الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فجزى الله عنا سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم القائل: (لِيَلِنِي مِنْكُمْ أُولُو الأَحْلامِ وَالنُّهَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ) رواه مسلم عن عبد الله بن مسعود.
فالمصلي خلف الإمام ينبغي أن يكون متعلِّماً أحكام الاستخلاف في الصلاة حتى لا يشوِّش على المصلين إذا فسدت صلاة الإمام. هذا أولاً.
ثانياً: ذهب الحنفية إلى أن الأولى للإمام أن لا يستخلف مسبوقاً، وإن استخلفه ينبغي أن لا يقبل، وإن قبل جاز، ولو تقدَّم يبتدئ من حيث انتهى إليه الإمام، وإذا انتهى إلى السلام يقدِّم مُدْرِكاً يسلِّم بهم، هذا إن كان يعلم المسبوق كم صلى الإمام وكم بقي عليه؟
أما إذا كان لا يعلم المستَخلَف كم صلى الإمام وكم بقي عليه؟ فإنه يصلي أربع ركعات ويقعد في كل ركعة احتياطاً، حتى لا يؤخِّر القعود الأخير عن موضعه.
وذهب الشافعية إلى صحة استخلاف مأموم سواء أكان مسبوقاً أم غير مسبوق، فإذا استخلف مسبوقاً لزمه مراعاة ترتيب الإمام، فيفعل فعل الإمام لو لم يخرج من الصلاة.
فإذا أتمَّ بالقوم صلاة الإمام قام لتدارك ما عليه، والمأمومون بالخيار إن شاؤوا فارقوه وسلَّموا، وإن شاؤوا صبروا جلوساً ليسلِّموا معه، هذا إذا كان يعلم كم بقي من صلاة الإمام، فإن كان لا يعلم فإنه يراقب المأمومين إذا أتمَّ الركعة، فإن همُّوا بالقيام قام، وإلا قعد. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
