الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَدْ روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْفِطْرَةُ خَمْسٌ ـ أَوْ خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ ـ الْخِتَانُ، وَالاسْتِحْدَادُ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ». (الاسْتِحْدَادُ: كِنَايَةٌ عَنْ حَلْقِ العَانَةِ)
وَالمُرَادُ بِالتَّقْلِيمِ إِزَالَةُ مَا زِيدَ عَلَى مَا يُلَامِسُ رَأْسَ الأُصْبُعِ، وَأَمَّا تَوْقِيتُ تَقْلِيمِ الأَظْفَارِ فَهُوَ مَعتَبَرٌ بِطُولِهَا، فَمَتَى طَالَتْ قَلَّمَهَا، وَيَخْتَلِفُ ذَلِكَ بِاخْتِلَافِ الأَشْخَاصِ وَالأَحْوَالِ، وَيُسْتَحَبُّ تَقْلِيمُ الأَظْفَارِ كُلَّ يَوْمِ جُمُعَةٍ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَلَا يَجُوزُ تَرْكُ ظُفْرِ الخِنْصِرِ بِدُونِ تَقْلِيمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ يَوْمَاً، وَبَعْضُ الفُقَهَاءِ قَالَ: يَحْرُمُ.
وَأَمَّا ادِّعَاءُ إِطَالَتِهِ مِنْ أَجْلِ تَنْظِيفِ الأُذُنِ فَلَيْسَ صَحِيحَاً، وَليْسَ مُبَرِّرَاً لِارْتِكَابِ الكَرَاهَةِ أَو الحَرَامِ، لِأَنَّ تَنْظِيفَ الأُذُنِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ بِوَسِيلَةٍ أُخْرَى. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |