1- المحبة محبتان

كلمات شهر ربيع الأول 1444

1ـ المحبة محبتان

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أَمَّا بَعْدُ، فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مَعَ بِدَايَةِ شَهْر رَبِيعٍ الأَوَّلِ، أُهَنِّئُ نَفْسِي وَإِيَّاكُمْ بِنِعْمَةِ الإِيمَانِ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَبِأَنْ جَعَلَنَا اللهُ تعالى حَظَّهُ مِنْ سَائِرِ الأُمَمِ، كَمَا جَعَلَهُ تَبَارَكَ وتعالى حَظَّنَا مِنْ سَائِرِ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، وَأَقُولُ لَكُمْ: كُلَّ رَبِيعٍ وَأَنْتُمْ بِخَيْرٍ؛ وَلَنْ نَكُونَ بِخَيْرٍ إِلَّا إِذَا أَحْبَبْنَاهُ، وَصَدَقْنَا في حُبِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَاتَّبَعْنَاهُ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا، وَكُلَّمَا زَادَ الحُبُّ زَادَ الاتِّبَاعُ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مَحَبَّةُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَرْضٌ عَلَيْنَا، وَكَيْفَ لَا تَكُونُ فَرْضًا عَلَيْنَا، وَقَدْ قَالَ لَنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَالمَحَبَّةُ عَلَى نَوْعَيْنِ، مَحَبَّةِ عَاطِفَةٍ، وَمَحَبَّةِ اتِّبَاعٍ، فَمَحَبَّةُ العَاطِفَةِ تَكُونُ لِجَمَالِ خُلُقٍ أَو لِجَمَالِ خَلْقٍ، أَو لِجَلْبِ نَفْعٍ، أَو لِدَفْعِ ضُرٍّ.

وَمَحَبَّةُ الاتِّبَاعِ وَاضِحَةٌ كُلَّ الوُضُوحِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.

وَالمَحَبَّةُ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ مَحَبَّةً قَلْبِيَّةً عَاطِفِيَّةً، وَأَنْ تَكُونَ مَحَبَّةُ اتِّبَاعٍ، لِأَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَجْمَلُ العَالَمِينَ خَلْقًا وَخُلُقًا، وَلِأَنَّهُ جَلَبَ لَنَا كُلَّ خَيْرٍ فِيهِ صَلَاحُ دِينِنَا وَدُنْيَانَا وَآخِرَتِنَا، وَدَفَعَ عَنَّا كُلَّ ضُرٍّ فِيهِ فَسَادُ دِينِنَا وَدُنْيَانَا وَآخِرَتِنَا، وَمَنْ صَدَقَ في هَذَا الحُبِّ كَانَ مُضَحِّيًا في سَبِيلِ مَحْبُوبِهِ بِكُلِّ غَالٍ وَرَخِيصٍ.

هَذَا مَا يُمْلِيهِ عَلَيْهِ إِيمَانُنَا بِاللهِ تعالى، وَإِيمَانُنَا بِرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ تَجَسَّدَ هَذَا وَاضِحًا بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.

**    **    **

تاريخ الكلمة:

الأربعاء: 2/ربيع الأول /1444هـ، الموافق: 28/ أيلول / 2022م