الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَدْ قَالُوا: مَنْ كَانَ كَذُوبًا فَلْيَكُنْ ذَكُورًا، تَقُولُ: أُقِيمُ في دَوْلَةٍ كَافِرَةٍ وَهِيَ عَدُوَّةٌ لَنَا، كَيْفَ دَخَلْتَ تِلْكَ الدَّوْلَةَ، أَمَا دَخَلْتَهَا بِإِذْنٍ مِنْهَا؟ أَمَا تَمَسْكَنْتَ حَتَّى دَخَلْتَ؟ هَذَا أولًا.
ثانيًا: الإِنْسَانُ المُؤْمِنُ لَا يَتَّصِفُ بِصِفَاتِ المُنَافِقِينَ الذينَ حَدَّثَ عَنْهُمْ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ " رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وفي رواية الإمام مسلم: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ، وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ».
ثالثًا: الحَرَامُ حَرَامٌ، وَلَا يَكُونُ حَلَالًا، لَقَدْ حَذَّرَنَا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَكْلِ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالبَاطِلِ، قَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ﴾.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَلَا تَحِلُّ لَكَ السَّرِقَةُ مِنَ الدَّوْلَةِ التي دَخَلْتَهَا، وَلَو كَانَتْ دَوْلَةً كَافِرَةً عَدُوَّةً لَكَ، مَا دُمْتَ أَنَّكَ دَخَلْتَهَا بإِذْنِهَا وَمُوَافَقَتِهَا، وَرُبَّمَا هِيَ التي تُعْطِيكَ المَعُونَاتِ بِكَوْنِكَ لَاجِئًا عِنْدَهَا.
هَلْ تَذْكُرُ حَدِيثَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنْ ائْتَمَنَكَ، وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ» رواه الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَقَوْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ» رواه الإمام أحمد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
أَعْطِ الصُّورَةَ الحَسَنَةَ عَنْ دِينِكَ، فَأَنْتَ مَحْسُوبٌ عَلَى الإِسْلَامِ وَالمُسْلِمِينَ، أَكْلُ أَمْوَالِ النَّاسِ بِغَيْرِ حَقٍّ ظُلْمٌ، وَلَو كَانُوا كَافِرِينَ، فَالحَقُّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |