يوم عاشوراء يوم السبت

10613 - يوم عاشوراء يوم السبت

29-08-2020 1017 مشاهدة
 السؤال :
هَلْ يَجُوزُ صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَطْ، إِذَا وَافَقَ يَوْمَ السَّبْتِ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 10613
 2020-08-29

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولًا: صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ مَسْنُونٌ، لِأَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُومُ عَاشُورَاءَ، روى الإمام أحمد  عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُومُ عَاشُورَاءَ.

وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثانيًا: يُسْتَحَبُّ صِيَامُ يَوْمٍ قَبْلَهُ، لِمَا جَاءَ في صَحِيحِ الإِمَامِ مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ».

قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

وَكَذَلِكَ يُسْتَحَبُّ صِيَامُ يَوْمٍ بَعْدَهُ، لِمَا روى البيهقي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا وَبَعْدَهُ يَوْمًا» وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ.

ثالثًا: ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ مِنَ الحَنَفِيَّةِ وَالمَالِكِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَالحَنَابِلَةِ إلى كَرَاهَةِ إِفْرَادِ يَوْمِ السَّبْتِ بِالصَّوْمِ خُصُوصًا، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ إِلَّا فِيمَا افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلَّا لِحَاءَ عِنَبَةٍ أَوْ عُودَ شَجَرَةٍ فَلْيَمْضُغْهُ» رواه الترمذي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ، عَنْ أُخْتِهِ.

وَتَنْتَفِي هَذِهِ الكَرَاهَةُ  بِصِيَامِ يَوْمٍ قَبْلَهُ أَو بَعْدَهُ.

رابعًا: ذَكَرَ الفُقَهَاءُ أَنَّ الصَّوْمَ المَنْدُوبَ إِلَيْهِ شَرْعًا لَا يُتْرَكُ لِمُوَافَقَتِهِ يَوْمًا يُكْرَهُ أَنْ يُفْرَدَ بِالصِّيَامِ، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلَا يَوْمَيْنِ إِلَّا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا، فَلْيَصُمْهُ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

فَدَلَّ الحَدِيثُ الشَّرِيفُ عَلَى أَنَّ مَنِ اعْتَادَ صِيَامًا ثَابِتًا ثُمَّ وَافَقَ ذَلِكَ اليَوْمُ يَوْمًا يُكْرَهُ فِيهِ الصِّيَامُ مُنْفَرِدًا، فَإِنَّهُ يَصُومُهُ وَلَا حَرَجَ عَلَيْهِ في ذَلِكَ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ مُنْفَرِدًا جَائِزٌ شَرْعًا، وَلَو صَادَفَ يَوْمَ السَّبْتِ، لِأَنَّ الحَدِيثَ الذي جَاءَ فِيهِ النَّهْيُ عَنْ إِفْرَادِ يَوْمِ السَّبْتِ فِيهِ اخْتِلَافٌ كَبِيرٌ بَيْنَ أَهْلِ الحَدِيثِ.

فَإِذَا صَادَفَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمَ السَّبْتِ وَصَامَهُ الإِنْسَانُ وَحْدَهُ فَلَيْسَ في ذَلِكَ بَأْسٌ، لِأَنَّهُ إِنَّمَا صَامَهُ لِأَنَّهُ يَوْمُ عَاشُورَاءَ، لَا لِأَنَّهُ يَوْمُ السَّبْتِ، كَمَا لَو صَادَفَ يَوْمُ السَّبْتِ يَوْمَ عَرَفَةَ، فَإِنَّهُ يَصُومُهُ.

لَكِنْ يَنْبَغِي أَنْ يَصُومَ يَوْمًا قَبْلَ عَاشُورَاءَ وَيَوْمًا بَعْدَهُ، لِأَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَوْصَى بِذَلِكَ.

كَذَلِكَ الحُكْمُ لِمَنْ صَادَفَ عَادَتَهُ، كَالذي يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَصَادَفَ يَوْمَ جُمُعَةٍ وَصَوْمُهُ يَوْمَ السَّبْتِ وَفِطْرُهُ يَوْمَ الأَحَدِ.

وَفي الخِتَامِ: مَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لِوَحْدِهِ فَصِيَامُهُ صَحِيحٌ، وَلَو صَادَفَ يَوْمَ السَّبْتِ، لِأَنَّ الصَّائِمَ يَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهُوَ سُنَّةٌ، وَلَمْ يَكُنْ قَصْدُهُ صِيَامَ يَوْمِ السَّبْتِ. هذا، والله تعالى أعلم.

1017 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  صوم التطوع

 السؤال :
 2018-10-06
 7675
يستحب للمرأة أن تستأذن زوجها في صيام النافلة، فهل كذلك يستحب أن يستأذن الزوج زوجته إذا أراد صيام النافلة؟
رقم الفتوى : 9202
 السؤال :
 2018-08-02
 3908
هل من السنة المؤكدة صيام عشر ذي الحجة؟
رقم الفتوى : 9066
 السؤال :
 2018-02-11
 3157
هل صحيح بأن سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كان يصوم يوم السبت والأحد، مخالفة للمشركين، لأنهما عيدان للمشركين؟
رقم الفتوى : 8685
 السؤال :
 2017-08-30
 556
ما هو الدليل على صيام الأيام التسعة من شهر ذي الحجة؟
رقم الفتوى : 8300
 السؤال :
 2017-04-23
 3060
الكثير من الناس يصومون شهر رجب وشعبان، فهل هذا الصيام مشروع؟
رقم الفتوى : 7988
 السؤال :
 2016-09-03
 3765
هل ثبت أن سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كان يصوم عشر ذي الحجة؟
رقم الفتوى : 7546

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5629
المقالات 3193
المكتبة الصوتية 4861
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 418280612
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :