اتصلت امرأة بمديرها

12878 - اتصلت امرأة بمديرها

29-12-2023 3219 مشاهدة
 السؤال :
اتَّصَلَتِ امْرَأَةٌ بِمُدِيرِهَا تُبَارِكُ لَهُ بِمَوْلُودٍ جَاءَهُ، فَرَدَّ عَلَيْهَا وَأَخْبَرَهَا أَنَّهُ يُحِبُّهَا مُنْذُ أَنْ عَرَفَهَا، وَطَلَبَ مِنْهَا أَنْ يَزُورَهَا في زِيَارَةً خَاصَّةً، فَمَاذَا تَفْعَلُ، وَهِيَ امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ وَمُحَافِظَةٌ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 12878
 2023-12-29

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَاتِّصَالُ هَذِهِ المَرْأَةِ بِمُدِيرِهَا لِتُبَارِكَ لَهُ بِمَوْلُودِهِ خَطَأٌ كَبِيرٌ، وَهِيَ التي فَتَحَتْ عَلَى نَفْسِهَا بَابَ الفِتْنَةِ، لِأَنَّ هَذَا الاتِّصَالَ لَيْسَ سُنَّةً وَلَا مُسْتَحَبًّا مَا دَامَ أَنَّهُ رَجُلٌ أَجْنَبِيٌّ عَنْهَا.

وَبِهَذَا الاتِّصَالِ فَتَحَتْ عَلَى نَفْسِهَا بَابًا مِنْ أَبْوَابِ إِبْلِيسَ الذي كَانَ وَمَا يَزَالُ حَرِيصًا عَلَى انْتِشَارِ الفَاحِشَةِ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، رَوَى السُّيُوطِيُّ في الدُّرِّ المَنْثُورِ، أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا في مَكَايِدِ الشَّيْطَانِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَقِيَ إِبْلِيسُ مُوسَى فَقَالَ: يَا مُوسَى؛ أَنْتَ الذي اصْطَفَاكَ اللهُ بِرِسَالَاتِهِ وَكَلَّمَكَ تَكْلِيمًا إِذْ تُبْتَ؟ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَتُوبَ، فَاشْفَعْ لِي إلى رَبِّي أَنْ يَتُوبَ عَلَيَّ.

قَالَ مُوسَى: نَعَمْ؛ فَدَعَا مُوسَى رَبَّهُ فَقِيلَ: يَا مُوسَى، قَد قُضِيَتْ حَاجَتُكَ.

فَلَقِيَ مُوسَى إِبْلِيسَ فَقَالَ: قَد أُمِرْتَ أَنْ تَسْجُدَ لِقَبْرِ آدَمَ وَيُتَابَ عَلَيْكَ.

فَاسْتَكْبَرَ وَغَضِبَ، وَقَالَ: لَمْ أَسْجُدْ لَهُ حَيًّا أَأَسْجُدُ لَهُ مَيْتًا؟

ثمَّ قَالَ إِبْلِيسُ: يَا مُوسَى، إِنَّ لَكَ عَلَيَّ حَقًّا بِمَا شَفَعْتَ لِي إِلَى رَبِّكَ؛ فَاذْكُرْنِي عِنْدَ ثَلَاثٍ لَا أُهْلِكُكَ فِيهِنَّ ؛ اذْكُرْنِي حِينَ تَغْضَبُ، فَإِنِّي أَجْرِي مِنْكَ مَجْرَى الدَّمِ، وَاذْكُرْنِي حِينَ تَلْقَى الزَّحْفَ، فَإِنِّي آتِي ابْنَ آدَمَ حِينَ يَلْقَى الزَّحْفَ، فَأُذَكِّرُهُ وَلَدَهُ وَزَوْجَتَهُ حَتَّى يُوَلِّيَ، إِيَّاكَ أَنْ تُجَالِسَ امْرَأَةً لَيْسَتْ بِمَحْرَمٍ، فَإِنِّي رَسُولُهَا إِلَيْكَ، وَرَسُولُكَ إِلَيْهَا. وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ.

وَهَذَا الاتِّصَالُ بِسَبَبِ عَمَلِ المَرْأَةِ بَيْنَ الرِّجَالِ، وَالفِتْنَةُ في ذَلِكَ فِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ، رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ».

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَعَلَى هَذِهِ المَرْأَةِ أَنْ تَتُوبَ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَنْ تَنْدَمَ عَلَى فِعْلِهَا هَذَا، وَأَنْ تَعْزِمَ عَلَى أَنْ لَا تَعُودَ إلى ذَلِكَ، وَأَنْ تَقْطَعَ صِلَتَهَا مَعَ هَذَا الرَّجُلِ المَاكِرِ الخَبِيثِ صَاحِبِ القَلْبِ المَرِيضِ، وَأَنْ تَكُونَ عَلَى حَذَرٍ مِنَ الحَدِيثِ مَعَهُ، سَوَاءٌ عَنْ طَرِيقِ الهَاتِفِ، أَو أَجْهِزَةِ التَّوَاصُلِ، فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونَ الحَدِيثُ مُوَاجَهَةً.

كَمَا يَجِبُ عَلَيْهَا أَنْ تَسْتُرَ نَفْسَهَا، وَلَا تُخْبِرَ أَبَاهَا وَلَا زَوْجَهَا وَلَا أَحَدًا مِنَ النَّاسِ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اجْتَنِبُوا هَذِهِ الْقَاذُورَةَ الَّتِي نَهَى اللهُ عَنْهَا، فَمَنْ أَلَمَّ فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللهِ وَلْيُتُبْ إِلَى اللهِ، فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِ لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ» رَوَاهُ الحَاكِمُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

وَإِذَا صَدَقَتْ في تَوْبَتِهَا إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ جَاءَتْهَا بِشَارَةُ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَسْتُرُ اللهُ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا، إِلَّا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

اللَّهُمَّ يَا مَنْ سَتَرْتَنَا فِيمَا مَضَى أَدِمْ عَلَيْنَا هَذَا السِّتْرَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

3219 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2025-03-03
 45
مَا حُكْمُ ذِكْرِ العَبْدِ لَفْظَ الجَلَالَةِ فَقَطْ، أَنْ يَقُولَ: اللهُ، بالمَدِّ، وَهَلْ يُشْتَرَطُ لِهَذَا الذِّكْرِ مِنْ إِذْنٍ شَيْخٍ مُرَبِّ؟
رقم الفتوى : 13497
 السؤال :
 2025-02-22
 10
بَعْضُ النَّاسِ يَجْرِي عَلَى لِسَانِهِ كَلِمَةُ: لَا حَوْلَ للهِ، فَهَلْ يَتَرَتَّبُ عَلَى قَائِلِهَا شَيْءٌ؟
رقم الفتوى : 13478
 السؤال :
 2025-02-18
 16
مَا نَصِيحَتُكُمْ في هَذِهِ الأَيَّامِ الَّتِي كَثُرَ فِيهَا الجَدَلُ حَوْلَ الاحْتِفَالِ بِالمَوَالِدِ، وَزِيَارَةِ القُبُورِ، وَالآيَاتِ المُتَشَابِهَاتِ، وَالتَّوَسُّلِ، وَمَا شَاكَلَ ذَلِكَ؟
رقم الفتوى : 13468
 السؤال :
 2025-02-11
 31
مَا حُكْمُ الأَبِ الَّذِي يَتَعَنَّتُ في تَزْوِيجِ بَنَاتِهِ، مَعَ أَنَّهُ يَتَقَدَّمُ لَهُنَّ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ التَّقْوَى وَالصَّلَاحِ وَالكَفَاءَةِ؟
رقم الفتوى : 13452
 السؤال :
 2025-02-11
 25
لِي صَدِيقٌ عَلَاقَتِي مَعَهُ جَيِّدَةٌ، غَيْرَ أَنِّي لَا أُحِبُّهُ، وَأَجِدُ في قَلْبِي حِقْدًا عَلَيْهِ وَلَا أَرْتَاحُ لَهُ، وَلَكِنْ أَقُومُ بِحُقُوقِ الأُخُوَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ مَعَهُ، فَهَلْ عَلَيَّ إِثْمٌ في عَدَمِ رَاحَتِي لَهُ؟
رقم الفتوى : 13451
 السؤال :
 2025-02-11
 61
أَشْعُرُ في هَذِهِ الأَيَّامِ بِقَلَقٍ شَدِيدٍ، وَلَا أَدْرِي مَا السَّبَبُ، فَمَا عِلَاجُ هَذَا القَلَقِ؟
رقم الفتوى : 13450

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5658
المقالات 3204
المكتبة الصوتية 4879
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 421522010
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :