الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
لَا مَانِعَ شَرْعًا مِنْ تَصْوِيرِ المَرْأَةِ لِمَعْرِفَةِ الحَمْلِ، وَهَذَا لَا يُعْتَبَرُ مِنْ عِلْمِ الغَيْبِ الذي اخْتَصَّ بِهِ رَبُّنَا U، حَيْثُ قَالَ: ﴿وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ﴾ [لقمان: 34]. لِأَنَّ عِلْمَ مَا في الأَرْحَامِ لَيْسَ مَقْصُورًا عَلَى مَعْرِفَةِ هَذَا الحَمْلِ ذَكَرًا أَمْ أُنْثَى، فَاللهُ تعالى يَعْلَمُ مَا في الأَرْحَامِ مُنْذُ أَنْ كَانَ نُطْفَةً، وَيَعْلَمُ هَلْ هُوَ شَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؟ وَيَعْلَمُ بِدَايَةَ هَذَا الحَمْلِ وَنِهَايَتَهُ، وَيَعْلَمُ مَتَى يَنْتَهِي أَجَلُ هَذَا العَبْدِ، وَهَكَذَا.
وَيَجِبُ أَنْ نَعْلَمَ بِأَنَّ هَذَا التَّصْوِيرَ جَائِزٌ شَرْعًا بِشَرْطِ أَنْ لَا يَكُونَ فِيهِ كَشْفُ عَوْرَةٍ، لِأَنَّ الكَشْفَ عَنِ العَوْرَةِ لَا يَجُوزُ إِلَّا عِنْدَ الضَّرُورَةِ، وَمَعْرِفَةُ الحَمْلِ ذَكَرًا هُوَ أَمْ أُنْثَى لَا يُعَدُّ مِنَ الضَّرُورَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |