الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فمن أين فهمت من هذا الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بقتل الناس الذين يخرجون في آخر الزمان؟
النبي صلى الله عليه وسلم أمر الصدِّيق والفاروق بقتل هذا الرجل وأمثاله الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بتلك الصفات، وكان هذا الرجل وأمثاله من المنافقين الذين ما دخل الإيمان إلى قلوبهم، كما جاء في الأحاديث الشريفة، وكانوا ممن يطعنون في رسول الله صلى الله عليه وسلم، من مثل قولهم: (اعدل يا رسول الله)، (اتق الله يا محمد)، (اعدل يا محمد)، (يا محمد والله لئن كان الله أمرك أن تعدل ما أراك تعدل)، (قال: يا محمد قد رأيتُ الذي صنعت، قال: وكيف رأيت؟ قال: لم أرك تعدل). هؤلاء الذين نزل فيهم قول الله عز وجل: {وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ}.
وفي البدء كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن قتلهم تأليفاً لقلوبهم، وبعد ذلك أذن النبي صلى الله عليه وسلم في قتلهم لزوال علة المنع.
وإذا أردت التوسّع في هذا الموضوع فارجع إلى كتاب فتح الباري لابن حجر (ج19/ص389) كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم، باب من ترك قتال الخوارج للتألّف، تجد بغيتك إن شاء الله تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |