.

أيُّها الإخوة الكرام: مَا أَعْظَمَ فَضْلِ اللهِ تعالى؟ هَلْ نُقْبِلُ على اللهِ تعالى بِصِدْقِ التَّوْبَةِ، ونَحْنُ نَسْمَعُ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعَاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾.

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّها الإخوة الكرام: المَحْرُومُ مَن حُرِمَ رَحْمَةَ اللهِ تعالى، المَحْرُومُ مَن أَصَرَّ وعَانَدَ واسْتَكْبَرَ، المَحْرُومُ مَن أَعْرَضَ عن اللهِ تعالى حَتَّى وَقَعَ في سَكَرَاتِ المَوْتِ، المَحْرُومُ مَن حُرِمَ الدُّعَاءَ.

وفي الخِتَامِ، كَانَ من دُعَاءِ سَيِّدِنَا عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: اللَّهُمَّ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَهْلَاً أَنْ أَبْلُغَ رَحْمَتَكَ، فَإِنَّ رَحْمَتَكَ أَهْلٌ أَنْ تَبْلُغَنِي، رَحْمَتُكَ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ وَأَنَا شَيْءٌ، فَلْتَسَعْنِي رَحْمَتُكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ خَلَقْتَ قَوْمَاً فَأَطَاعُوكَ فِيمَا أَمَرْتَهُم، وَعَمِلُوا في الذي خَلَقْتَهُم لَهُ، فَرَحْمَتُكَ إِيَّاهُم كَانَت قَبْلَ طَاعَتِهِم لَكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. آمين.

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الأربعاء: 28/رمضان /1436هـ، الموافق: 15/تموز/ 2015م