19ـ نحو أسرة مسلمة: علموا أولادكم وجوب اتِّباع رسول الله صلى الله عليه وسلم (2)

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

خلاصة الدرس السابق:

عرفنا في الدرس الماضي بأنه علينا أن نُعَلِّم أبناءنا وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، لقول الله عز وجل حكاية على لسان النبي صلى الله عليه وسلم {فَاتَّبِعُونِي}. لأنه صلى الله عليه وسلم معصومٌ ومتبِعٌ لما يوحى إليه، ومتبعٌ لجميع الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام.

وكذلك عرفنا ثمرة اتباعه صلى الله عليه وسلم:

أولاً: لا نَضِلُّ ولا نَشْقَى، ولا نخافُ ولا نحزنُ.

ثانياً: تنالنا رحمة الله عز وجل، ونكون من المفلحين والمهديين.

ثالثاً: نكون على بصيرة من أمرنا.

رابعاً: نكون منه صلى الله عليه وسلم، لأنه سُئِلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن آل محمد؟ فقال : (كُلُّ تقي) وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ}. رواه الطبراني.

خامساً: حملة العرش يستغفرون لنا.

سادساً: تجعلنا من أهل آية المحبة.

اتِّباعنا لأَتْبَاعه صلى الله عليه وسلم

واليوم نقف مع أتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذين اتبعوه حق الاتباع بشهادة الله عز وجل، حيث قال تعالى فيهم: {الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيم}. وقال فيهم جل جلاله: {فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيم }.

شهادة الله تعالى للصحابة رضي الله عنهم بفوزهم

1. قال الله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}.

2. وقال عز وجل: في حق المهاجرين: {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُون}. فهم صادقون بشهادة الله عز وجل، وأين مكان الصادق يوم القيامة؟ قال تعالى في مكان الصادق: {قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم}.

3. وقال تعالى في حق الأنصار: {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون}. فهم مفلحون بشهادة الله عز وجل، وأين مكان المفلح يوم القيامة؟ قال تعالى في مكان المفلح: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُون}. ثم قال: {أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُون * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُون}.

4. وقال سبحانه فيهم جميعاً: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم}.

5. وقال جلَّ جلاله: {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اله الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ الله الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا}.

6. وقال تقدَّست أسماؤه فيهم: {لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ الله الْحُسْنَى وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير}

أما شهادة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكانتهم:

يقول صلى الله عليه وسلم: (لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ) رواه البخاري.

ويقول صلى الله عليه وسلم: (النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتْ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ، وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ) رواه مسلم.

ويقول صلى الله عليه وسلم: (اللهَ اللهَ فِي أَصْحَابِي، اللهَ اللهَ فِي أَصْحَابِي، لا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِي، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ، وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى الله، وَمَنْ آذَى الله يُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ) رواه الترمذي.

ويقول صلى الله عليه وسلم: (أكرموا أصحابي فإنهم خياركم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يظهر الكذب، حتى يحلف الإنسان على اليمين لا يسألها، ويشهد على الشهادة لا يسألها، فمن سره بحبوحة الجنة فعليه بالجماعة، فإن الشيطان مع الفذ، وهو من الاثنين أبعد، ولا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهم، ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن) رواه عبد الرزاق والطبراني.

ويقول صلى الله عليه وسلم: (لاَ تَمَسُّ النَّارُ مُسْلِمًا رَآنِي أَوْ رَأَى مَنْ رَآنِي) رواه الترمذي.

إن اتبعناهم فلنا ما لهم من الأجر

وأما نحن أيها الإخوة الكرام إن اتبعناهم فلنا ما لهم من حيث الأجر، لا من حيث المقام والرفعة، وذلك لشرف صحبتهم لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلاً عن اتباعهم رضي الله عنهم له صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم}.

صور من صور اتباعهم رضي الله عنهم

أيها الإخوة الكرام: تعالوا لنقف مع بعض صور اتْباعهم رضي الله عنهم لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد عرفنا في الدرس الماضي أن الحامل على الاتباع هو الحب، لأنه الوقود الذي يجعلك لا ترى ولا تسمع إلا من محبوبك رضي من رضي وسخط من سخط.

والحـياة مـريرةٌ وليتك ترضى والأنامُ غضابُ

وليت الذي بيني وبينك عامرٌ وبيني وبـين الـعالمين خـرابُ

إذا صحَّ منك الوُدُ فالكلُ هيِّن وكل الذي فوقَ الترابِ ترابُ

سيدنا أبو أيوب الأنصاري

هذا واحدٌ من محبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، تجلَّت صورة محبته يوم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وكل واحد يجر الناقة لعنده ويقول: يَا رَسُولَ الله هَلُمَّ إلَيْنَا إلَى الْعَدَدِ وَالْعُدّةِ وَالْمَنَعَةِ ويَقُولَُ صلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّم: خَلّوا سَبِيلَهَا ، فَإِنّهَا مَأْمُورَةٌ. حتّى إذَا أَتَتْ دَارَ بَنِي مَالِكِ بْنِ النّجّارِ، بَرَكَتْ عَلَى بَابِ مَسْجِدِهِ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مِرْبَدٌ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ مِنْ بَنِي النّجّارِ ثُمّ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النّجّارِ وَهُمَا فِي حِجْرِ مُعَاذِ ابْنِ عَفْرَاءَ، سَهْلٍ وَسُهَيْلٍ ابْنَيْ عَمْرٍو. فَلَمّا بَرَكَتْ وَرَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَيْهَا لَمْ يَنْزِلْ وَثَبَتَ فَسَارَتْ غَيْرَ بَعِيدٍ وَرَسُولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَاضِعٌ لَهَا زِمَامَهَا لا يُثْنِيهَا بِهِ، ثُمّ الْتَفَتَتْ إلَى خَلْفِهَا فَرَجَعَتْ إلَى مَبْرَكِهَا أَوّلَ مَرّةٍ فَبَرَكَتْ فِيهِ، ثُمّ تَحَلْحَلَتْ وَرَزَمَتْ وَوَضَعَتْ جِرَانَهَا، فَنَزَلَ عَنْهَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّمَ، فَاحْتَمَلَ أَبُو أَيّوبَ الأنصاري رضي الله عنه رَحْلَهُ فَوَضَعَهُ فِي بَيْتِهِ وَنَزَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّمَ.

وقد قيل إن جبار بن صخر من بني سلمة كان من صالح المؤمنين جعل ينخسها منافسة لبني النجار، أن ينزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده، فكان لأبي أيوب وعيد على ذلك، ونزل عليه السلام دار أبي أيوب.

هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه كان يرفع إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الطعام فإذا جيء به إليه، سأل عن موضع أصابعه، فيتتبع موضع أصابعه، فصنع له طعاماً فيه ثوم، فلما رُدَّ إليه سأل عن موضع أصابع النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل له: لم يأكل، ففزع وصعد إليه، فقال: أَحَرامٌ هو؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا، ولكني أكرهُه)، قال: فإني أكرَهُ ما تكرَهُ. رواه مسلم.

سيدنا عمر رضي الله عنه

وهذا سيدنا عمر رضي الله عنه قال للركن (الحجر الأسود): أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ وَلَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَلَمَكَ مَا اسْتَلَمْتُكَ، فَاسْتَلَمَهُ، ثُمَّ قَالَ: فَمَا لَنَا وَلِلرَّمَلِ؟ إِنَّمَا كُنَّا رَاءَيْنَا بِهِ الْمُشْرِكِينَ، وَقَدْ أَهْلَكَهُمْ اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ: شَيْءٌ صَنَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلا نُحِبُّ أَنْ نَتْرُكَهُ. رواه البخاري.

سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما

عنْ الزُّبَيْرِ بْنِ عَرَبِيٍّ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا عَنْ اسْتِلامِ الْحَجَرِ فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ، قَالَ: قُلْتُ أَرَأَيْتَ إِنْ زُحِمْتُ، أَرَأَيْتَ إِنْ غُلِبْتُ، قَالَ: اجْعَلْ أَرَأَيْتَ بِالْيَمَنِ، رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ. رواه البخاري.

وعن أمية بن عبد الله بن خالد رحمه الله تعالى أنه قال لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ إِنَّا نَجِدُ صَلاةَ الْحَضَرِ وَصَلاةَ الْخَوْفِ فِي الْقُرْآنِ، وَلا نَجِدُ صَلَاةَ السَّفَرِ فِي الْقُرْآنِ؟ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: يَا بْنَ أَخِي إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ إِلَيْنَا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا نَعْلَمُ شَيْئًا، وَإِنَّمَا نَفْعَلُ كَمَا رَأَيْنَا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ. رواه النسائي وأحمد.

بصورة عامة عن الصحابة رضي الله عنهم

عنْ أَبِى سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ : بَيْنَمَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّى بِأَصْحَابِهِ إِذْ خَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عَنْ يَسَارِهِ، فَخَلَعُوا نِعَالَهُمْ، فَلَمَّا قَضَى صَلاَتَهُ قَالَ: (مَا حَمَلَكُمْ عَلَى إِلْقَائِكُمْ نِعَالَكُمْ)؟ قَالُوا : رَأَيْنَاكَ خَلَعْتَ فَخَلَعْنَا. قَالَ: (إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِى أَوْ آتٍ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا أَذًى أَوْ قَذَراً، فَإِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيُقَلِّبْ نَعْلَيْهِ، فَإِنْ رَأَى فِيهِمَا أَذًى فَلْيُمِطْ وَلْيُصَلِّ فِيهِمَا) رواه أبو داود.

خاتمة ونسأل الله حسن الختام

هكذا يجب علينا أن نكون، وهكذا يجب علينا أن نربي أبناءنا، وكذلك يجب علينا أن نقف مع أنفسنا ونتساءل هل نحن من أهل الطاعة، أم من أهل المحبة؟

نسأل الله تعالى أن يكرمنا بمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يجعل حبَّه إلى قلوبنا أحبَّ إلينا من آبائنا وأمهاتنا وأبنائنا، ومن الماء البارد على الظمأ. آمين.

** ** **