الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولًا: عَلَى هَذَا الرَّجُلِ أَنْ يَعْلَمَ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾.
وَقَوْلَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ» رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَقَوْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا زَنَى الْعَبْدُ خَرَجَ مِنْهُ الْإِيمَانُ، وَكَانَ كَالظُّلَّةِ، فَإِذَا انْقَلَعَ مِنْهَا رَجَعَ إِلَيْهِ الْإِيمَانُ» رواه الحاكم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
ثانيًا: لِقُبْحِ هَذِهِ الجَرِيمَةِ، رَتَّبَ اللهُ تعالى عَلَى فَاعِلِهَا عُقُوبَةَ الرَّجْمِ إِذَا كَانَ مُحْصَنًا، وَالجَلْدِ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُحْصَنًا، قَالَ تعالى: ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
وروى الإمام مسلم عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «خُذُوا عَنِّي، خُذُوا عَنِّي، قَدْ جَعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلًا، الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ وَنَفْيُ سَنَةٍ، وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ، وَالرَّجْمُ».
ثالثًا: مِنْ حَقِّ المَرْأَةِ في مِثْلِ هَذَا الحَالِ أَنْ تَطْلُبَ الطَّلَاقَ مِنْ زَوْجِهَا، وَتَسْتَحِقُّ المَهْرَ كَامِلًا، مَعَ نَفَقَةِ العِدَّةِ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
مَا أَتَى بِهِ الرَّجُلُ كَبِيرَةٌ مِنَ الكَبَائِرِ، وَعَلَيْهِ بِالتَّوْبَةِ الصَّادِقَةِ وَكَثْرَةِ الاسْتِغْفَارِ بِصِدْقٍ، وَعَدَمِ الإِصْرَارِ عَلَى ذَلِكَ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا﴾.
وَمِنْ حَقِّ المَرْأَةِ أَنْ تَطْلُبَ الطَّلَاقَ، وَبِكَوْنِ الرَّجُلِ طَلَّقَ زَوْجَتَهُ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَدْفَعَ لَهَا كَامِلَ حُقُوقِهَا. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |