الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَدْ روى أبو داود عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الرُّقَى، وَالتَّمَائِمَ، وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ».
وَكَانَ النَّاسُ في أَيَّامِ الجَاهِلِيَّةِ يُعَلِّقُونَ بَعْضَ الأَشْيَاءِ في رِقَابِهِمْ، أَو في رِقَابِ البَعِيرِ قِلَادَةً، أَو خَرَزًا، أَو العَيْنَ الزَّرْقَاءَ وَبَعْضَ الأُمُورِ، مِمَّا يَعْتَقِدُونَ أَنَّهَا تَجْلِبُ نَفْعًا وَخَيْرًا، وَتَدْفَعُ عَنْهُمْ شَرًّا أَو ضَرًّا، فَنَهَى سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، وَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ الضَّارَّ وَالنَّافِعَ إِنَّمَا هُوَ اللهُ تعالى.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَإِنَّ تَعْلِيقَ الحِذَاءِ الصَّغِيرِ، أَو الحَبَّةِ الزَّرْقَاءِ، أَو العَيْنِ الزَّرْقَاءِ، أَو حَدْوَةِ الفَرَسِ، أَو الخَرَزِ، أَو الخُيُوطِ، لَا يَجُوزُ إِذَا كَانَ مُعَلِّقُهَا يَعْتَقِدُ أَنَّهَا تَجْلِبُ نَفْعًا، أَو تَدْفَعُ ضَرًّا، أَو تَحْمِي مِنْ عَيْنِ الحَاسِدِ، وَيُعْتَبَرُ هَذَا مِنَ الشِّرْكِ الخَفِيِّ المُحَرَّمِ شَرْعًا.
أَمَّا إِذَا كَانَ تَعْلِيقُهَا للزِّينَةِ فَلَا حَرَجَ فِيهَا، وَالأَوْلَى عَدَمُ تَعْلِيقِهَا حَتَّى لَا يُظَنَّ بِصَاحِبِهَا ظَنُّ سُوءٍ، لِأَنَّ الكَثِيرَ مِنَ النَّاسِ إِنَّمَا يُعَلِّقُونَهَا ظَنًّا مِنْهُمْ أَنَّهَا تَدْفَعُ العَيْنَ، وَتَحْمِي مِنَ الحَسَدِ، وَحَتَّى لَا يَكُونَ قُدْوَةً لِغَيْرِهِ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |