139- نحو أسرة مسلمة: يا صاحب السيرة الحسنة، والأدب الرفيع

نحو أسرة مسلمة

139ـ يا صاحب السيرة الحسنة، والأدب الرفيع

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِنَّ العِلْمَ بِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَبِسُنَّةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ لَهُ ثَمَرَةٌ في قَلْبِ المُتَعَلِّمِ، وَذَلِكَ بِتَنْوِيرِ قَلْبِهِ، وَحُسْنِ تَعَامُلِهِ مَعَ النَّاسِ وَمَعَ أَهْلِهِ خَاصَّةً، وَمَعَ رَبِّ العِبَادِ أَوَّلَاً.

أَمَّا عِلْمٌ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَسُوءُ تَعَامُلٍ مَعَ النَّاسِ وَمَعَ أَهْلِهِ خَاصَّةً، فَهَذَا العِلْمُ حُجَّةٌ على المُتَعَلِّمِ يَوْمَ القِيَامَةِ، روى الترمذي عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ، عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ».

يَا صَاحِبَ السِّيرَةِ الحَسَنَةِ، وَالأَدَبِ الرَّفِيعِ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: عِنْدَمَا قَالَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجَاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾. عَلَّمَنَا مِنْ خِلَالِهَا أُصُولَ العَلَاقَاتِ الزَّوْجِيَّةِ التي تَقُومُ على المَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ، كَمَا بَيَّنَ سُبْحَانَهُ وتعالى الحَكِيْمُ العَلِيمُ  بِمَا يَصْلُحُ للنُّفُوسِ وَمَا يَنْفَعُهَا، أَنَّهُ جَعَلَ الزَّوَاجَ سَكَنَاً وَأَمْنَاً وَاسْتِقْرَارَاً وَاطْمِئْنَانَاً؛ وَأَيُّ شَيْءٍ أَبْلَغُ مِنْ قَوْلِهِ تعالى: ﴿لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾؟

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: الذي نَرَاهُ اليَوْمَ في حَيَاةِ بَعْضِ المُتَزَوِّجِينَ هُوَ عَكْسُ مَفْهُومِ الآيَةِ، وَحُدُوثُ مَا يُخَالِفُهَا؛ فَبَدَلَاً مِنْ أَنْ تَرَى المَوَدَّةَ وَالسَّكَنَ وَالرَّحْمَةَ في حَيَاتِهِمُ الزَّوْجِيَّةِ، تَجِدُ النَّكَدَ وَالـحَسْرَةَ وَحَيَاةَ الشَّقَاءِ وَالضَّنْكِ، فَلِمَاذَا يَحْدُثُ هَذَا، وَاللهُ تعالى يَقُولُ: ﴿لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾؟

أَلَيْسَ السَّكَنُ يُؤْوِي الإِنْسَانَ وَيَسْتُرُهُ؟ أَلَيْسَ هُوَ مَلَاذُهُ بَعْدَ تَعَبِهِ؟ أَلَيْسَ هُوَ مُسْتَقَرُّهُ بَعْدَ مَشَقَّتِهِ وَسَفَرِهِ؟ لِمَاذَا نَرَى هَذَا الشَّقَاءَ وَالتَّعَبَ في كَثِيرٍ مِنَ الزِّيجَاتِ؟ لِمَاذَا فَقَدْنَا المَوَدَّةَ وَالرَّحْمَةَ فِيمَا بَيْنَنَا؟

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِنَّهُ لَمِنَ العَجِيبِ أَنْ تَرَى كَثِيرَاً مِنَ المَشَاكِلِ الزَّوْجِيَّةِ تَصْدُرُ مِنْ رِجَالٍ تَعْرِفُهُمْ بِحُسْنِ السِّيرَةِ وَالسُّلُوكِ، تَعْرِفُهُمْ بِالتَّوَاضُعِ وَلِينِ الجَانِبِ، تَعْرِفُهُمْ بِأَدَبِهِمُ الرَّفِيعِ في المُعَامَلَةِ وَالأَخْلَاقِ مَعَ النَّاسِ خَارِجَ مَنَازِلِهِمْ، لَكِنْ إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمْ بَيْتَهُ انْقَلَبَ رَأْسَاً على عَقِبٍ، يَأْمُرُ وَيَنْهَى، يَرْعُدُ وَيُزَمْجِرُ، وَكَأَنَّ لِسَانَ حَالِهِ يَقُولُ: مَا أُرِيكُمْ إلا مَا أَرَى.

يَا صَاحِبَ السِّيرَةِ الحَسَنَةِ، وَالأَدَبِ الرَّفِيعِ: أَلَيْسَ أَهْلُكَ وَزَوْجُكَ هُمْ أَحَقُّ بِحُسْنِ مُعَامَلَتِكَ وَرِعَايَتِكَ؟ لِمَاذَا نَسِيتَ أَو تَنَاسَيْتَ قَوْلَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي»؟ رواه الترمذي عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا.

يَا صَاحِبَ السِّيرَةِ الحَسَنَةِ، وَالأَدَبِ الرَّفِيعِ: تَذَكَّرْ يَوْمَ عَقْدِ الزَّوَاجِ قَبْلَ دُخُولِكَ بِزَوْجِكَ، أَنَّكَ اسْتَحْلَلْتَ فَرْجَهَا بِمَا في كِتَابِ اللهِ تعالى مِنَ القِيَامِ بِجَمِيعِ الحُقُوقِ الزَّوْجِيَّةِ، وَمِنَ التَّرْبِيَةِ، وَالنُّصْحِ، وَالنَّفَقَةِ، وَالسُّكْنَى، وَالمُعَامَلَةِ الطَّيِّبَةِ، وَالإِمْسَاكِ بِالمَعْرُوفِ، بِذَاكَ العَقْدِ وَالمِيثَاقِ دَخَلْتَ على زَوْجَتِكَ، مَشْهُودٌ عَلَيْكَ مِنْ قِبَلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثمَّ عَاقِدِهِ وَشُهُودِهِ مِنَ المُؤْمِنِينَ.

لِمَاذَا ظُلْمُ المُسْتَضْعَفِينَ؟

يَا صَاحِبَ السِّيرَةِ الحَسَنَةِ، وَالأَدَبِ الرَّفِيعِ، وَالتَّوَاضُعِ الجَمِّ، وَلِينِ الجَانِبِ، لِمَاذَا تَشْكُو زَوْجَتُكَ مِنْكَ؟ لِمَاذَا تَبْكِي زَوْجَتُكَ مِنْ قَلْبٍ مَحْرُوقٍ وَتَشْكُو أَمْرَكَ إلى اللهِ تعالى؟ لِمَاذَا تُضَيِّقُ على زَوْجَتِكَ حَتَّى تَطْلُبَ في نِهَايَةِ المَطَافِ الطَّلَاقَ مَعَ إِبْرَاءِ ذِمَّتِكَ مِنَ الحُقُوقِ المَالِيَّةِ لِتُخَاصِمَكَ يَوْمَ القِيَامَةِ بِالحُقُوقِ المَعْنَوِيَّةِ؟

يَا صَاحِبَ السِّيرَةِ الحَسَنَةِ، وَالأَدَبِ الرَّفِيعِ، وَالتَّوَاضُعِ الجَمِّ، وَلِينِ الجَانِبِ، لِمَاذَا ظُلْمُ المُسْتَضْعَفِينَ؟ لِمَاذَا ظُلْمُ مَنْ هِيَ كَالأَسِيرَةِ بَيْنَ يَدَيْكَ؟ هَلْ نَسِيتَ قَوْلَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرَاً، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ»؟ رواه الترمذي عَنْ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

يَا صَاحِبَ السِّيرَةِ الحَسَنَةِ، وَالأَدَبِ الرَّفِيعِ، وَالتَّوَاضُعِ الجَمِّ، وَلِينِ الجَانِبِ، ثَمَرَةُ العِلْمِ الذي اكْتَسَبْتَهُ يَجِبُ أَنْ تَظْهَرَ في حَيَاتِكَ الزَّوْجِيَّةِ، لِأَنَّ زَوْجَتَكَ رَضِيَتْ بِكَ على أَسَاسٍ مِنَ الدِّينِ وَالخُلُقِ.

