الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
لَا يَجُوزُ وَضْعُ آيَةٍ مِنَ القُرْآنِ الكَرِيمِ كَنَغْمَةِ لِلْجَوَّالِ، لِأَنَّ القُرْآنَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾.
وَأَنَا أَنْصَحُ كُلَّ الإِخْوَةِ الذينَ يَحْمِلُونَ الهَوَاتِفَ الجَوَّالَةَ، أَلَّا يَجْعَلُوا نَغْمَةَ الجَوَّالِ آيَاتٍ مِنَ القُرْآنِ الكَرِيمِ، وَلَا قَصَائِدَ في مَدْحِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَلَا دُعَاءً، لِأَنَّ القُرْآنَ يُتَعَبَّدُ بِتِلَاوَتِهِ، وَلِأَنَّ مَدِيحَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُتَقَرَّبُ بِهِ إلى اللهِ تعالى، وَلِأَنَّ الدُّعَاءَ مُخُّ العِبَادَةِ، فَلَا نَجْعَلْ مِنْ هَذِهِ وَسَائِلَ تَنْبِيهٍ لَنَا، لِأَنَّهُ قَدْ يُضْطَرُّ صَاحِبُ الجَوَّالِ لِقَطْعِ الكَلَامِ في مَوْطِنٍ مِنَ المَوَاطِنِ، وَقَدْ يَكُونُ في مَكَانِ الخَلَاءِ وَكَشْفِ العَوْرَاتِ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
لَا يَجُوزُ وَضْعُ القُرْآنِ الكَرِيمِ وَالأَدْعِيَةِ وَالقَصَائِدِ نَغْمَةً لِلْجَوَّالَاتِ، وَيَكْتَفِي الإِنْسَانُ بِنَغْمَةٍ عَادِيَّةٍ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |