الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ﴾.
وَرَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَنْ إِخْصَاءِ الْخَيْلِ وَالْبَهَائِمِ.
وقَالَ ابْنُ عُمَرَ: فِيهَا نَمَاءُ الْخَلْقِ. هَذَا أَوَّلًا.
ثَانِيًا: تَرْبِيَةُ القِطَطِ في البُيُوتِ أَمْرٌ جَائِزٌ شَرْعًا وَمُبَاحٌ، وَلَيْسَ سُنَّةً وَلَا مُسْتَحَبًّا، شَرِيطَةَ الرِّعَايَةِ وَالإِطْعَامِ وَعَدَمِ التَّعْذِيبِ للقِطَطِ، رَوَى الشَّيْخَانِ عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ سَجَنَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ، لَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَسَقَتْهَا، إِذْ حَبَسَتْهَا، وَلَا هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ».
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَلَا يَجُوزُ تَعْقِيمُ القِطَطِ لَا بِالإِخْصَاءِ وَلَا بِاسْتِئْصَالِ الرَّحِمِ، فَإِذَا كَانَ لَهَا ضَرَرٌ عَلَى الإِنْسَانِ بِوُجُودِهَا فَعَلَيْهِ أَنْ لَا يُبْقِيَهَا عِنْدَهُ.
أَمَّا تَعْقِيمُهَا فَهُوَ نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ الإِيذَاءِ لَهَا، وَسَبَبٌ مِنْ أَسْبَابِ قَطْعِ نَسْلِهَا، وَهَذَا لَا يَجُوزُ. هذا، والله تعالى أعلم.