الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.
وروى ابن ماجه عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ قَدِ افْتَرَضَ عَلَيْكُمُ الجُمُعَةَ فِي مَقَامِي هَذَا، فِي يَوْمِي هَذَا، فِي شَهْرِي هَذَا، مِنْ عَامِي هَذَا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، فَمَنْ تَرَكَهَا فِي حَيَاتِي أَوْ بَعْدِي، وَلَهُ إِمَامٌ عَادِلٌ أَوْ جَائِرٌ، اسْتِخْفَافَاً بِهَا، أَوْ جُحُودَاً لَهَا، فَلَا جَمَعَ اللهُ لَهُ شَمْلَهُ، وَلَا بَارَكَ لَهُ فِي أَمْرِهِ، أَلَا وَلَا صَلَاةَ لَهُ، وَلَا زَكَاةَ لَهُ، وَلَا حَجَّ لَهُ، وَلَا صَوْمَ لَهُ، وَلَا بِرَّ لَهُ، حَتَّى يَتُوبَ، فَمَنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ».
وروى الحاكم عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةً: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ».
فَصَلَاةُ الجُمُعَةِ مِنَ الفَرَائِضِ المَعْلُومَةِ مِنَ الدِّينِ بِالضَّرُورَةِ، وَهَذَا بِاتِّفَاقِ الفُقَهَاءِ.
وَكَذَلِكَ ذَكَرَ الفُقَهَاءُ إِذَا لَمْ تُؤَدَّ صَلَاةُ الجُمُعَةِ لِسَبَبٍ (مَا) فَيُصَلَّى عِوَضًا مِنها صَلَاةُ الظُّهْرِ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
في ظِلِّ هَذِهِ الظُّرُوفِ القَاسِيَةِ تُصَلَّى صَلَاةُ الظُّهْرِ جَمَاعَةً في البُيُوتِ بَعْدَ دُخُولِ وَقْتِ الجُمُعَةِ عِوَضًا مِن صَلَاةِ الجُمُعَةِ، وَلْيَكُنِ المُؤْمِنُ حَرِيصًا عَلَى صَلَاةِ الجَمَاعَةِ في بَيْتِهِ مَعَ أَهْلِهِ، سَائِلِينَ المَوْلَى عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُعَجِّلَ بِالفَرَجِ، وَكَشْفِ الغُمَّةِ عَنِ البَشَرِيَّةِ جَمْعَاءَ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |