الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولًا: أُذَكِّرُ كُلَّ امْرَأَةٍ يَخْطُرُ في بَالِهَا تَقَصِّي أَخْبَارِ أَدَوَاتِ التَّجْمِيلِ بِقَوْلِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ» رواه الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
كَمَا أُوصِي كُلَّ رَجُلٍ بِغَضِّ البَصَرِ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ تعالى، لِأَنَّ إِطْلَاقَ البَصَرِ قَدْ يُؤَدِّي إلى حَيَاةِ الشَّقَاءِ في الأُسْرَةِ، لِأَنَّ المَرْأَةَ لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَكُونَ مُقَلِّدَةً لِجَمِيعِ النِّسَاءِ المُتَبَرِّجَاتِ.
ثانيًا: الوَشْمُ مُحَرَّمٌ بِنَصِّ الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ.
قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ يَعْقُوبَ وَكَانَتْ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَأَتَتْهُ فَقَالَتْ: مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ لَعَنْتَ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ، لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ.
فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: وَمَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟ وَهُوَ فِي كِتَابِ اللهِ.
فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ لَوْحَيِ الْمُصْحَفِ فَمَا وَجَدْتُهُ.
فَقَالَ: لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾.
فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: فَإِنِّي أَرَى شَيْئًا مِنْ هَذَا عَلَى امْرَأَتِكَ الْآنَ.
قَالَ: اذْهَبِي فَانْظُرِي.
قَالَ: فَدَخَلَتْ عَلَى امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ فَلَمْ تَرَ شَيْئًا، فَجَاءَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا.
فَقَالَ: أَمَا لَوْ كَانَ ذَلِكَ لَمْ نُجَامِعْهَا.
ثالثًا: أَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِتَجْمِيلِ الحَاجِبَيْنِ بِهَذِهِ التِّقَنِيَّةِ الجَدِيدَةِ المُسَمَّاةِ بـ (المايكروبليدنج) تَصِحُّ بِالشُّرُوطِ التَّالِيَةِ:
1ـ أَنْ لَا يَكُونَ فِيهَا نَمْصٌ للحَاجِبَيْنِ.
2ـ أَن لَا يَكُونَ وَشْمًا، وَذَلِكَ بِحَشْوِ المَادَّةِ تَحْتَ الجِلْدِ.
3ـ أَنْ تَكُونَ المَادَّةُ طَاهِرَةً لَا نَجِسَةً، وَلَا تَنْفُذُ إلى أَعْمَاقِ البَشَرَةِ.
4ـ أَنْ تَكُونَ عَلَى الطَّبَقَةِ الخَارِجِيَّةِ للجِلْدِ.
5ـ أَنْ تَقُومَ بِهَذَا الفِعْلِ امْرَأَةٌ لَا رَجُلٌ، لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنَ الأُمُورِ الضَّرُورِيَّةِ التي تُبِيحُ المَحْظُورَاتِ.
6ـ أَنْ لَا يَضُرَّ بِالمَرْأَةِ وَلَو بَعْدَ حِينٍ.
7ـ أَنْ تَسْتُرَ المَرْأَةُ وَجْهَهَا إِذَا كَانَتْ تَعْتَقِدُ أَنَّ الوَجْهَ لَيْسَ بِعَوْرَةٍ، وَتَخْرُجُ للشَّارِعِ وَهِيَ كَاشِفَةٌ لِوَجْهِهَا، لِأَنَّ هَذَا مِنَ الزِّينَةِ التي يَجِبُ سَتْرُهَا.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَأَنْصَحُ المَرْأَةَ أَنْ تُحَافِظَ عَلَى نَضَارَةِ وَجْهِهَا بِالوُضُوءِ، وَأَنْ تَقْتَصِرَ عَلَى الزِّينَةِ التي تَزُولُ مُبَاشَرَةً بِغَسْلِ الوَجْهِ، وَخَاصَّةً أَنَّهُ تَوَفَّرَتْ أَقْلَامٌ تُزَيِّنُ الحَوَاجِبَ.
وَإِنْ أَبَتْ إِلَّا بِاتِّبَاعِ كُلِّ جَدِيدٍ في الزِّينَةِ فَلَا حَرَجَ في ذَلِكَ إِذَا تَحَقَّقَتِ الشُّرُوطُ التي ذُكِرَتْ. هذا، والله تعالى أعلم.