أَلَيْسَ مِنَ الخَطَأِ بِمَكَانٍ:

يَا صَاحِبَ السِّيرَةِ الحَسَنَةِ، وَالأَدَبِ الرَّفِيعِ، وَالتَّوَاضُعِ الجَمِّ، وَلِينِ الجَانِبِ، أَلَيْسَ مِنَ الخَطَأِ بِمَكَانٍ أَنْ يَكُونَ سَهَرُكَ في اللَّيْلِ خَارِجَ البَيْتِ، وَلَا تَأْوِي إِلَيْهِ إلا عِنْدَ الحَاجَةِ، أَو عِنْدَ النَّوْمِ؟ ثمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تُرِيدُ مِنْ زَوْجَتِكَ أَنْ تَكُونَ بَارَّةً بِكَ، أَيْنَ بِرُّكَ أَنْتَ بِهَا؟

يَا صَاحِبَ السِّيرَةِ الحَسَنَةِ، وَالأَدَبِ الرَّفِيعِ، وَالتَّوَاضُعِ الجَمِّ، وَلِينِ الجَانِبِ، أَلَيْسَ مِنَ الخَطَأِ بِمَكَانٍ أَنْ يَكُونَ سَهَرُكَ مَعَ أَصْدِقَائِكَ وَأَقَارِبِكَ بِسَهَرٍ مُخْتَلَطٍ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، وَأَنْتُمْ تَلْعَبُونَ وَرَقَ الشَّدَّةِ، أَو بِالطَّاوِلَةِ، أَو بِأَيِّ وَسِيلَةٍ مِنْ وَسَائِلِ اللَّهْوِ؟ ثمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تُرِيدُ مِنْ زَوْجَتِكَ أَنْ تَكُونَ بَارَّةً بِكَ، أَيْنَ بِرُّكَ أَنْتَ بِهَا؟

يَا صَاحِبَ السِّيرَةِ الحَسَنَةِ، وَالأَدَبِ الرَّفِيعِ، وَالتَّوَاضُعِ الجَمِّ، وَلِينِ الجَانِبِ، أَلَيْسَ مِنَ الخَطَأِ بِمَكَانٍ أَنْ تَدْخُلَ على الحَمْوِ، النِّسَاءِ اللَّوَاتِي يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَتَزَوَّجَ مِنْهُنَّ لَوْ لَمْ يَكُنَّ مُتَزَوِّجَاتٍ، وَهَذَا يُؤَثِّرُ على قَلْبِكَ وَرُبَّمَا يُوَلِّدُ عِنْدَكَ الحُبَّ لِمَا حَرَّمَ اللهُ تعالى عَلَيْكَ؟ ثمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تُرِيدُ مِنْ زَوْجَتِكَ أَنْ تَكُونَ بَارَّةً بِكَ، أَيْنَ بِرُّكَ أَنْتَ بِهَا؟

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِنَّ مِنَ الظُّلْمِ العَظِيمِ أَنْ يَظْلِمَ الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ التي هِيَ عَانِيَةٌ عِنْدَهُ وَأَسِيرَةٌ وَضَعِيفَةٌ، وَمُحْتَاجَةٌ إِلَيْهِ في النَّفَقَةِ وَالرِّعَايَةِ، وَخَاصَّةً مِمَّنْ ظَاهِرُهُ التَّقْوَى وَالصَّلَاحُ، وَمَشْهُورٌ بَيْنَ النَّاسِ بِالسِيرَةِ الحَسَنَةِ، وَالأَدَبِ الرَّفِيعِ.

إِنَّ مِنَ الظُّلْمِ العَظِيمِ للزَّوْجَةِ أَنْ يُهَدِّدَهَا الزَّوْجُ بِالزَّوَاجِ عَلَيْهَا، مَعَ إِقْرَارِهِ بِأَنَّهَا صَاحِبَةُ خُلُقٍ حَسَنٍ مَعَهُ، وَمِنَ الظُّلْمِ العَظِيمِ للزَّوْجَةِ أَنْ يُغِيظَهَا بِعَلَاقَاتِهِ مَعَ النِّسَاءِ اللَّوَاتِي يَدْخُلُ عَلَيْهِنَّ على أَسَاسِ أَنَّهُنَّ مِنَ الحَمْوِ، وَمِنَ الظُّلْمِ العَظِيمِ للزَّوْجَةِ أَنْ يُقَارِنَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ بَعْضِ النِّسَاءِ مِنْ أَقَارِبِهِ أَو أَقَارِبِهَا أَو مِمَّنْ يَسْمَعُ بِهِنَّ، مِنَ الظُّلْمِ العَظِيمِ للزَّوْجَةِ أَنْ تَرَى على جَوَّالِهِ صُوَرَاً وَرَسَائِلَ مِنَ النِّسَاءِ الأَجْنَبِيَّاتِ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ في الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ في السَّمَاءِ، ارْحَمُوا المَرْأَةَ التي تَرَكَتْ أَبَاهَا وَأُمَّهَا وَأَخَاهَا وَأُخْتَهَا وَأَقَارِبَهَا في سَبِيلِ إِسْعَادِ زَوْجِهَا.

مَا أَقْبَحَ الظُّلْمَ وَمَا أَشْنَعَهُ، وَخَاصَّةً مِمَّنْ ظَاهِرُهُ التَّقْوَى وَالصَّلَاحُ؟! عَلَيْنَا أَنْ لَا نَنْسَ قَوْلَ اللهِ تعالى في الحَدِيثِ القُدْسِيِّ: «يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمَاً، فَلَا تَظَالَمُوا» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

أَظْهِرُوا آثَارَ العِلْمِ مِنْ خِلَالِ العَمَلِ، وَأَنَا لَا أَشُكُّ بِأَنَّ الكَثِيرَ مِنَ النِّسَاءِ مُـقَصِّرَاتٌ في حَقِّ أَزْوَاجِهِنَّ، وَلَكِنْ تَذَكَّرُوا قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْـمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئَاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرَاً كَثِيرَاً﴾.

تَذَكَّرُوا بِأَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ نَعْصِيَ اللهَ تعالى فِيمَنْ عَصَى اللهَ تعالى فِينَا، تَذَكَّرُوا قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾. تَذَكَّرُوا بِأَنَّكُمْ سَتُسْأَلُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ عَنِ الوَاجِبَاتِ التي عَلَيْكُمْ، وَأَنَّ نِسَاءَكُمْ سَوْفَ يُسْأَلُونَ.

أَرْجُو اللهَ تعالى أَنْ لَا نَنْدَرِجَ تَحْتَ قَوْلِ الله تعالى: ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْـمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾. وَأَرْجُو اللهَ تعالى أَنْ نَنْدَرِجَ تَحْتَ قَوْلِهِ تعالى: ﴿أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْـمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾. فَاصْبِرْ أَيُّهَا الزَّوْجُ، وَاصْبِرِي أَيَّتُهَا الزَّوْجَةُ، فَالمَرْجِعُ إلى اللهِ تعالى ﴿إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾.

اللَّهُمَّ حَسِّنْ أَخْلَاقَنَا ظَاهِرَاً وَبَاطِنَاً، وَاجْعَلْ سَرَائِرَنَا خَيْرَاً مِنْ عَلَانِيَتِنَا. آمين.

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الأحد: 11/ ذو القعدة /1437هـ، الموافق: 14/ آب / 2016م